اعترف الفاشل عبد الفتاح السيسي، أمس الاثنين عن اقتراب العطش، جراء أزمة سد النهضة الإثيوبي، مدعيًا أنه يمتلك الحل ليفاجئ الجميع أن الحل يكمن في تحليه مياه الصرف الصحي.
ويرى خبراء أن بناء سد النهضة الإثيوبي سيؤدي إلى انخفاض تدفق مياه النيل الذي يوفر نحو 90 بالمئة من احتياجات مصر، وهو ماكان ينفيه قائد الانقلاب دومًا، مؤكدًا أن مياه النيل "خط أحمر" لا يجب المساس به، على حد زعمه.
وأعربت سلطات الانقلاب في ديسمبر الماضي عن "قلقها البالغ من التعثر الذي يواجه المسار الفني المتمثل في أعمال اللجنة الفنية الثلاثية" المتعلقة بسد النهضة والتي تضم القاهرة والخرطوم وأديس ابابا.
وكانت اللجنة الفنية الثلاثية المشتركة لسد النهضة، التي تجتمع في القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، قد فشلت في التوصل لاتفاق بخصوص نتائج تقرير مبدئي قدمته شركتان فرنسيتان في مايو الماضي حول التبعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للسد على مصر والسودان.
ومن المتوقع أن يصبح السد الذي تقدر كلفته بنحو 5 مليار دولار، ويتم تشييده على النيل الأزرق أكبر سد لتوليد الطاقة الكهربائية في افريقيا، وقد أعلنت إثيوبيا اكتمال بناء 63% منه أواخر نوفمبر الماضي.
الفاشل يعترف
أعلن قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، عن خطته لمواجهة أزمة المياه المتوقعة بعد بناء سد النهضة الإثيوبي؛ من خلال إنشاء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، وهو ما أثار التكهنات حول غياب الحلول مع أديس أبابا حول حصة مصر التاريخية، فيما يعتبر أول اعتراف من قائد الانقلاب بفشله وعصابته في إدارة الأزمة.
تصريحات السيسي، التي جاءت أمس الاثنين، خلال افتتاح عدد من المشروعات بمدينة العاشر من رمضان، حملت وعودًا زائقة من السيسي للشعب، بقوله إن الأزمة القائمة مع إثيوبيا لن تصيبنا بالعجز في إيجاد بدائل لمصادر المياه، وإنه لن يسمح بوجود مشكلة مياه في مصر، مضيفًا: "لازم الكل يتأمن من المياه".
وقال السيسي إن مصر لم تكن تستفيد من حصة المياه المتاحة، وإن إنشاء المحطة التي تتكلف 60 مليار جنيه، هي الأكبر تكلفة بالنسبة لمصر، تأتي لتحقيق الاستفادة القصوى من حجم المياه المتاح، وإن حكومته بصدد تحلية المياه "مرة واتنين وتلاتة، معالجة ثلاثية، لحوالي مليار متر مكعب مياه بالسنة، بحيث لا تؤثر المياه على صحة المواطن والاستخدام الآمن للزراعة"، على حد زعمه.
وقال السفيه "السيسي" : "نقوم بما يتعين علينا عمله حتى نتمكن من حل مشكلة محتملة، قد تطرأ مع احتمال انخفاض حصة مصر من مياه النيل أثناء فترة ملء خزان سد النهضة".، وأضاف:"يجري حاليا إنشاء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف والتحلية".
خبراء : حل فنكوشي
يرى خبراء أن ما صرح به السيسي من تحلية مياه الصرف الصحي، هو هراء وأكاذيب من التي اعتاد عليها المصريون منه، وقال المراقب العام في الجهاز المركزي للمحاسبات، أشرف شعبان، عبر تويتر: "الصرف الصحي بديلا عن ماء النيل، أحد الحلول الفنكوشية التي ابتلينا بها نتيجة الاستهتار والمفاوضات العبثية مع إثيوبيا والسودان"، مضيفا: "لا للتفريط في حقوقنا"، و"النيل خط أحمر".
من جانبه، شكك الخبير الهندسي، الدكتور عماد الوكيل، في إمكانية الاستخدام الآمن لمياه الصرف المعالجة، وقال عبر "فيسبوك": "هل تعلم أنه لا توجد مواصفة أو كود يسمح بشرب مياه الصرف الصحي المعالجة، ولا يوجد مواصفة تسمح حتى بخلط الخرسانة بهذه المياه، ولا يوجد مواصفة تسمح بري الخضروات منها، فقط يسمح بري الأشجار الخشبية غير المثمرة، والباقي يستخدم في غسل الشوارع".
من جانبه، وصف الخبير الاقتصادي، الدكتور مصطفى شاهين، تصريحات السيسي بـ"السيئة"، مؤكدًا أن "وضع مصر في ظل أزمة مياه النيل صعب جدا".
شاهين، قال في تصريحات صحفية، إن اعتماد مصر على مياه الصرف الصحي في الشرب وزراعة المحاصيل الزراعية لهو أمر مؤسف للغاية أيضًا"، مشيرا إلى أن هذه الحالة تعكس سوء وصعوبة الموقف التفاوضي للمصريين حول سد النهضة الإثيوبي وحصة مصر التاريخية من المياه.
وأضاف أن لجوء السيسي لحل معالجة مياه الصرف الصحي كإستراتيجية لمواجهة أزمة المياه يعني "ضياع حقوق مصر في مياه النيل"، مؤكدًا أنه "لا يمكن أبدا لمصر، هبة النيل، أن تعتمد على مياه الصرف في الشرب وفي الزراعة".
وأشار شاهين إلى صعوبة ذلك الحل أيضًا في إنقاذ المصريين من العطش والجوع، وقال: "تتحدث عن بلد عدد سكانه في الداخل 94 مليون نسمة، وليس سهلا أن تغطي أكبر محطة في العالم لمعالجة للمياه ولا غيرها احتياجات هذا الكم من البشر".
وأضاف: "كما أننا مقبلون في مصر على أزمة اقتصادية شديدة متوقعة، ستؤثر في كل مجريات الاقتصاد".
أضف تعليقك