خالص التهنئة للمسيحيين ولمصر كلها بمناسبة أعياد الميلاد، وبهذه المناسبة أقيمت الصلاة لأول مرة في “كاتدرائية ميلاد المسيح” التي تقع بعاصمة السيسي الإدارية الجديدة. وقد بلغت تكاليف هذا الصرح حتى الآن نحو 400 مليون جنيه من تكلفة مقدر لها مليار ومائتا ألف جنيه، وهذا ما صرح به لجريدة الأهرام “محسب مكرم” المدير المالي للمشروع.
وأتساءل: من يتحمل تلك المبالغ الطائلة؟.. إذا كانت تلك الكنيسة الضخمة من فلوس الأقباط فخير وبركة ولا أعترض أبدا! أما إذا كانت الدولة هي التي تحملت الجزء الأكبر من التكاليف فهذا ما أراه يدخل في دنيا العجائب، لأن الحكومة ليس من مهمتها بناء كنائس ولا جوامع، وتلك المبالغ الطائلة أولى أن تصرف على ما يحتاجه الناس الغلابة والنهوض بهم وهم يشكلون الغالبية العظمى من السكان.
وهذا التساؤل الذي أطرحه يخص أيضا الجامع الضخم المقام في المدينة ذاتها، وما زال العمل فيه جاريا على قدم وساق، ومن أين تكاليفه الهائلة وبلدنا فيها أزمة اقتصادية مستحكمة يشعر بها كل مواطن؟
وقد يقول قائل أن دور العبادة هذه أقيمت من تبرعات صندوق تحيا مصر! وهذا ما أراه يدخل في دنيا العجائب كذلك، لأن من تبرع لهذا الصندوق لم يقصد أن تصرف مئات الملايين منه على بناء جامع وكنيسة بالعاصمة الإدارية، وإنما كان هدفه توجيه تلك المبالغ للتعليم والصحة وما يشكو منه الوطن.. أليس كذلك؟
وأخيرا فقد تذكرت تلك الحكمة الشهيرة التي تقول: “اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع” وهذا ينطبق تماما على ما أتحدث عنه، مع العلم أنني أعترض على كلمة “يحرم” المشتقة من حرام، فتلك الكلمة أصبحت متداولة في حياتنا بطريقة تثير الإنزعاج وهي تكاد تنافس كلمة السلام عليكم!! والأفضل أن يقال ما يحتاجه البيت له الأولوية وهذا يتفق تماما مع تعاليم إسلامنا الجميل.
أضف تعليقك