• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: ريحانة الثورة
 
قارئ التاريخ يتوقف كثيرا أمام دور المرأة المسلمة المجاهدة منذ عهد النبي الكريم ﷺ والصحب الكرام فتلك خديجة وهذه عائشة والحبيبة بنت أبيها فاطمة الزهراء رضى الله عنهن، وكنت اسأل نفسي هل ستعيد المرأة المصرية تاريخ أسلافها من النساء والصحابيات؟ 
 
كنت أرى نساء فلسطين المجاهدات الصابرات وأقول: هل هؤلاء نساء مثلنا؟ هل هن بشر مثلنا؟ كيف تستقبل أم نضال فرحات خبر شهادة ابنها فتقول فرحة مستبشرة عندي من الأولاد أربعة أقدمهم للشهادة !! هذه خنساء عصرنا . 
 
كنت أتساءل هل في يوم من الأيام نرى ذاك الثبات من المرأة المصرية؟ 
 
فجاءت الثورة ورأيت نماذج تحاكى سيرة المجاهدات السابقات في اﻹسلام، شهدت ميادين مصر وشوارعها وأزقتها كيف كان ثبات المرأة المصرية وكيف كان عطاؤها، ثم كان الانقلاب العسكري الدموي
ورأيت برابعة ما لم يحكه ابن كثير وﻻ الطبري، من تضحيات وفداء وثبات وعطاء.  
 
سطور من نور يخطها التاريخ بحق المرأة المصرية المجاهدة. جمعت بين ثبات المرأة الفلسطينية ويقين ورضاء المجاهدة السورية بقضاء الله وقدره الغالب، شاهدتها تدفن ولدها ثم تخرج بالمسيرة وتعود لتزور الزوج المعتقل وتسرع لتطمئن علي ابنها المطارد، تجاهد بكلمتها  بالمتاح من وسائل اﻹعلام، وتربي الباقي من أولادها على مبادئ اﻹسلام وقيمه . باسمة لا تشكو، راضية ﻻ تسخط، ثابتة كالجبال ﻻ تخنع ولغير الله تعالى ﻻ تركع.
 
رغم ضيق العيش ﻻ ترضى أن تستسلم أو أن تبتعد عن طريقها طلبا لحرية الوطن واستقلاله، رأيت عجب العجاب من تلك الأمثلة فتلك زوجها بياع لا يملك إلا القليل ليبيع رفض الانقلاب ودافع عن الشرعية، ابلغوا عنه واعتقل وحوكم عسكريا ثم اخذوا الابن وبنفس التوقيت اﻷبن الثاني القاصر يقدم أيضا للمحاكمة العسكرية، وكل واحد بمكان مختلف فالصباح تذهب للبيع لتحصل علي قوتهم ثم تجهز الزيارة ثم تذهب صباح اليوم للابن ببرج العرب واليوم الثاني تذهب للزوج المعتقل بسجن النطرون وهى تحمل رضيعها وتمسك بيدها بنتين في عمر الزهور الباسمة.
 
ومضت عدة أعوام ونحن على أبواب يناير وحوارات هنا وهناك والكثيرون يتهيئون للاحتفال بالذكرى السابعة لثورة يناير بينما المرأة المصرية المجاهدة الصابرة تستعد لعام جديد من الصبر على الحق والثبات على المبدأ واﻻستعداد لمزيد من التضحيات هى وحدها ومن يشاركها أعباء المحنة وتكاليف الثورة من يعملون ويبذلون بينما آخرون يحتفلون.
 
تحية تقدير وإجلال للمرأة المصرية الصابرة الثائرة أهم الأعمدة الأساسية بثورتنا، صانعة أروع أمثلة الصمود والتضحية والثبات. 

أضف تعليقك