أخي بلا مأوى بلا دار بلا عنوان
يتنقل بين الجدران يحيا بين الغربان
يفترش الأرض ويلتحف السماء
بظلمة الليل وبرد الشتاء
ونار الظلم والظلام بفعل اللئام
بيننا وبينه جدار عازل، سور فاصل
سلاح قاتل، حارس غادر
طعام فاتر، ماء غائر
سلك شائك، حبل تدلى وضمير تخلى
أخي في الزنزانة رهن الاعتقال
مرورا بالتأديب والانفرادي والإخفاء القسري
فالمرض والعجز والإعدام والمشرحة
حنانيك يا سجن، رفقا بأجساد البشر
رحمة برفاق الدرب، ينظرون من المقبرة
يمر الموت من ها هنا، بداية الراحة الأبدية
والفوز بجائزة الحرية
يولد الإنسان من جديد
ولادة في غرفة الإعدام
فإذا أُخذت بها الأرواح
وسُجيت بها الأجساد
فقد ولد بها الشهداء من جديد
أحياء عند ربهم يرزقون
بأطيب ريح بحواصل طيرا خضرا
تسرح في الجنان حيث شاءت
ثم تأوي لقناديل بالعرش معلقة
ولادة في غرفة الإعدام
تأصلت بها المبادئ والأفكار
فصارت واقعا حيا في النفوس
تدب بها الحياة تجذرا وانتشارا، فهما ووعيا وإدراكا
إقرأ أيضا: الإعدام لمدرس قتل زوجته بعد رفعها دعوى خلع فى أسيوط
كأنما بعد الدمى والشمع صارت عرائس تفرح النفوس
تجري في العروق وجمرا في القلوب
نموت لكي يحيا الوطن
يحيا لمن؟ نحن الوطن
لم يعد الموت مرعبا
فالحياة أشدّ بأسا ورعبا
أبرياء يدفعون ثمن الغربة والظلم الذي تحياه الأمة
حلموا بمستقبل أفضل للوطن
فكان جزاءهم الإعدام، عوقبوا بحبل المشنقة
هم المهذبون نشأةً وتاريخاً، خير الناس للإسلام وأهله
هم صفوة المسلمين، لم تزدهم المحن والشدائد إﻻ صبراً وثباتاً وعطاءً
هم اليوم رصيد الإسلام وجدار الملة والغصة في حلق أعداء الديانة
هم الأمل والمستقبل، رافعي الراية، وعنوان الأمة في وجوه الطغاة.
ولكن مَاذا بعد المِحن
يُبتلى المرء على قدرِ دينه ليؤجر
نتعثر، فنصبر، فنُؤجر وننضج
ونصير أشد بأسا وعزما ورشدا
كانَ غَضًّا حتى أنضجته المِحن
وستزول كل العوائق
وستحرم كل العلائق وتنقطع اﻷسباب
إقرأ أيضا: فقط في مصر البراءة لـ«المثليين» والإعدام للمعارضين
وتقف وحيدا فريدا ليس لك من اﻷمر شيئا
لتنظر إلى السماء وتنادي
متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب
فالأمر ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء
لله الأمر من قبل ومن بعد وكل يوم هو في شأن
إن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه
وهو الـمستعان على أداء الشكر
وإن حال القضاء دون الرجاء
فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته
أضف تعليقك