• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانيتين

الاحتجاجات التي خرجت في مناطق إيرانية يوم الخميس الماضي، بمطالبات معيشية واقتصادية ، ورددت شعارات ضد حكومة روحاني وخامنئى، رافضة لغلاء الأسعار والوضع المعيشي السيئ، مما جعل بعض أعضاء حكومة روحانى، يتهم المحافظين بتشجيع المواطنين على الخروج للمطالبة بحقوقهم من حكومة روحانى ،التى اعتمدت على الغرب وعلى الاتفاق النووي فقط!
 
ولكى يمكن تفسير الأحداث فى إيران بموضوعية، نلاحظ أن بداية اندلاع المظاهرات كان من مدينة مشهد، التى خسرت فيها أكثر من مائة وستين ألف أسرة، أموالها في مشروع "شانديز" السكني، وكان هذا المشروع هو أكبر عملية نصب واحتيال تورط فيها مسئولون في النظام الإيرانى ولم يتم محاسبتهم حتى الآن، فضاع حلم أهل مشهد فى الحصول على سكن لائق!!
 
وإذا أضفنا إلى ذلك أن عدداً من البنوك الإيرانية أعلنت إفلاسها فى مدينة مشهد،وهو ما يعنى أن المواطنين فقدوا مدخراتهم بسبب هذا الإعلان، وتجاهلت الحكومة مطالب المواطنين في قضية افلاس البنوك ولم تقدم حلولا لهذه الكارثة !!
 
وقد انطلقت الاحتجاجات من مدينة مشهد، ثم انتقلت لبقية المدن والأقاليم الإيرانية، ومنها إلى العاصمة طهران، وبالرغم من أن هذه الحركة الاحتجاجية الدافع الرئيس لها، هو العامل الاقتصادى، ولكن دائما ماكان عامل الاقتصاد يلعب دورا محوريا في الثورات الإيرانية، فقد استخدم الخميني العامل الاقتصادي لتحريك الشعب الإيراني ضد شاه ايران "محمد رضا بهلوى"، كما أن هذه الاحتجاجات تختلف تماما عن الثورة الخضراء في عام 2009، التى كانت تمتلك قيادات واضحة مثل مير حسين موسوي ومهدي كروبي، ولكن كان مطلبهم الأصلى يتمحور حول الانتخابات فقط، ولكن هذه الحركة الاحتجاجية الشعبية التي تشهدها إيران اليوم، لا تمتلك قيادات سياسية ولا مذهبية، وتنادي بتنحي المرشد الأعلى للثورة "على خامنئى"، كما أن الثورة الخضراء فشلت في الانتقال من طهران إلى الأطراف، واستطاع الحرس الثوري قمعها بسهولة، لكن هذه الاحتجاجات انتشرت فى كثير من المدن الإيرانية، كما أن من شارك فى الثورة الخضراء هم أبناء الطبقة المرفهة، والطبقة الوسطى، ولكن من خرج فى احتجاجات اليوم هم الطبقة الفقيرة المطحونة، التي تعيش تحت خط الفقر!!
 
تصريحات القادة الإيرانين عكست مدى الخوف من اتساع دائرة الاحتجاجات،وما عززمن دوافع القلق، توجّه المحتجين نحو الأماكن العامة ومنها مساجد وحسينيات ومصارف، وتمزيق صور خامنئى وروحانى، كما قام المحتجون بتحطيم محطات للحافلات وبعض المصارف، وهو ما رفع من حدة انتقادات المسؤولين من كل الأطياف السياسية،حتى من قبل من يؤيدون رفع مطالبات لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين، فقد تحدث الرئيس روحاني عن قدرته على حل المشاكل مستخدماً مصطلح "برفقة الشعب"، وأن حكومته ستتعامل مع الاحتجاجات ذات المطالب الحقيقية كفرصة لحل المسائل لا كتهديد، إلا أنه لم يستبعد استخدام الشارع المضاد، بأن الإيرانيين سينزلون إلى الشوارع لحماية النظام الإسلامي، وللرد على مثيري الشغب إذا لزم الأمر، كما كانت تصريحات رئيس السلطة القضائية لاتختلف كثيراً عن تصريحات روحانى،حيث قال:إن التعرض للمساجد والمحاكم والمصارف والأملاك العامة عمل إجرامي سيحاسب عليه القضاء بشكل قاطع، وأنه لا يمكن تلبية أي مطالب في حال قررالمحتجون اتباع طرق غير قانونية.
 
أما المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية"مسعود جزائري"، فاعتبر إن تدخّل الولايات المتحدة وإبداءأعلى سلطة فيها لرأيها حول الاحتجاجات ودعمها لها بالتزامن مع ما تفعله وسائل إعلام أجنبية "محرضة"، يعني أن واشنطن تحضر لفتنة جديدة لإيران، وأن مشاركة الأطياف المعارضة للنظام بالتحريض، مثل جماعة "مجاهدي خلق" وحتى مؤيدي الملكية البهلوية، هم جزء من المؤامرة الأمريكية، وأن هذا سينعكس على واشنطن بالنتيجة وسيؤدي لفشل مخططاتها وفشلها داخلياً وأمام المجتمع الدولي.
 
وكان الرئيس روحانى حذر من انتقاد نواب البرلمان المستمر لمطالباته برفع بعض الموازنات الحكومية، التي يريد استخدامها في تحسين الوضع المعيشي،محاولاًبذلك وضع المسؤولية على عاتق الجميع،وفي ما يتعلق بالمؤسسات المالية، التي كانت محاسبتها واستعادة أموال الاستثمارات منها المطلب الأول للمحتجين، أكد روحاني أن حكومته أقصتها بالكامل بالتعاون مع الجهاز القضائي، وقال "روحاني" في خطاب ألقاه بشأن الاحتجاجات، خلال اجتماعه برؤساء اللجان التخصصية في البرلمان: هذه الأحداث لا أهمية لها، والشعب الإيراني شهد الكثير منها وتجاوزها بسهولة، والمسألة باتت اليوم تمس النظام والثورة والمصالح الوطنية والأمن القومي واستقرارإيران والمنطقة، وأن جميع المتظاهرين ليسوا مدعومين من الخارج، والعدو غاضب من عظمة الشعب الإيراني ونجاح وتطور إيران, الانتقاد والاحتجاج فرصة وليس تهديداً، والشعب بنفسه سيرد على مخترقي القانون ومثيري أعمال الشغب،كما اتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتحريض بعض المتظاهرين للانتقام من إيران، وقال عن محمد بن سلمان: العدو قالها صراحة إنه سينقل المعركة إلى داخل إيران.. نقول له إن الشعب والمسئولين سيردون عليك.
 
وأن المشاكل التى تعانى منها إيران، لا علاقة لها بالحكومة كالجفاف والتصحر والزلازل والتلوث البيئي، كما أن الوضع الاقتصادي في إيران أفضل من متوسط الأوضاع الاقتصادية في العالم،وأن معدل النمو الاقتصادي في البلاد بلغ هذا العام 6%، وأنه من حق المواطنين الاحتجاج لكن يجب أن يكون بالوسائل القانونية، ولابد من الوحدة الوطنية بين البرلمان والحكومة والسلطة القضائية والقوات المسلحة.
 
وما زالت الثورة مستمرة، والثوار يطالبون مرشد الثورة على خامنئى بالرحيل، مرددين شعارات الموت لخامنئى، والموت لروحانى، ولا غزة ولا لبنان روحى فداء إيران، واترك سوريا وفكر فينا!!
 
فهل سيتم قمعها كالثورة الخضراء،أم ستكون عصيةعلى الإحتواء؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة!!
 

أضف تعليقك