شهد عام 2017 استمرار عصابة الانقلاب في ارتكاب جرائم الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري واغتيال أبرياء بمحافظة الشرقية، بالتزامن مع القمع المتواصل منذ انقلاب 2013 في جميع أنحاء القطري المصري.
جاء ذلك في الوقت الذي تم فيه حجب موقع "الشرقية أون لاين"، صوت ثوار الشرقية والأحرار، للمرة الثانية من قبل أجهزة الانقلاب العسكري.
ووفقًا لمصادرنا فقد وثقنا ما يقارب 700 حالة اعتقال طوال العام على مستوى المحافظة بينهم أكثر من 3 سيدات إحداهن طالبة و2 من نواب برلمان 2012، بالإضافة لاعتقال أسر بكاملها.
واعتقلت داخلية الانقلاب، في أكتوبر، فاطمة علي محمد إبراهيم، زوجة سعيد صديق بقرية الهيصمية التابعة لمركز فاقوس.
كما اعتقلت، في نوفمبر سماح فتحي إبراهيم، أثناء زيارة شقيقها المعتقل بمركز كفر صقر.
وداهمت قوات الانقلاب، في أكتوبر، منزل المعتقل خالد عز الرجال واعتقلت ابنته الطالبة الجامعية أسماء خالد، لتكون أول المحالين لمحكمة أمن الدولة طوارئ.
ناهيك عن إحالة أكثر من 20 معتقلاً بعدها لذات المحكمة الاستثنائية.
وكان من ضمن المعتقلين النائب أحمد شحاتة، أمين حزب الحرية والعدالة بالشرقية والنائب محمد فياض، بالإضافة للدكتور عمر عبد الغني، مسئول إخوان جنوب الشرقية سابقًا.
كما طالت الاعتقالات عددًا من أساتذة الجامعة من أبرزهم الدكتور السادات إبراهيم والدكتور التهامي أبو زيد.
وأطلقت قوات الانقلاب النيران على أحد الأشخاص أثناء اعتراضه على اعتقال والده في قرية بهنيا بديرب نجم، وأصابته.
فيما شهد الشهر الأخير من العام اعتقال أسر كاملة، مثل اعتقال الدكتور عبد العليم قرمة ونجليه بمركز ههيا، على الرغم من خروجه ابنه بلال من سجون الانقلاب قبلها بأسبوع.
كما اعتقل الحاج عبد الفتاح السواح ونجليه عبد الله وعمار بمركز أبو كبير صبيحة خروج ابنه عمار من سجون الانقلاب بعد اعتقاله لأكثر من سنتين.
أيضًا تم اعتقال محمد حافظ عبد الوهاب وولديه أشرف ومحمد من منزلهم بالعاشر من رمضان في يوليو وتم إخفاؤهم قسريًا.
ولم يتوان الانقلاب في ارتكاب جرائم إخفاء المواطنين قسريًا، ليطول أكثر من 33 مواطنا بالشرقية، لمدد متباينة.
وكان الجديد هذا العام امتداده لكبار السن، مثل السيد الغندور ومحمد رباح بمركز فاقوس والدكتور السيد سلام بالحسينية.
وفي تصاعد غير مسبوق لجرائم الاغتيال السياسي، قامت داخلية الانقلاب باغتيال 23 مواطنًا من أبناء محافظة الشرقية أو في نطاقها، بعد إخفائهم قسرًا ثم قتلهم بدم بارد ونشر بيانات تزعم أنهم قتلوا في تبادل لإطلاق النار.
وأبرز من اغتالتهم يد الخيانة من الانقلاب الشقيقان محمد ومحمود علي من أبناء حي الحسينية بمدينة الزقازيق والتي توفيت جدتهما بعد سماع نبأ قتلهما، بالإضافة للشهداء أحمد ناصر البهنساوي (أبو حماد) وأحمد إيهاب (العاشر من رمضان) وعمر عادل عبد الباقي ( بلبيس) ومحمد راضي (الزقازيق) وأحمد عبد الفتاح محمد جمعة (الزقازيق) وعبد الرحمن عبد المعطي (العاشر من رمضان) وحديثًا عبد السلام محمد عبد السلام (مشتول السوق).
ولم يتوقف إجرام الداخلية عند الاغتيالات بل تتعنت عصابة الانقلاب، في تسليم جثامين الشهداء إلى ذويهم.
كما استشهد داخل سجون الانقلاب الشيخ عمر حويلة، في نوفمبر، داخل سجن الزقازيق العمومي، والشهيد إسماعيل مصطفى، في مايو، داخل سجن قوات أمن العاشر من رمضان؛ جراء الإهمال الطبي.
وأصدر قضاء الانقلاب أحكامًا بالسجن لمدد مختلفة بحق 68 شخصًا بينهم ثلاثة تمت إحالتهم للمفتي تمهيدًا لإعدامهم، فضلاً عن الحكم بالمؤبد على 30 شخصًا بديرب نجم. ولم يسلم المعتقلون في سجون الشرقية ومراكز الاحتجاز من الانتهاكات المستمرة لا سيما في سجن الزقازيق العمومي الذي شهد اعتداءً متكررًا على المعتقلين بالضرب وقنابل الغاز.
ناهيك عن الإهمال الطبي في معسكر أمن الزقازيق وأمن العاشر من رمضان، بالإضافة للمراكز الشرطية المختلفة في فاقوس وأبو حماد وههيا ومنيا القمح وقسمي أول وثاني الزقازيق.
وأخيرًا.. هل يشهد 2018 تطورًا في الانتهاكات ضد الأحرار والأبرياء أم أن الانقلاب سيتآكل أمام صمود الأحرار الذين لم ترهبهم إعدامات العسكر؟!
أضف تعليقك