بقلم: عزالدين الكومي
لفت نظرى ماكتبه الأستاذ"جمال خاشقجى" فى صحيفة "الواشنطن بوست "تحت عنوان سخط الطبقة الوسطى في مصر يهدد بثورة وشفيق يمكن أن يجلب الأمل لمصر!!
حيث تحدث حول الفوائد والمزايا التي يمكن أن تجنيها مصر في حال فاز الفريق أحمد شفيق بانتخابات الرئاسة القادمة!!
وبعيداً عن المزايا والفوائد التى يتوهمها الكاتب ،نتسائل كيف للص يمكن أن يكون أملاً؟
ومن وجهة نظر الكاتب،الذى يحاول مع من يحاولون شرعنة هزلية انتخابات 2018،ليضفى على نظام انقلابى عسكر منقلب على أول تجربة ديمقراطية، على الرغم من أن النظام السعودى آنذاك، هو من بارك الانقلاب ودعمه، وعندما جاء الملك سلمان سارع خاشقجى ليقول: إن عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، ليس مسؤلية الملك سلمان، وأنه ورث تلك المسؤلية، وعليه أن يتعامل معها وفق الظروف التي أدت إليها، وبمفهوم المخالفة إذا كان الملك سلمان غير مسؤول – وهوولى العهد آنذاك- فإن سلفه هو المسؤول!!
ويغرق الكاتب فى التفاؤل قائلاً: عندما تنتهي فترة ولاية –قائد الانقلاب- ، ينبغي أن يغادر منصبه، ولكن نظرا لرغبته الواضحة والمؤسفة في الحكم دورة أخرى، فإن الأمل الوحيد لمصر في مرشح مؤهل ومعترف به ومتمرس للتقدم ومنافسته.
وأنا أتسائل ماهى مؤهلات "سى شفيق" ليكون رئيساً سوى أنه أحد أركان نظام المخلوع مبارك،فضلاً عن فساده وفضائحه المالية،و معترف به من من من؟بالتأكيد من الأمريكان ومن الصهاينة؟
وأن شفيق يحتاج المساعدة وكذلك مصر،تمرد سيناء
الخارج عن السيطرة، واحد فقط من ضمن كثيرمن الأمور التي فشل فيها قائد الانقلاب، ودور مصر الإقليمي بات
أكثر ضعفا من أي وقت مضى، منذ أن حصلت على الاستقلال من بريطانيا في 1922، الدولة تُخنق بإجراءات صارمة، تسحق أي شكل من المعارضة.
الإصلاحات الاقتصادية المدعومة من صندوق النقد الدولي قلصت الدعم الحكومي على السلع الأساسية، بينما الاستثمار الأجنبي المباشر لم يعد كافيا لزيادة فرص العمل وزيادة
الدخل، الطبقة الوسطى التي أيدت بشكل عام الجيش على أمل صنع الاستقرارتضررت بشكل خاص بشدة من الركود الاقتصادي،وإن عدم رضا الطبقة الوسطى يمكن أن يضع حجرالأساس لثورة أخرى.
فالكاتب المتواجد فى بلاد العم السام، والهارب من جحيم بن سلمان، يصور لنا شفيق بأنه يمتلك عصا سحرية، وستقدم حلولاً سحرية لكل مشاكل البلاد الداخلية والخارجية،ونسى أن شفيق خرج من نفس المشكاة التى خرج منها قائد الانقلاب،وهى حزب العسكر الحاكم،والذى يمسك بمقاليد الأمور، وهو الذى زرع الفساد، ويقوم على رعايته،وبالتالى لن يتغير من الأمرشيء لأن شفيق لا لن يأتى برضى الشعب ،ولكن سيأتى برضا أمريكا والصهاينة ،وبالتالى سنبقى فى حلقة العسكرالمفرغة!!
العالم العربي يحتاج نموذجا ناجحا للتحول السلمي للسلطة، ولقد كانت مصر هذا النموذج لفترة وجيزة، في عام 2012 عندما خسر شفيق الانتخابات الرئاسية لصالح محمد مرسي الذي حكم عليه بالحبس مدى الحياة بعد الإطاحة به في 2013.
ويقول مثل –قائد الانقلاب-، شفيق لديه تاريخ وظيفي في الجيش ولكنه على عكس –قائد الانقلاب- له سجل مدني قوي، حيث عمل كوزير للطيران بعد تقاعده من الجيش في 2002، و يمكن أن يساعد في تحول مصر من الاعتماد المفرط على الجيش إلى حكم مختلط أو مدني بشكل كامل.
هناك بالتأكيد سابقة إقليمية لهذا الشكل وهو : رئيس الوزراء التركي تورجوت أوزال في 1983.
في 1980، نفذ الجيش انقلابا آخر هو الأكثر دموية في تاريخ البلاد، ومحليا كانت تركيا تعاني من التراجع الاقتصادي وزيادة التضخم ثلاث مرات وسط ما يشبه الحرب الأهلية بين اليمين واليسار، ورحب الأتراك بالانقلاب على أمل أنه سوف يستعيد الاستقرار للبلاد.
وهل تتوقع أن نموذج التداول السلمى للسلطة يمكن أن يتكرر حالما ترشح شفيق ضد قائد الانقلاب ؟
بالتأكيد لا،لأنه سيكون العسكر ضمنوا أحدهم فى الحكم، وقطعوا الطريق على المدنيين فى الوصول لحكم البلاد،بعد مرارة تجربة الرئيس محمد مرسى!!
لذلك يمكننا القول: أنهما لايختلفان كثيراً،فإذا كان شفيق قد تقاعد وعمل وزيراً فإنه أسس أمبراطورية فساد فى وزارة الطيران المدنى،وقبل هذا وذاك أحد أعمدة فساد نظام مبارك،
ولتلميع شفيق يقول: شفيق ليس نيلسون مانديلا ولكنه أشار إلى أنه يرغب في تحريك الديمقراطية قدما بعد سنوات من الحكم العسكري!!
عجيب أمرك وهل هناك عسكرى، يمكن أن يقبل بالديمقراطية ؟؟كلام لايختلف عن حال اللبراليين العرب ،الذين يتغنون بالديمقراطية، وإذا جاءت بغيرهم استدعوا العسكر ليحكوموهم!!
منذ انقلاب 1952، والجيش في مصر يحتكر الحياة السياسية والاقتصادية في الدولة، وتخلى عن السلطة على مضض، بعد دعوات واسعة لإنهاء حكم مبارك ورضا من واشنطن.
في 2013 كانوا مستعدين للعودة وسط سخط شعبي من حكم مرسي قاد إلى موجة جديدة من الاحتجاجات وعودة الجيش للسلطة.
ولكن فات الكاتب ،أن يقول لنا أن هذا السخط الشعبى،دعمته دول الخليج بالمال والمؤمرات،والإعلام العكاشى!!
وأخيراً يقول :في حال تلقى شفيق نفس الدعم من الولايات المتحدة مثل أوزال، النموذج التركي يمكن أن يتكرر في مصر، ويضع مثالا للديمقراطية في انحاء المنطقة.
والسؤال للكاتب الألمعى،هل يمكن لأمريكا التى لاتجيد سوى دعم الدكتاتوريات والانقلابات العسكرية،أن تدعم الديمقراطية؟متى كانت الحدأة تلقى بالكتاكيت!!
أضف تعليقك