منذ ثانية واحدة
عندما رفع مشجعون جزائريون،لافتة كبيرة يتقاسم فيها الرئيس الأمريكي ترامب، والملك سلمان بن عبد العزيز، وجهاً واحداً قبالة القدس الشريف اللافتة الكبيرة التي غطت جزءً من ملعب بمحافظة عين مليلة،في إطار نصرة القدس، وضمن حملة التنديد ضد قرار الرئيس الأمريكي ترامب، إعلانه الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيونى وكتب على اللافتة عبارة باللغة الإنجليزية "two faces of the same coin" وتعني بالعربية "وجهان لعملة واحدة"، وأضيفت لها عبارة "البيت لنا والقدس لنا!!
وقد غضب آل سعود وتوعدو الجزائر بالرد، وطلبوامن الحكومة الجزائرية الاعتذار عما بدر من جمهورها الرياضي، ومعاقبة المتواطئين بإدخال تلك اللافتة إلى الملعب!!
أما عندما صرح الرئيس الأمريكى ترامب خلال حملته الانتخابية قائلاً: إن آل سعود يشكلون البقرة الحلوب لبلاده، ومتى ما جف ضرع هذه البقرة ولم يعد يعطي الدولارات والذهب عند ذلك ستأمر الولايات المتحدة الأمريكية بذبحها، وأن هذه حقيقة يعرفها أصدقاء أمريكا وأعدائها وعلى رأسهم آل سعود.
فلم نسمع بأحد من آل سعود، ولا من إعلامهم اعترض على كلام ترامب، ولا شنع عليه، لكن فقط أشداء على بنى قوهم، رحماء على ترامب وميلانا وإفينكا!!
على الرغم من السعودية كان دورها حيال القضية الفلسطينية مخزياً، فعندما أرسل رؤساء الوفود العربية في هيئة الأمم ألمتحدة، عشية الموافقة على قرار تقسيم فلسطين عام 1948، برقية إلى الملك عبدالعزيز آل سعود يرجونه بإصدار تصريح يهدد فيه بقطع البترول، إذا صوتت أمريكا على قرار التقسيم واعترفت بدولة الكيان الصهيونى، فكان رد الملك عبدالعزيز أن أصدر تصريحاً قال فيه: إن المصالح الأمريكية في السعودية محمية، وأن الأمريكيين أهل ذمة، وأن حمايتهم وحماية مصالحهم واجب ومنصوص عليه في القرآن الكريم!!
فتحية لشعب المليون شهيد، شعب الإباء والعزة الكرامة، وأن ما حدث هو رد فعل تجاه تواطؤ متصهينة العرب ضد القدس.
وقد دافع المعلق الرياضى حفيظ دراجي، قائلاً: عندما قال إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس أن ترامب والملك سلمان هما قطبا سلام العالم، يقودان العالم معا إلى السلام.. لم يتحرك أحد في السعودية.. بل فرح الجميع.
وعندما قام جمهور نادي محلي في الجزائر بتجسيد هذه المقولة في صورة مشتركة غضب البعض، وانتفض البعض الآخر، على غرار سفير المملكة في الجزائر الذي توعد بالرد، وإن نية المناصرين كانت حسنة بالتأكيد، ولم تكن للإساءة للسعودية لما رفعوا هذه اللافتة، ومن يتوعد بالرد أكيد سيأتيه الرد أقوى من أحفاد الشهيد لعربي بن مهيدي!!
كما قام الصحفى العلمانى محمد آل الشيخ، على طريقة بنى علمان، بالرد على حفيظ دراجى والجماهير الجزائرية، بقوله: فساد عسكر الجزائر، ونهبهم لوطنهم جعل هذه الدولة النفطية تعيسة متخلفة، وبدلاً من أن يحاسبوا عسكرهم يشتمون المملكة ودول الخليج، لو كان فيكم خير لما أصبحتم أعظم شعوب إفريقيا التى تتسول فى دول أوروبا، وعسكركم ينهبوكم، والسؤال هنا هل يستطيع محمد آل الشيخ أو غيره من غلمان السعودية أن يتحدث عن عسكر الانقلاب فى مصر، وقد خربوا البلاد وأذلوا العباد؟؟
وقد أبى المحامى الدولى "أنور مالك" الذى يعمل لصالح السعودية، أن يقوم بدور الإعلام العكاشى، فغرد قائلاً: التيفو المسيء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تقف خلفه جهة تابعة لحركة حمس الجزائرية، حسب معلومات وصلتنا من عدة مصادر فى الجزائر، وقد تم استغلال مجموعة من غوغاء الملاعب لتنفيذ عمل غوغائى، لا يمثل بلا بأدنى شك الجزائريين الذين يحترمون السعودية شعباً وقيادةً!!
ومن المعلوم أن السعودية تسعى للتطبيع مع دولة الكيان الصهيونى، كما أفادت تقارير عن زيارات سرية قام بها مسئولون سعوديون على رأسهم محمد بن سلمان، وأن القرار الأمريكي حول القدس تم اتخاذه بالضوء الأخضر من قبل ولى العهد السعودى، ومحمد بن زايد، وقائد الانقلاب العسكرى فى مصر، فى إطار الإعداد لما يسمى بـصفقة القرن !!
وكان سفير السعودية فى الجزائر صرح فى لقاء تلفزيونى لقناة النهار الخاصة، عندما سئل: هل حماس إرهابية؟ فرد طبعا: هي على القائمة "قائمة الإرهاب"، إذا كانت تسعى إلى خلق المشاكل، وحق المقاومة مكفول لمنظمة التحرير الفلسطينية، وليس الجلوس في فندق خمس نجوم فى قطر.
ونحن نعلم أن منظمة التحريرالفلسطينية تخلت عن خيار المقاومة، وتفرغت للهث خلف سراب السلام، ومبادرة السلام السعودية، التى حملت شعار "الأرض مقابل السلام!!
وقد استهجنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تصريحات سفير السعودية في الجزائر "سامي الصالح" الذي وصمها بالإرهاب، ووصفتها بالتحريضية، واعتبرت هذه التصريحات غريبة عن قيم ومبادئ الأمة العربية والإسلامية، العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية، وأكدت في بيان لها: أنها حركة مقاومة مشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
كما دعت "حماس" في بيانها السعودية لوقف التصريحات التي قالت إنها تسيء للمملكة، ولمواقفها تجاه القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، كما رد على تصريحات السفير السعودى الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين الدكتور "على القرة داغى" الذى قال: إن بعض وزراء خارجية الدول المحاصرة لقطر لم يخجلوا من قولهم إن سبب الحصار هو دعم قطر لحماس.
وتساءل الدكتور القرة داغى: كيف لحماس أن تكون إرهابية وهي تقاتل وتناضل ضد الغزاة المحتلين؟ وأكد أن هذا الأمر مشروع حتى في القانون الدولي، فكيف تتحول هذه القضية إلى قضية إرهاب؟
فهل يا ترى أصبحت حماس التي يفتخر بها كل أحرارالعالم منظمة إرهابية؟ أم لأنها -ترهب إخوانهم الصهاينة- لذلك غضب صهاينة العرب!!
أضف تعليقك