ها قد تجاوزنا حدود ألف تظاهرة واعتصام في عواصم العالم ومدنه الكبرى بعد أسبوعين من إعلان ترمب نقل سفارة بلاده إلى القدس، وخرجنا بعشرات الآلاف منددين ومستنكرين، وترجمنا أضعف الإيمان عملياً، وأطلقنا أنفاسنا الحبيسة في الهواء صارخين، وأثبتنا أننا غاضبون جداً!
في المقابل لم يطرف جفن الإدارة الأمريكية إلا قليلاً، ولم تستشعر الخطر من موجة غضبنا، وتقرأ بصبرٍ نتائج تحركنا بأنه يجتاز الآن مرحلة الفورة ، ويتجه صوب الخمود والانطفاء.
لن أطالب بالمزيد من المسيرات والمظاهرات فما زال لدينا الكثير لنعمله غير تدبيج الرسائل عبر فعالياتنا المختلفة، فسقوف تحركاتنا متوقعة ومدروسة، بل تكاد تكون معلومة التفاصيل قبل انطلاقها.
إزاء ذلك علينا أن نعمل فوراً على توليد ثقافة عالمية تجعل القدس محور تركيزها واهتمامها، وتتحول إلى منصة عالمية لاستقطاب الإنسان وتحويلها إلى رمز يمثل قيم الحرية والعدالة، وهذه عينة من أفكار ممكنة في ذلك ونستطيع أن نضيف عليها الكثير في تخصص كل واحد منا إذا اهتممنا بالأمر ضمن حملة يمكن أن نطلق عليها "عن جدارة":
1- في الوقت الذي يزور فيه نائب الرئيس الأمريكي القدس المحتلة فيجب أن تتوقف جميع الطرق المؤدية إلى جميع السفارات الأمريكية بكتل بشرية صاخبة! ومن الجيد أن نتذكر ذلك بعد قراره تأجيل الزيارة إلى يناير.
2- أن نغيّر صورة العلم الأمريكي في كل نشاط لتبدو الولايات المتحدة رقعة في علم الكيان الإسرائيلي، أو يبدو عَلَمُ الكيان مهيمناً على العلم الأمريكي، وهذا مجال المصممين البارعين.
3- أن تجري تسمية جميع الشوارع التي تقبع فيها السفارات الأمريكية باسم " القدس عاصمة فلسطين" أو ما يشبه ذلك، وأن يتم ترجمتها في خرائط غوغل بهذا المعنى.
4- مطالبة جميع المدارس الأمريكية والمراكز الثقافية غير الحكومية والمرخصة في البلاد العربية والإسلامية بوضع ما يشير إلى كون القدس عاصمة فلسطين في مساحات بارزة داخلها.
5- إعادة برامج المقاطعة الاقتصادية الإيجابية الرسمية والشعبية إلى الواجهة، ومعالجة الأخطاء التي وقعت فيها، وإعادة تهديفها وتصويب مسارها بما يسمح باستمرارها وتفاعل الجماهير الطويل معها لاسيما مع وجود آلاف الشركات الأمريكية وامتداداتها في بلادنا.
6- إعلان رسمي باعتبار القدس أولوية في السياسة الخارجية للبلدان العربية والإسلامية وجميع الأحزاب والمنظمات والحركات والجماعات الثقافية والاتحادات والنقابات.
7- مخاطبة القوى الشعبية الأمريكية عبر جميع منصات التواصل المتاحة للضغط على ترمب للاستقالة والتراجع عن قراره وتأجيج الحرب الشعبية الأمريكية عليه، وإظهاره عدواً لأمريكا ذاتها.
8- إعلان القدس أولوية قصوى في التمويل الخيري والعمل التطوعي لجميع الجمعيات والمنظمات الخيرية والتنموية والتطوعية، والموافقة على تحريك جميع المبادرات الخاصة بالقدس بعد إتمام دراستها.
9- إعلان القدس عاصمة للضمير والحرية والإنسانية، ورفض احتلال الصهاينة لهذا الضمير، وتجنيد كل قوى العالم الديمقراطية والإنسانية لأجل هذا الموقف.
10- إعلان القدس عاصمة دائمة للثقافة، تكون ضيف شرف على مواسم الثقافة العربية والإسلامية ومعارض الكتب والفنون والمهرجانات الفنية.
11- إعلان القدس عنواناً للمنافسة في كل المواهب الفنية والأدبية والفكرية، وإطلاق موجة الأفكار والمخترعات ذات المضمون المقدسي وإشعار العالم بأهمية القدس ومكانتها العظيمة في نفوسنا.
12- إطلاق أكبر المنصات التعريفية بالقدس ودعمها وتفنيد الشبهات حولها، ولاسيما تلك التي تجعل منها تاريخاً لأولئك العابرين، وشرح الفوضى السياسية والقانونية الناتجة عن ادعاء ما يسمى بالحق التاريخي في الأماكن.
13- إعلان الثورة الإلكترونية على جميع منصات التواصل من المنظمات الإلكترونية وبكل اللغات المتاحة، وتخصيص أيام في كل شهر لتركيز الحملة الثورية وتشغيلها.
14- تأسيس تحالفات إلكترونية عالمية تضم الصين وروسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وجنوب شرق آسيا وجنوبها وأحرار أمريكا وأوروبا، تتفق كلها على دعم القدس وتأكيد حريتها ورفض احتلالها.
15- رفع وتيرة المرافعات والمدافعات القانونية وإرهاق أمريكا والكيان الصهيوني بالدعاوى في كل محكمة ومنبر حقوقي متاح وفي كل مجال ممكن، بتهمة انتهاك حقوق الإنسان وانتهاك القانون الدولي وممارسة إرهاب الدولة وتعطيل القانون.
16- تأسيس منظمات وأطر مختصة بكل قضية يمكن دعم القدس من خلالها، وتحويل العمل للقدس إلى أيقونة لتعاون الأحرار عالمياً.
17- محاصرة المستوطنات في القدس بنشاطات المتضامنين الفلسطينيين والأجانب، وتوجيه الاحتجاجات الدورية لها للفت النظر إلى طبيعة الاحتلال الاستعماري للمدينة المقدسة.
18- تصميم القوائم السوداء لكل من يضع يده في يد المحتل ويناصر الدعاية الأمريكية الصهيونية أو يبررها، والتحذير من التعامل معهم، وتهديد من يفعل ذلك بفرض أقصى أساليب المقاطعة عليه.
19- أن نعلق العلاقات الدبلوماسية والتعاملات الرسمية العربية والإسلامية مع السفارات الأمريكية والمنظمات الأمريكية ليوم واحد على الأقل .
20- أن تكفّ الحسابات الكبيرة لرجال الأعمال عن التعامل مع الدولار الأمريكي، وأن تتوجه صوب اليورو وغيرها من العملات العالمية .
21- أن نعقد الصفقات بعملتنا المحلية أو بعملات عالمية غير الدولار.
22- أن نتوقف عن تلبية دعوة أية مؤسسة أمريكية رسمية إلى أي احتفال أو منشط.
23- أن نقاطع جميع نشاطات الدبلوماسية الأمريكية في مبادرات تعزيز الصداقة مع الشعوب.
كل هذا لا يغني عن إعداد العدة لاستنزاف العدو في الميدان بكل الوسائل المتاحة وإرهاقه ورفع تكلفة احتلاله، ولا يغني عن مبادرة سكان فلسطين ولاسيما القدس والضفة الغربية بكل ما يمكنهم للانخراط في المقاومة الشعبية والاحتجاج المتصاعد ، ولا يغني عن رفض أوسلو ونتائجها الكارثية على شعبنا.
أضف تعليقك