حين تنادى المحنة .
المؤمن هنا والمنافق هناك .
ثم يذهب كل في ناحية .
ثم يأتي النصر .
سنة فقط من بعد غزوة بدر ظن الناس فيها أن الأمر انتهى وأن الرسول وأصحابه قد انتصروا وتم التمكين لهم للأبد . وظنوا أنه لم تعد هناك محن ولم يعد للباطل وجود .
لكن كان بعد ذلك الدرس الكبير . لابد من تميز المؤمن من المنافق .لابد من تنقية الصفوف واختبار المعادن ليخرج الخبث ويبقى من يبقى خالصا ونقيا .
هنا كانت محنة أحد واستشهاد سبعين من جيش يقوده النبي . أي ما يقرب من 10% من الصحابة وقتها.
ثم كانت محنة الرجيع واستشهاد عشرة من الفقهاء غدرا.
ثم كانت بئر معونة والغدر بسبعين من الصحابة وقتلهم . 10% آخرين من الصحابة.
ثم كانت المحنة الكبرى في غزوة الأحزاب والكرب الذي عاش فيه الناس حتى ضاقت الصدور . بلغت القلوب فيها الحناجر وزلزلوا زلزالا شديدا .
أربع سنوات من المحن والابتلاءات واختبار الإيمان والثبات بعد أحد
أربع سنوات ظهر فيها المنافق ..وظهر فيها الحاقد . وظهر فيها صاحب الإيمان الحقيقي والإيمان الزائف .
وخرج الذين في قلوبهم مرض يقولون (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا )
أربع سنوات فعل فيها اليهود والمنافقون كل شيء قبيح
مع أن النبي موجود يوحى إليه .
ولما تميز الناس وانجلت المعادن وظهر الصادق والكاذب . كان النصر بأهون الأسباب رغم تكالب الأعداء وقوتهم الهائلة وإحاطتهم بالمسلمين من كل جانب .
و كانت البشارة بعد الخندق (اليوم نغزوهم ولا يغزونا )
وكانت الانتصارات السريعة حتى حدث النصر الكبير وتم فتح مكة في أيام معدودة .
(إذا جاء نصر الله والفتح . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا . فسبح بحمد ربك واستغفره . إنه كان توابا )
والأمر نفسه تكرر في حروب الردة حين ارتدت الجزيرة كلها إلا قليلا .
ثم في حروب الصليبيين
ثم في عين جالوت مع التتار
ثم في حالتنا اليوم .
حين تنادى المحنة .
المؤمن هنا والمنافق هناك .
ويتميز الناس .
حينها يأتي النصر .
أضف تعليقك