• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

طالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قادة الدول الإسلامية المشاركين في القمة الإسلامية في إسطنبول، والمقرر عقدها غدًا الأربعاء، بوضع خطة وخريطة طريق للتوحيد ولتحرير القدس الشريف، والعمل الجاد لإيجاد حل للمآسي في سوريا واليمن وغيرها من دول العالم الإسلامي، بما يحفظ كرامة الشعوب.

وقال الاتحاد، في بيان له: إن "جميع المشاريع السلمية لم تزد المحتلين للقدس إلا طغيانًا وإصرارًا على تهويدها، وبناء المزيد من المستعمرات، لذا نطالبكم بوضع خطة عملية للوحدة والتحرير، وتسخير إمكانيات الأمة لتحقيقه، وليكن شعار قمتكم وشعار الأمة: (الاتحاد، والتحرير).

وإلى نص بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوجه إلى قادة الدول الإسلامية الرسالة الآتية:

يطالب بوضع خطة وخريطة طريق للتوحيد ولتحرير القدس الشريف. ويناشدكم بالسعي الجاد لحل المآسي في سوريا واليمن وغيرها بما يرضي الله تعالى، ويحفظ كرامة الشعوب.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو في القمة الإسلامية بإسطنبول:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

يهديكم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أسمى عبارات التقدير والاحترام، ويتمنى أن تكونوا في خير وعافية ومزيد من التوفيق والسداد، ويدعو الله تعالى تضرعاً أن يوفقكم، ويسدد على طريق الحق خطاكم ويهديكم سبيل الرشاد.

فإن جميع المشاريع السلمية لم تزد المحتلين للقدس إلا طغياناً وإصراراً على تهويدها، وبناء المزيد من المستعمرات. وإن العلماء يطالبونكم بوضع خطة عملية للوحدة والتحرير وتسخير إمكانات الأمة لتحقيقه.

فليكن شعار قمتكم وشعار الأمة: (الاتحاد، والتحرير)، اللذين هما أهم واجبات الوقت. ويناشدكم الله تعالى أن تضعوا العلاج لحل المشاكل التي حلت بسوريا، واليمن وليبيا والروهينجا حلولاً متوافقة مع تضحيات هذه الشعوب المسلمة.

ويتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مآسي أمتنا الإسلامية، وقضاياها الكبرى ببالغ الحزن والأسى لما آلت إليه من الضعف والهوان؛ بسبب الفرقة التي أنهكت جسم الأمة والنزاعات التي نخرت فيه فأضعفته، وهذا هو أصل المرض الذي تعاني منه الأمة العربية الإسلامية، ألا وهو التفرق الملازم للفشل والوهن، كما وصف الله تعالى ذلك فقال: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)"الأنفال 46"، وكما وصف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقال: ((يوشك الأمم أن تَداعى عليكم، كما تَداعى الأكلةُ إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت)).

إن تفرق الأمة الإسلامية إلى قرابة ستين دولة مع وجود العديد من الخلافات والتنافس السلبي بل والتقاتل بينها جعل بأسها بينها شديدا، وهذا من أسوأ ما تعاني منه أمتنا.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:

إن مؤتمركم ينعقد في ظل ظروف صعبة، ونحن ومعنا كل المخلصين من أمتنا نتضرع إلى الله تعالى أن يوفقكم في مؤتمركم هذا، بأن يكون فاتحة الخير والفتح والظفر وذلك بوضع خطة استراتيجية للخروج من هذه الأزمات، وأن تتوجه قوى الجميع لإنقاذ القدس وتحرير فلسطين، بدلاً من تدمير الأمة من داخلها، فإن جيوش العرب والمسلمين تأسست أصلاً لمواجهة الأعداء الحقيقيين لا لقمع وتدمير الشعوب كما حصل في عدد من البلاد العربية في السنوات الخمس الأخيرة.

إن القدس وفلسطين موطن الأنبياء أمانة في أعناقكم، ولن تستطيع أمتنا إنقاذ القدس وتحرير الأراضي الفلسطينية والعربية المغتصبة دون أن تجتمع كلمتهم، وتقوى دولهم، ويرضى عنهم ربهم.

إن سبعين سنة من احتلال فلسطين، ونصف قرن من ضياع القدس، وربع قرن من مفاوضات فاشلة لتحقيق السلام مع دولة الاحتلال، تدل بشكل واضح على فشل أساليب التعاطي العربية مع قضية فلسطين.

إننا نطالب قادة العالم الإسلامي بأن يهيئوا شعوبهم لاستعادة المقدسات وتحرير الأراضي السليبة، ودعم المقاومة الشريفة المشروعة ضد الاحتلال والمرابطين العظام في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، بدلاً من دعم العدو وحلفائه وتبذير المليارات وإضاعة مقدرات بلادهم على توافه الأمور. ولا بد من مقاطعة إدارة ترمب المأزوم والمبتز، فيما يتعلق بموضوع مباحثات السلام كونها خالفت القرارات الدولية وتنكرت لها وقفزت إلى فرض الأمر الواقع.

وختاما فإن علماء الأمة الإسلامية يضعون أرواحهم فداءً للمسجد الأقصى، وإمكانياتهم في خدمة المشروع وإيمانا منهم بضرورة التعاون البناء بين القادة المخلصين مع العلماء الربانيين- كما فعله أجدادكم رحمهم الله - ويعلقون عليكم الآمال بعد الله تعالى في رسم خارطة طريق تاريخية تنقل بعون الله الأمة الإسلامية من حال الضعف إلى حال القوة، ومن حالة التفرق إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعاً، ومن حالة ظلم الشعوب والملك الجبري إلى العدل والحكم الرشيد، ومن حالة التخلف إلى التقدم في كافة المجالات.
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) "سورة المائدة الآية 2"
(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) "سورة الحج الآية 40"

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أ.د. علي محيي الدين القره داغي    وأ.د. يوسف القرضاوي
الأمين العام..                           الرئيس

أضف تعليقك