دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علماء الأمة ودعاتها إلى تبصير الأمة بخطورة قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتنظيم فعاليات احتجاجية من اليوم وفي أيام الجمع القادمة نصرة للقدس، في إطار هبة فلسطينية عربية إسلامية شعبية عالمية، في وجه ما وصفه بالعدوان الأمريكي على أولى القبلتين، ومسرى النبيِّ محمد عليه الصلاة والسلام، ومحضن المسيح عليه السلام.
كما دعا في بيان له الأربعاء "شعوب أمتنا الحية إلى التفاعل الإيجابي والحكيم، والضغط الفعَّال على أصحاب القرار في بلادنا العربية والإسلامية؛ لاتخاذ الخطوات الواجب اتخاذها نحو القدس وفلسطين".
وقال: " بينما تتعالى دعوات الاستنكار من الشعوب والدول العربية والإسلامية، والمنظمات والهيئات المدنية لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس باعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال، تستمر الإدارة الأمريكية في صلفها، وتصر على إجراء استفزازي قد يدفع بالمنطقة إلى أتون الجحيم، نتيجة مغامرة سياسية تتجاوز بها عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتخرج عن قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية".
وأشار الاتحاد إلى أن هذا القرار "استهانة بالمشاعر الدينية للشعوب العربية والمسلمة، ويتجاهل الرفض الرسمي الذي عبرت عنه الدول العربية، ويخرج عن الإجماع العالمي الذي عبرت عنه الدول الكبرى"، مؤكدا أن نقل سفارة أمريكا إلى القدس "تكريسا للاحتلال الغاشم للمدينة المقدسة، وخطوة رعناء لا يمكن قبولها، لفرض أمر واقع خارج أُطر القانون الدولي".
وتابع: "على الإدارة الأمريكية التي تساهم بخطوتها غير محسوبة العواقب، أن تعيد قراءة تاريخ الشعب الفلسطيني جيدا، وثوراته وانتفاضاته التي لم تتأخر يوما عن تلبية نداء القدس والمسجد الأقصى، وكل فلسطين. فهذا الشعب المقاوم في سبيل تحرير أرضه منذ ما يقرب من مائة عام، لم يتأخر عن تقديم قوافل الشهداء تلو الشهداء، وما هبته الأخيرة في حماية المسجد الأقصى ببعيدة".
وأكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن "عروبة القدس وهويتها الفلسطينية، والتي يمثل المسلمون فيها الغالبية العظمى: غير قابلة للتغيير أو العبث، ولن يقبل العالم العربي والإسلامي هذه الإجراءات. كما أن مسيحيي فلسطين والقدس يرفضون أيضا هذا الإجراء، الذي يريد أن يغير معالم القدس وطبيعتها".
وحذر الإدارة الأمريكية ممثلة في رئيسها من "مغامرة القرار الذي ستقدم عليه، والتحيز الواضح والدعم غير المحدود للاحتلال الصهيوني ، والسير وراء أجندات المتطرفين، والذي سيدفع الشعب الفلسطيني ومن ورائه الشعوب العربية والمسلمة إلى الدفاع عن مدينتهم المقدسة بكل ما يستطيعون. ومن لا يدرك رد الفعل المتوقع على هذا القرار، فهو يغامر بمصالح بلده ومستقبلها في هذه المنطقة من العالم".
ووجه رسالة إلى زعماء الدول العربية والإسلامية، قائلا: "القدس وفلسطين أمانة الأنبياء في أعناقكم، ولن تستطيعوا إنقاذ القدس وتحرير الأراضي الفلسطينية والعربية المغتصبة دون أن تجتمع كلمتكم وتقوى دولكم ويرضى عنكم ربكم. فعليكم رفض هذا القرار الأمريكي بكافة صوره، واتخاذ إجراءات تعبر عن عروبتكم وإسلامكم ونبض شعوبكم، وإن أي تخاذل عن القيام بهذا الواجب، فهو طعن في مشروعيتكم ودوركم في الدفاع عن قضايا الأمة".
كما بعث الاتحاد برسالة أيضًا إلى الشعوب العربية والمسلمة، قائلا: "لن يحرر القدس السليبة وفلسطين الجريحة إلا إيمان شبابكم، وجيوش بلادكم، وتوكلكم على الله سبحانه وتعالى. وفي حال صدور هذا القرار الأرعن من الإدارة الأمريكية، فعلى كل فرد عربي ومسلم أن يرفض هذا القرار، ويعمل على إسقاطه بكافة الصور المشروعة، وفي القلب من هؤلاء شعب فلسطين وأهل القدس".
أضف تعليقك