رغم أن بلاده لم تشهد في عهده سوى الأزمات تلو الأزمات سيبقى على عرش مصر.
رغم فشله الذريع في تحسين الاقتصاد المصري، والذي انهدمت أركانه في عهده - حتى لم يعد المواطن البسيط يجد الفُتات الذي كان يحصل عليه سابقًا - رغم ذلك سيبقى !
رغم تعطيله لحق مساءلته عن الإنجازات بحجة مواجهة الإرهاب، ورغم فتحه الأبواب أمام جنون الأسعار بسبب رفع الدعم الناتج عن القرض المريب من صندوق النقد الدولي والقرارات الاقتصادية المتخبطة، ومع ذلك خسر كل معاركه مع الإرهاب، إلا أنه مع ذلك سيبقى.
رغم الملف الحقوقي الأسود الذي أزكمت رائحته الأنوف في العالم كله، ورغم القمع وكبت الحريات والاعتقالات العشوائية والممنهجة لكل معارضيه، رغم ذلك سيبقى.
رغم خروج بلاده عن التصنيف الدولي في جودة التعليم، وازدياد معدلات البطالة في عهده إلا أنه رغم ذلك سيبقى.
رغم أزمة المياه التي تهدد بتعطيش الشعب وتدهور الزراعة في بلاده بسبب تخاذله، إلا أنه مع ذلك سيبقى.
رغم أن معظم مؤيديه الذين حملوه على الأعناق قد اكتشفوا أنهم هرولوا وراء السراب، وأنهم ارتكبوا بذلك أبشع الأخطاء في حق الشعب المصري، إلا أنه رغم ذلك سيبقى.
سيبقى لأنه ببساطة يجب أن يبقى حتى يحقق الهدف الذي جيئ به من أجله، وهو إمضاء صفقة القرن، فهو لها.
الولايات المتحدة الراعي الرسمي للكيان الصهيوني تعلم حجم جرائمه في بلاده، لكنها وجدت فيه الرجل الأنسب في حماية الكيان الصهيوني بأيدٍ عربية، والأقدر على عزل شعبه المتاخم لحدود دولة الاحتلال عن القضية الفلسطينية والتأثير في مسارها، ومن ثم يتمكّن من تأمين الصفقة التي تقضي بتصفية القضية الفلسطيينية عبر توطين الشعب الفلسطيني في غزة وسيناء، والتي يسعى جاهدًا لتفريغها تحت مظلة مواجهة الإرهاب، وليس أدل على ذلك من أن مذبحة مسجد الروضة الأخيرة، قد أكد شهود عيان أنها حدثت في منطقة يفصلها 500 متر فحسب عن تواجد كتيبتين للجيش المصري لم تتحركا رغم دوي طلقات الرصاص، وبات تآمر النظام واضحا لكي يتسنى له تهجير الفلسطينيين وأتباع سياسة الأرض المحروقة للقضاء على الإرهاب.
سيبقى السيسي لأن الإمارات تريد له البقاء، لأنه يقود موجة الثورات المضادة للربيع العربي، وهو الضامن لعدم عودة تمدد التيار الإسلامي، وعن طريقه تستطيع الإمارات إمضاء توجهاتها الرامية إلى التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني.
سيبقى لأن دول أوروبا خاصة فرنسا تبارك له جهوده في مواجهة الإرهاب (حسب تعريفهم هم) ، نظرًا لأن الرجل يُحمّل المسلمين جميعًا والدين الإسلامي مسؤولية إفزاع العالم.
لهذا أؤكد أنه مهما جاءت فترة ما قبل الانتخابات بمرشحين جُدد، فما هي إلا مناورات أو في أحسن الأحوال محاولات بائسة معلوم مصيرها، في حين سيبقى الزعيم الملهم على عرش مصر، بتأييد غربي وخليجي، وبقبضة حديدية سيطرت على كل مؤسسات الدولة، وبإعلام لم يعد يكترث بمظهره أمام الجماهير من فرط التدليس، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أضف تعليقك