"بص شوف الأهلي بيعمل إيه" عبارة ترددت كثيرًا في ملاعب الكورة، والآن أقولها على مستوى الوطن بعد الإنتخابات الرائعة الساخنة التي جرت في النادي العريق قبل أيام، وأسفرت عن أكتساح لاعب الكورة الشهير محمود الخطيب على منافسه رجل الأعمال محمود طاهر رئيس النادي السابق، فقد رسب برغم إدارته الناجحة.
لكن الجماهير فضلت عليه "الخطيب" أحد رموز النادي ولاعبها الشهير، ولم تكتف بذلك بل أعطت الثقة لقائمته بالكامل، ولم يفز أحد من القائمة الأخرى وكان بعضهم عضوا في مجلس الإدارة السابق، لكن هكذا الانتخابات الحرة "يوم فوق ويوم تحت".
وما جرى في الأهلي تتويجا لسلسلة من الإنتخابات جرت في مختلف نوادي مصر، وشهدت منافسة حامية جدًا.. وهي كما قلت من قبل مختلفة تماما عن انتخابات السيسي التي ستجرى في الربع الأول من السنة المقبلة ونتائجها معروفة مقدمًا! فلا يوجد الا مرشح أوحد والباقي كومبارس!! وهو يسيطر على الإعلام بالكامل، ولا يمكن لواحد من العاملين هناك أن يقف ضده ، فالحكم العسكري الجاثم على أنفاسنا لا يسمح بأي معارضة وأقل تقدير يمكن أن يفوز به "السيسي" 95% يا بلاش!.
وعيب جدًّا في حق الاستبداد الذي يحكمنا أن يفوز بـ80% مثلاً، وهو حلم لأي مرشح رئاسي في البلاد الحرة لا يتحقق الا استثناء أو قل نادرا بسبب شدة المنافسة، لكن عندنا الوضع مختلف تمامًا.
وفي انتخابات الأندية ذهب الناخبون بإرادتهم الحرة، وشهد الجميع بنزاهتها وكانت تحت الإشراف القضائي الكامل، لكن في انتخابات رئاسة الدولة الوضع مختلف حيث يمكن أن تكون هناك أصوات للأموات دون مشاكل!! والناخبون سيتم شحنهم شحنًا إلى صناديق الاقتراع مع تهليل أجهزة الإعلام لهذا الإقبال الساحق، وكل وزير ومحافظ سيخضع لحساب عسير إذا لم يحشد العاملين في مكانه من أجل تأييد حاكمنا المستبد ، والنفاق بالطبع سيكون على أشده، وحضرتك إذا قارنت كل ذلك بما جرى في انتخابات 2012 في أول اقتراع شعبي بعد الثورة لن تملك الا أن تقول : ألف خسارة عليك يا مصر ، وبدلا من التقدم للأمام عدنا من جديد للخلف در!.
والانتخابات الحرة الوحيدة هي تلك رأيناها في الأندية وعلى رأسها الأهلي.. نريد مثيلا لها في انتخابات الرئاسة.. فهل هذا ممكن أم أنه حلم لن يتحقق الا في المشمش!! وفي انتظار أن تشرق شمس الحرية في سماء بلادي.
أضف تعليقك