يوافق اليوم الثلاثاء، الذكرى الخامسة لاستشهاد أحمد الجعبري، القائد القسامي ومهندس صفقة وفاء الأحرار، حيث اغتالته طائرات الاحتلال في 14 نوفمبر 2012 بصاروخ أستهدف سيارته.
الجعبري ولد بتاريخ (4/12/1960م) في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في أسرة ملتزمة وبسيطة، حيث تعود جذور عائلته – الجعبري- إلى مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
أنهى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس قطاع غزة، ليعمل بعدها في الزراعة ليعيل أهل بيته؛ كون والده مقيماً في ذلك الوقت في الأردن، متحملاً مسؤولية البيت في غياب والده لمدة تسع سنوات متواصلة تحمل فيها الجعبري مسؤولية بيته في الرعاية والاهتمام.
ولم يثنِ ذلك الجعبري عن مواصلة مسيرته التعليمية حتى حصل على شهادة البكالوريوس في تخصص التاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة.
اعتقل الاحتلال الجعبري في بداية الثمانينيات ليمضي 13 عاماً في السجن بتهمة انخراطه في العمل العسكري ضمن صفوف حركة فتح والتخطيط لتنفيذ عملية فدائية عام 1982، وكان له من العمر آنذاك 18 عاماً.
تأثر الجعبري خلال سنوات سجنه بشخصية الشيخ الشهيد صلاح شحادة القائد العام لكتائب القسام وفكره، إلى الحد الذي دفعه وستة آخرين من كوادر حركة فتح إلى اتخاذ قرار بالانتقال إلى الحركة الإسلامية.
عايش الجعبري بعد انضمامه إلى حركة حماس قادتها التاريخيين داخل السجن كأمثال الشهيد القائد د. إبراهيم المقادمة ما كان له بالغ الأثر في صقل شخصيته القيادية التي برزت داخل المعتقل إذ كان يمثل الأسرى في كثير من الأحيان أمام إدارة السجن التي كانت تحترمه وتهاب مواقفه وشخصيته القوية والحازمة.
أُطلق سراح الجعبري في العام 1995م، ليبدأ نشاطه الاجتماعي والسياسي في حركة حماس إلى جانب مساهمته مع الشيخ صلاح شحادة والقائد محمد الضيف في بناء كتائب القسام، ليعتقله جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في العام 1998 مدة عامين بتهمة علاقته بالكتائب.
تفرغ الجعبري للعمل في الجناح العسكري كتائب القسام بالتزامن مع اندلاع انتفاضة الأقصى مطلع العام 2000، وتدرج في قيادة الجهاز فيما لعب دوراً كبيراً ومحورياً في تطوير قدرات الكتائب وزيادة تدريبها وتسليحها لتجاري الجيوش النظامية.
صنف جيش الاحتلال الجعبري ضمن أبرز المطلوبين لديه على قائمة الاغتيالات بعد ثلاثة أعوام فقط من إطلاق سراحه في العام 1995، ونسب إليه الاحتلال لقب "رئيس أركان حركة حماس".
وتعرض القائد الجعبري للعديد من محاولات الاغتيال من قبل الاحتلال، أبرزها كانت تلك التي نجا منها بعد إصابته بجروح عام 2004، بينما استشهد ابنه البكر محمد وشقيقاه وثلاثة من أقاربه، باستهداف طائرات الاحتلال الحربي منزله في حي الشجاعية.
وجاء الظهور الأبرز لعضو المكتب السياسي للحركة قبيل استشهاده، كمهندس لصفقة "وفاء الأحرار"، التي حُرر بموجبها 1027 أسيراً جُلهم من ذوي الأحكام العالية.
وبينما تمضي خمسة أعوام على استشهاد القائد الجعبري، لا تزال المقاومة تكمل المسيرة، ووفاؤها له تجلّى بتسمية أحد صواريخها -J80- باسمه، لتدكّ تلك الصواريخ المدن المحتلة على مدار أيام معركة العصف المأكول عام 2014م.
كما تتزايد آمال الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بمواصلة تلاميذ الجعبري عهد الوفاء، عبر صفقة تبادل جديدة تكسر القيد وتعيد الحرية للأسرى، وتختصر الزمن على طريق تحرير الأرض والمقدسات.
أضف تعليقك