• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

انتقلت الجمهورية التركية من نظام الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية في 1945. وكان حزب الشعب الجمهوري الذي أسَّسه مصطفى كمال أتاتورك، في 9 أيلول/ سبتمبر 1923، هو الحزب السياسي الوحيد حتى 18 تموز/ يوليو 1945. وتأسس في ذاك التاريخ حزب التنمية الوطنية، ثم جاء في 7 كانون الثاني/ يناير 1946؛ تأسيس الحزب الديمقراطي. وكانت الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 21 تموز/ يوليو 1946 أول انتخابات يخوضها أكثر من حزب سياسي. وتقبل الشعب التركي نظام التعددية الحزبية بسهولة، وأحب هذا التنافس السياسي، وتأسس في البلاد 25 حزبا سياسيا جديدا حتى 1950.

وصل عدد الأحزاب السياسية في تركيا إلى 87 حزبا

الساحة السياسية التركية، منذ الانتقال إلى التعددية الحزبية، شهدت ولادة عشرات الأحزاب وموتها. ونشرت محكمة التمييز في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2017 قائمة جديدة للأحزاب السياسية التي تنشط حاليا في تركيا، وشملت القائمة 86 حزبا سياسيا. وأضيف إلى تلك القائمة حزب جديد، ليصل عدد الأحزاب السياسية في تركيا إلى 87 حزبا.

وزيرة الداخلية التركية السابقة ميرال آكشنر؛ أعلنت، الأربعاء الماضي، تأسيس "الحزب الجيد" برئاستها. وكانت هذه الخطوة متوقعة تستعد لها آكشنر منذ أن خسرت معركة إسقاط دولت بهتشلي والاستيلاء على كرسيه، وتم فصلها من حزب الحركة القومية في 8 أيلول/ سبتمبر 2016.
 

 

 

الحزب الجديد يجمع مفصولين من الحركة القومية، ومنزعجين حزب الشعب الجمهوري والأحزاب اليسارية، بالإضافة لموالين لجماعة غولن، وغاضبين على حزب العدالة والتنمية
 

الحزب الجديد الذي يرفع شعار "تركيا ستكون جيدة"؛ يجمع تحت مظلته مفصولين من حزب الحركة القومية، ومنزعجين من سياسات حزب الشعب الجمهوري والأحزاب اليسارية الأخرى، بالإضافة إلى موالين لجماعة غولن، وآخرين غاضبين على حزب العدالة والتنمية ورئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان. وتدعمه وسائل إعلام يسارية وتصفه بـ"حزب يميني جديد"، إلا أن هذه الظاهرة، أي دعم اليساريين لحزب يقال إنه يميني، يثير علامات استفهام حول هوية هذا الحزب الجديد.

الهدف الأول لحزب آكشنر هو شق صفوف حزب الحركة القومية، الذي تحالف مع حزب العدالة والتنمية لتمرير التعديلات الدستورية التي نقلت تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وكذلك إسقاط بهتشلي الذي يدعم منذ مدة مواقف أردوغان من القضايا الإقليمية. ولكنه في الوقت نفسه يتطلع إلى كسب أكبر قدر ممكن من أصوات الناخبين، ولذلك يتحاشى أن يقدم نفسه للرأي العام كحزب قومي، على الرغم من أنه يهدف بالدرجة الأولى إلى كسب ثقة الناخبين الأتراك الذين يصوتون لحزب الحركة القومية. ولكن الأسوأ من هذا التضارب وأزمة الهوية؛ هو أن يراه الشارع التركي كحزب يقوده تنظيم الكيان الموازي الإرهابي الذي قام في 15 تموز/ يوليو 2016 بمحاولة انقلاب فاشلة، وهي تهمة يستحيل أن يبعدها الحزب الجديد عن نفسه.

نتائج أول استطلاع للرأي أجري بعد تأسيس "الحزب الجيد"؛ تشير إلى أن حزب العدالة والتنمية يحصل على 50.6 في المئة من أصوات الناخبين، فيما يحصل حزب الشعب الجمهوري على 23.3 في المئة، وحزب الحركة القومية على 9.9 في المئة، وحزب الشعوب الديمقراطي على 7.8 في المئة. وأما الحزب الجديد الذي أسسته آكشنر الأسبوع الماضي؛ فيحصل فقط على 6.4 في المئة من الأصوات، ما يعني أنه غير قادر حاليا على منافسة حزب العدالة والتنمية، كما أن آكشنر لا تشكل على الإطلاق بديلا عن أردوغان.

 

هدف حزب آكشنر هو شق الحركة القومية التي تحالفت مع العدالة والتنمية
لكن نتائج استطلاع للرأي تشير إلى حصوله على 6.4 في المئة من الأصوات فقط

هناك حزب سياسي جديد ينتظر الولادة لينضم إلى قائمة الأحزاب التي تنشط في تركيا، وهو الحزب الذي أعلن فاتح أربكان، نجل رئيس الوزراء التركي الأسبق نجم الدين أربكان، اعتزامه القيام بتأسيسه قبل انتخابات 2019. وقال أربكان الابن في كلمته بملتقى شبابي أقيم الأحد الماضي في العاصمة التركية أنقرة، بمناسبة الذكرى الـ91 لميلاد أربكان الأب، إنهم سيتوضؤون من جديد لمواصلة طريقهم، في إشارة إلى تأسيس حزب جديد.

 

حزب السعادة الذي يرأسه حاليا تمل كاراموللا أوغلو؛ يمثل تيار "مللي غوروش" (الرأي الوطني) الذي أسَّسه نجم الدين أربكان، إلا أن عائلة الزعيم الراحل تعيش خلافا كبيرا مع قادة الحزب منذ فترة طويلة. وإن أسس أربكان الابن حزبا جديدا كما ذكر، فسيؤدي ذلك إلى مزيد من التراجع في شعبية حزب السعادة.

 

نجل أربكان أعلن اعتزامه تأسيس حزب جديد قبل انتخابات 2019
هذا سيؤدي إلى مزيد من التراجع في شعبية حزب السعادة


الأحزاب السياسية الصغيرة يتم تأسيسها في بعض الأحيان لإضعاف أحزاب أخرى، أو بهدف استخدامها كورقة مساومة للحصول على مكاسب سياسية من خلال تحالفات انتخابية. وإلا، فمن غير المتوقع أن ينجح حزب آكشنر أو حزب أربكان الابن في السياسة التركية في ظل الظروف الراهنة.

أضف تعليقك