قبل أيام كانت ذكرى تأسيس مجلة روز اليوسف، تأسست عام 1925 يعنى منذ 92 عامًا، وهى المجلة الوحيدة فى الدنيا تسمى بمن قام بتأسيسها.
وجدتى "فاطمة اليوسف" التى اشتهرت على المسرح باسم روز اليوسف أراها معجزة إنسانية بكل المقاييس، فهى لبنانية جاءت إلى مصر صغيرة ويتيمة ليس لها أقارب ولو من الدرجة العاشرة!! ومع ذلك نجحت وتألقت سواء فى مجال الفن أو الصحافة بعد ذلك.. كيف حدث ذلك.. إنها معجزة!
و"روز" تعنى باللغة الفرنسية "وردة" كانت كذلك بالفعل، لكن وردة بها أشواك تدافع بها عن كل من يقترب منها، أما "اليوسف" فهذا هو اسم عائلتها عائلة اليوسف، واسمها بالكامل "فاطمة محمد محيى الدين اليوسف"، وتوفيت أمها مبكرًا، وبعدها توفى والدها، فقام جيران الأسرة بإعطائها إلى مهاجر لأمريكا الجنوبية، ولكنه لم يطق شقاوتها فى السفينة التى كانت تقله إلى البرازيل، فأنزلها عند رسو الباخرة فى ميناء الإسكندرية، ووافق صديق له اسمه إسكندر فرح على تبنيها مع بناته، وكان يعمل فى مجال الفن.
وأستاذها الحقيقى فى مجال التمثيل والحياة كلها هو المخرج "عزيز عيد" وربنا يرحم الجميع! وأول دور قامت بتقديمه على المسرح كان عمرها أربعة عشر عامًا لامرأة عجوز تجاوز عمرها السبعين عامًا!! فى مسرحية "عواطف السنين"، والمؤكد أن الدهشة طرأت على وجهك وأنت تتساءل كيف حدث هذا؟ والإجابة إنها معجزة إنسانية يا حضرة! ونجحت نجاحًا فائقًا وأطلقوا عليها اسم "سارة برنار" الشرق، أشهر ممثلة عالمية فى ذلك الوقت! واعتزلت جدتى التمثيل قبل أن تبلغ الثلاثين من عمرها رافضة نظرية "الجمهور عايز كدة"، فقد كانت تصر على تقديم كل ما هو محترم فقط! فهى أول من تركت الفن لأسباب أخلاقية، واتجهت إلى الصحافة، وقامت بتأسيس مجلتها واختارت "محمد التابعي" رئيسًا للتحرير، وكان مجرد ناقد فنى غير معروف فى ذلك الوقت، ولمع اسمه فى روز اليوسف، وكل الجيل الذهبى من أهل الصحافة والكاريكاتير تخرجوا فى روز اليوسف التى أصبحت مدرسة صحفية كبرى، تضم كل صاحب موهبة، وأسماها نقيب الصحفيين الأسبق "كامل زهيري" مدرسة الهواء الطلق، فهى تضم شتى الاتجاهات، وربنا يرحم صاحبة المعجزة الإنسانية، مليون رحمة.
أضف تعليقك