خرجت صحيفة "لوموند" الفرنسية اليومية بافتتاحية خاصة عن مصر رأت فيها أنَّ قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي يسير على خطى الديكتاتور أوجيستو بينوشيه، الجنرال الذي حكم تشيلي عسكريًّا في الفترة من 1973 إلى 1990 إثر انقلاب عسكري على الرئيس سليفادور الليندي قُتل خلاله هذا الأخير.
وقالت الصحيفة، وهي صاحبة المركز الأول على صعيد التوزيع، حيث توزع ثلاثة ملايين نسخة يوميًّا في فرنسا وبلجيكا سويسرا ولوكسمبورج: "دولة السيسي البوليسية أسوأ من دولة مبارك بكثير، فالشاب الإيطالي عُذِّب قبل مقتله بنفس الطريقة التي تعذب بها الداخلية المصرية ضحاياها، حيث كانت آثار إطفاء السجائر تحت عينيه مع طعنات متفرقة غير عميقة في جسده وكسر في رقبته".
وأضافت: "الحكاية بدأت بعد الإنقلاب وبدأت دولة السيسي بالقتل وتعذب وتختطف يوميًّا، والضحايا جامعيون وصحفيون ومواطنون عاديون، وفي المقابل ظهر تمرد إسلامي مسلح في سيناء، وفي مواجهة الانتقادات يمارس نظام السيسي هروبًا قمعيًّا للأمام، حيث يسير من مرحلة عنف لمرحلة أشد عنفًا تمامًا، كما كان يفعل الجنرال بينوشيه في شيلي".
وأبرزت الصحيفة الفرنسية ما قامت به بعض منظمات المجتمع المدني، حيث نظَّمت نقابة الأطباء وقفة احتجاجية بعد اعتداء أفراد شرطة على أطباء رفضوا تزوير تقارير طب شرعي، كما طالب برلمانيون بإقالة اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية. وذكرت الصحيفة: "هذا القمع الأعمى يُعد بمثابة العمل الانتحاري تجاه الاقتصاد، فمصر بحاجة ماسة إلى عودة السياح الغربيين، كما أنَّها بحاجة إلى استثمارات أجنبية لتمويل المشروعات الكبيرة".
وأدانت "لوموند" موقف بلادها ضمنًا تجاه السيسي بالقول: "الأوربيون يرون في نظام السيسي حصنًا ضد نظام إسلامي متشدد، لكنَّهم لم يفعلوا كما فعلت فرنسا التي تدعمه لمجرد أنَّها باعت له بضع مقاتلات رافال.. يمكننا تفهم هذه السياسة ولكن إن لم تتغير مصر بسرعة فلن يمكن الدفاع عنها أكثر من ذلك".
واستشهدت الصحيفة بما جاء في جريدة "المقال" اليومية للكاتب إبراهيم عيسى، الذي كان العدو الأول للإسلاميين بينما يرى أنَّ الحريات في عهد مرسي أفضل منها في عهد السيسي، حيث ترجمت ما وجهه إلى السيسي قائلاً: "دولتك تنتهك الدستور وتضيق على المفكرين والمبدعين وتسجن الكتاب والمؤلفين.. دولتك ثيوقراطية يا سيادة الرئيس بينما لا تكف أنت عن الحديث عن دولة مدنية حديثة".
أضف تعليقك