إن هذا الحدث الذي شهدته، أمس، منطقة الواحات البحرية، وسقط فيه العشرات من المصريين لا يمكن فهمه إلا في سياق الخيانة الواضحة لمهمة الدولة والفشل الذريع للانقلاب في حماية الشعب والانحراف الواضح للمؤسسات العسكرية والأمنية عن دورها في حماية الوطن والمواطن.
ولم يعد مقبولاً من عصابة الانقلاب الاستمرار في ادعاءاتها بإلصاق مثل هذا الحدث بصراع مع مجموعات مسلحة من هنا أو هناك، فالحدث أكبر من ذلك بكثير، وهو ما أشارت إليه قيادات عسكرية، فما جرى يعد نتيجة طبيعية لترك الجيش ثكناته العسكرية وتخليه عن حماية حدود الوطن وانغماسه في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد، ورغبته المحمومة في السيطرة علي مقدرات البلاد وإخضاع الشعب لسطوته.
وإن هذه الجرائم المستمرة التي دأب الانقلاب على ارتكابها؛ من اعتقالات عشوائية وإخفاء قسري وتعذيب وقتل ممنهج بحق الأبرياء من أبناء الشعب المصري عقب كل حادث مماثل دون القبض على الفاعلين أو الكشف عن المدبرين؛ هي الإرهاب الحقيقي والذي ستتخطى آثاره ومخاطره حدود مصر وسيكتوي به العالم أجمع.
إن مصر بهذا الحدث تواجه اليوم تهديدًا خطيرًا لأمنها القومي ولاستقرارها ولوحدة أراضيها.
ولذا فإن جماعة الإخوان المسلمين تدعو كل الشرفاء من أبناء الشعب المصري بكل فئاته ومكوناته وتوجهاته إلى أن يكونوا على قلب رجل واحد لإزاحة هذا الانقلاب إلى غير رجعة، وإعادة المسار الديمقراطي وتحقيق حرية المواطنين وكرامتهم، وإعادة الجيش إلى ثكناته والتزام الشرطة بدورها في حماية الأمن الداخلي للوطن والمواطنين.
والله أكبر ولله الحمد
جماعة الإخوان المسلمين
السبت 1 صفر 1439 هـ = الموافق 21 أكتوبر 2017م
أضف تعليقك