في كارثة جديدة من كوارث حكم العسكر في مصر، كشف تقرير صحفي عن خطر جديد لمرضى السكر في ظل أزمة نقص الدواء المستمرة، والتي كان آخرها اختفاء حقنة البنسلين ممتد المفعول، مما يؤثر سلبًا على مرضى الحمى الروماتيزمية.
وأفاد التقرير المنشور على صحيفة "البديل" اليوم الخميس، إن الأمر لم يتوقف على نقص البنسلين، بل شمل النقص البدائل الدوائية للبنسلين أيضًا، موضحًا أنه على الرغم من نقصه بالصيدليات والمستشفيات، إلا أنه يتواجد بالسوق السوداء، حيث وصلت الحقنة إلى 200 جنيه، في حين أن سعرها الأصلي لا يتعدى 8 جنيهات.
وأعرب الدكتور رشيد رامز، إخصائي أمراض الباطنة، عن أسفه للأزمة الحاصلة، مؤكدًا أن هناك نقصًا حادًا في حقن البنسلين وبدائلها من سوق الدواء، مما يعرض حياة مرضى الروماتيزم لخطورة بالغة، قد تؤثر على حياتهم ككل.
وأضاف رامز أن هذه الأزمة لا يمكن الاستهانة بها أو اكتفاء المسؤولين بنفيها، بل يجب الاعتراف بها، حتى يتم وضع حلول لإنقاذ حياة ملايين المرضى، موضحا أن هذه الأزمة بدأت بالتدريج، حيث شهد سوق الدواء نقصًا تدريجيًّا في حقن البنسلين، ثم شهد اختفاء تامًّا، فضلا عن أن بدائل الحقنة أيضًا غير موجودة بالأسواق.
فيما أكد الدكتور محمد سعودي، وكيل نقابة الصيادلة الأسبق، أن الأزمة قائمة، وتنحدر نحو الأسفل، قائلا: "إذا افترضنا أن تصريح الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة حول ضخ 100 ألف علبة بنسلين، في محله، وبالفعل تم ضخ 100 ألف عبوة بالأسواق، فهل يعقل أن هذه العبوات كافية ليتم توزيعها على صيدليات مصر التي يبلغ عددها حوالي 70 ألف صيدلية.
وأوضح أن مرضى الحمى الروماتيزمية أحيانًا يحتاجون لهذه الحقنة ثلاث مرات شهريًّا، مما يعني أن هذه الأزمة خطيرة، ويجب حلها بأقصى سرعة وبمنتهى الشفافية، وأكد سعودي أن أزمة نواقص الدواء ما زالت كما هي منذ بدايتها ولم يتم حلها بأي شكل من الأشكال.
من جهتها ذكرت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب حل تلك الأزمة من خلال ضخ 100 ألف عبوة بنسلين طويل المفعول لعلاج الحمى الروماتيزمية، حيث زعم الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان، في تصريحات، أنه تم حل أزمة نقص البنسلين طويل المفعول، وسيتم ضخ كميات أكثر في السوق خلال الفترة المقبلة، لتفادى النقص في هذا الصنف، مؤكدًا أن هناك تحركًا كبيرًا لسد أي نقص، خاصة في الأدوية الحيوية التي تمس المواطنين، مشيرًا إلى أن مؤسسة الرئاسة تتلقى تقارير بصورة منتظمة عن نقص الأدوية، موضحًا أن النقص يشمل 14 دواء فقط ليس له بدائل.
إلا أن محمد فؤاد عضو برلمان العسكر، تقدم بسؤال إلى علي عبد العال، رئيس برلمان العسكر، موجه إلى المهندس شريف إسماعيل، رئيس حكومة الانقلاب، والدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان؛ بشأن الاختفاء المفاجئ لحقنة البنسلين ممتدة المفعول وبدائلها الدوائية.
وأضاف فؤاد أنه تلقى العديد من الاستغاثات من جانب عدد كبير من المرضى وتحديدًا مرضى الحمى الروماتيزمية بخصوص النقص المفاجئ والكبير في البنسلين في الأيام الأخيرة، حيث يعاني المرضى من نقص شديد، يكاد يكون اختفاء تامًّا للحقنة، وذلك وسط حالة من الصمت التام من جانب المسؤولين والأجهزة الرقابية للوزارة.
أضف تعليقك