رغم عيش سيناء تحت "الطوارئ" منذ أكتوبر 2014، بالإضافة إلى الإعلان منذ أسبوع عن مد حالة الطوارئ في كل أنحاء مصر لمدة 3 أشهر للمرة الثالثة منذ أبريل الماضي، تعيش سيناء حالة حرب شعواء تثبت الفشل الذريع للعسكر الذين يتساقطون على أرضها دون القدرة على حماية أنفسهم.
حرب شعواء
يعيش أهالي شمال سيناء، منذ مساء أمس الأحد أجواء حرب، وسط تقارير إعلامية تحدثت عن هجمات مسلحة استهدفت أكمنة وارتكازات أمنية وعسكرية أوقعت قتلى وجرحى.
وزعمت قوات عصابة الانقلاب - في بيان أصدرته - أنها نجحت في صد هجوم استهدف نقاط تأمين بمنطقة كرم القواديس، مشيرًة إلى أن ذلك أسفر مقتل 24 مسلحًا وإصابة آخر وتدمير سيارتي دفع رباعي يستخدمها المسلحون ومقتل 6 من أفراد الجيش.
وذكر شهود عيان أن تعزيزات عسكرية ضخمة وتحليقًا مكثفًا للطائرات استمر لساعات عقب سماع دوي انفجارات وأصوات اشتباكات في محيط عدد من الأكمنة والارتكازات الأمنية بسيناء، وإن طائرات "إسرائيلية" شاركت في العملية، وإن تلك الاشتباكات دارت حول 5 مناطق تقريبًا، بينها منطقة بلعة ومحيط قرية الوفاق برفح، وكرم القواديس، وتزامن ذلك مع تحرك عشرات الآليات من معسكر الزهور بالشيخ زويد لإسناد قوات الجيش المتواجدة هناك، كما انقطع التيار الكهربي عن مناطق واسعة بشمال سيناء.
العريش تحترق
وذكر موقع "سيناء بلس" أن هجومًا مسلحًا وقع، صباح اليوم الاثنين على كمين كنيسة ماري جرجس بمدينة العريش، تزامنًا مع اقتحام مسلح أيضًا على البنك الأعلى بالمنطقة نفسها.
وأضافت الصفحة عبر فيس بوك، إنه يوجد انتشار أمني مكثف بالعريش عقب الاشتباكات العنيفة دامت قرابة الساعة بشارع ٢٣ و٢٦ يوليو وسط المدينة.
فى حين أكدت من مصادر أهلية، أنه سقط عدد من الشهداء إضافة إلى وجرحى في صفوف قوات الأمن والمواطنين.
فى السياق ذاته، تقوم المدارس المحيطة بشارع ٢٣ يوليو وسط العريش بنقل الطلاب للطابق الأرضي وفناء المدرسة خشية إصابتهم من الرصاصة الطائش، وورود تعليمات لجميع المدارس بعدم إخراج الطلبة وأنباء عن سقوط قتلى وجريح.
فى حين أسفر الهجوم على البنك الأهلي بمقتل فرد أمن وإصابة 3 آخرين وخطف موظف وسرقة الخزينة الرئيسية للبنك.
وعقب الهجوم تم إخلاء عمارة البنك الأهلي من السكان بشارع 23 يوليو وسط العريش بعد السطو المسلح على البنك، وأنباء عن إصابة عدد من الموظفين العاملين بالبنك.
وأشار مصدر طبي إلى أن سيارات الإسعاف نقلت عددًا كبيرًا من المصابين إلى المستشفيات قبل قليل، وجار معرفة عدد الشهداء والمصابين.
روايات الانقلاب الكاذبة
مغردون سيناويون على «تويتر» وصفوا الأجواء التي شهدوها بأنها «أجواء حرب»، وكذبوا رواية الجيش، وتحدث بعضهم عن أنه رأى جثثًا لجنود مصريين، وذكرت صفحة «أخبار سيناء» أن الطيران قصف مناطق بشكل مكثف، وأن الجيش أطلق قنابل ضوئية وأغلق الطرق والأكمنة لكشف الأرض أمام الطائرات التي قدمت إسنادًا جويًا.
وعادة ما يشكك مراقبون للشأن السيناوي في أعداد القتلى التي يعلنها الجيش في صفوف المسلحين، إذ غالبًا ما تتضمن أعدادًا كبيرة لا تتناسب مع حجم الكثافة السكانية المنخفض في سيناء.
وسبق أن كشفت مصادر إعلامية متطابقة أن قتلى وجرحى سقطوا في هجمات منفصلة ومتزامنة استهدفت أكمنة ارتكازات أمنية وعسكرية بسيناء، مشيرة إلى أن الجيش اضطر للدفع بتعزيزات ورفع حالة الاستعداد والاستنفار واستخدم سلاح الجو في المواجهة، بينما دوت أصوات سيارات الإسعاف في المناطق المحيطة، غير أنه لم ترد على الفور تقديرات لأعداد القتلى والجرحى.
طوارئ وحظر تجول بلا جدوى
مساء الخميس الماضي، أعلنت حكومة الانقلاب، عن تمديد حالة حظر التجوال ببعض مناطق مدينتي رفح والعريش بمحافظة شمال سيناء، وذلك حتى انتهاء حالة الطوارئ يوم 10يناير المقبل.
وشدد القرار على أن حظر التجوال بتلك المناطق سيكون "اعتبارًا من صباح الجمعة 13 أكتوبر، وحتى انتهاء حالة الطوارئ المقررة بموجب القرار الرئاسي.
ووفقًا لقرار حكومة الانقلاب، يشمل قرار الحظر بعض مناطق مدينتي رفح والعريش (أقصى الشمال الشرقي من شبه جزيرة سيناء) المحاذية لساحل البحر المتوسط، وخط الحدود الدولية مع قطاع غزة.
وتعتبر هذه هي المرة الـ13، التي تعلن فيها سلطات الانقلاب تمديد حظر التجوال في بعض مناطق محافظة شمال سيناء منذ عام 2014، وكان كل تمديد لفترة 3 شهور، دون جدوى، فلم يستطيع حظر التجوال أو حالة الطوارئ أن يوقف نزيف الدم المتدفق في سيناء.
أضف تعليقك