سعادة شعب بلادي كانت كبيرة بعد التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، والفرحة مضاعفة لأنها جاءت في وقت يشكو فيه الناس من الظلم والظلام بسبب الاستبداد السياسي الجاثم على أنفاسنا. وفوجئ الرأي العام بأن السيسي قرر إعطاء كل لاعب في المنتخب مليون ونصف مليون جنيه مكافأة للفوز الكبير.
وهذا الكلام أراه يدخل في دنيا العجائب وأرفضه بشدة لأسباب اربعة:
1- هناك مبالغ طائلة سيحصل عليها اللاعبون من جهات أخرى، ويذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" سيمنح المنتخب القومي مكافأة فورية تقدر بمليوني دولار استعدادا للمونديال، وسيحصل المنتخب الوطني على 700 ألف يورو أي 15 مليونا و500 ألف جنيه من شركة الملابس العالمية المتعاقد معها لرعاية قمصان منتخب مصر وفقا للعقد المبرم بين اتحاد الكورة والشركة، الذي ينص على الحصول على هذا المبلغ عند التأهل للمونديال.. ألا تكفي كل هذه المبالغ الطائلة مكافأة للاعبين؟
2- وإذا قلت إن الدولة لا بد أن تشارك وتكافئ لاعبيها لكانت إجابتي: فليكن ذلك بالمعقول، والجدير بالذكر أن علماء مصر الذين يحصلون على جائزة الدولة التقديرية وهي أعلى الجوائز المصرية يحصل الواحد منهم على مائتي ألف جنيه، وفي الجوائز التشجيعية يحصل الفائز على مائة ألف!
فكيف يكون من نصيب كل لاعب كورة مليون ونصف مليون جنيه، يعني زيادة 6 مرات على العالِم الذي أفنى عمره في العلم.. أي منطق هذا؟ أراه إسرافا وتبذيرا، وصدق من قال عن المبذرين في القرآن الكريم إنهم إخوان الشياطين.
3- بلادي تشكو من الفقر وفيها مشاكل اقتصادية ضخمة، ولا بد من شد الأحزمة على البطون، والخدمات التي يحتاج إليها الناس أولى أن تنفق عليها هذه الملايين.. ومصر ليست بالبلد المزدهرة اقتصاديا حتى يقرر "السيسي" أن يحصل كل لاعب على أكثر من مليون جنيه، فهو لا يتصرف في حدود إمكانياته، بل يحب "الفشخرة" التي تنفق فيها الملايين مثل العاصمة الإدارية وأندية القوات المسلحة وفنادقها ومكافآت اللاعبين في الكرة.
4- وأخيرا فهذا السلوك يؤكد من جديد الاستبداد السياسي وحكم الفرد الذي يحكمنا، "فالسيسي" أصدر أمرا لا بد من تنفيذه فورا.. ومفيش مناقشة ولا كلام!!
وهذا لا يمكن أن تجده في أي دولة محترمة ومتقدمة، بل تراه فقط في العالم الثالث المتخلف التي يحكمها الزعيم الملهم.. وبالروح والدم نفديك يا ريس!
أضف تعليقك