منذ تلك اللحظة التي سالت فيها دماء سمية بنت خياط على أديم الصحراء، جزاء إيمانها بعقيدة التوحيد وثمنا لإصرارها وثباتها على شريعة الإسلام، بدأت مسيرة المرأة المسلمة على درب الجهاد والإستشهاد في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض.
والمتتبع لسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدراسة العميقة الدقيقة الشاملة يجد المرأة المسلمة حاضرة حضورًا قويًا، وواضحًا في جميع مراحل الجهاد.
فنجدها مؤمنة مصدقة معذبة شهيدة في سبيل الله، نجدها مهاجرة فارة بدينها وعقيدتها مفارقة للأهل والعشيرة وأحيانا الزوج في سبيل الله.
نجدها في الحروب والغزوات تسقي العطشى، وتداوي الجرحى وتحمل السلاح دفاعا عن الحق .
نجدها متعطشة للعلم والمعرفة، لايمنعها من ذلك حياؤها الفطري أو مسئوليات الزواج والأمومة، لك متصدقة بمالديها من مال قليل أوكثير ومن حلي وزينة في سبيل الإسلام.
وتمر بالأمة الإسلامية الأعوام والقرون، ويتراجع دور المرأة المسلمة شيئا فشيئا مع تراجع حضارة الإسلام وعزة المسلمين وقوتهم، حتى يدرك هذا الدور الركود والتراجع شبه التام لحد كبير.
ويصل بنا الأمر إلى أن ننظر حولنا فنرى نساء اليهود هن اللاتي يهاجرن من بلادهن ومسقط رؤوسهن، مفارقات الأهل والأصدقاء مضحيات بأعمالهن ومنازلهن ودراستهن إلى مايزعمن أنه أرض الميعاد!
ليؤكدن بذلك وجودهن غير الشرعي على أرضنا المسلمة، ويساهمن في بناء دولتهن الغاصبة المحتلة لبلادنا المسلمة وليس في تاريخ اليهود "رقية بنت محمد" ولا "أسماء بنت عميس" ذات الهجرتين ولا "أم حبيبة بنت أبي سفيان".
وهاهن نساء الغرب الفاني يقدن الطائرات والدبابات ليساهمن في الحفاظ على مصالح بلادهن الحيوية ويشاركن في بناء غد أفضل ومستقبل أقوى لأولادهن وأحفادهن على حساب ثرواتنا وخيراتنا، وليس في تاريخهن " نسيبة بنت كعب" ولا "أم صرام بنت ملحان".
ونظرة منا الآن إلى حالنا نساء أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، بالرغم من أن صحوتنا الإسلامية ملأى بالصالحات الورعات ذوات العقول الراجحة والملكات والقدرات الفذة، صحفيات وأديبات وأستاذات بالجامعة ومربيات وعاملات في حقول الدعوة والخدمة الإجتماعية، نساء يبدعن على أرض الواقع الإسلامي الموحش المغترب، ويصغن حياة يومية إسلامية تهدف للتغيير وتخطي الحاضر المفجع والنهضة من كبوتنا، ملؤها التحدي والإصرار ومجابهة الجبابرة الطغاة.
إلا أننا غير منتبهات لمايحاك ضدنا وحولنا من مؤامرات تدبر بليل ونهار من عدو قريب ماكر كائن أو بعيد متجهم صائد !
فلنتيقظ..
ولنتمسك بديننا أكثر فأكثر ولنعد لكتاب ربنا القويم الكريم، ولننصر عقيدتنا، ولنبذل في سبيلها كل غال ورخيص من مال ونفس وجهد ووقت في زمن "محاربة العقائد والثوابت" !
فلا نقصر من دعم وإبراز الفتاة المسلمة الملتزمة المتميزة علمًا وتفكيرًا وموهبة في مجال الفنون الإسلامية أو الأدب الإسلامي وكافة المجالات ..
فلنتيقظ ولنحارب بعين ذات السلاح !
إذا كان هؤلاء يجيدون عرض بضاعة فاسدة .. فاللوم يقع علينا من يملك الدرر المكنونة فلايحسن تقديمها أو يهيل عليها ستائر الكتمان والصمت ..
فلنجابه هؤلاء سارقي الأوطان، ماديي الفكر والأخلاق، قاتلي العقيدة والثوابت..
بنساء غير نساء التنوير العلماني الزائف المقيت المضلل !
دعوة لليقظة .
أضف تعليقك