الأحداث الجسام التي مرت بها ثورة يناير المباركة وما أنتجته من مجلس نواب شعبي التوجه والهوى ، إلا ممن ظنهم الناس كذلك من حزب النور ثم اتضح أنهم أمنجية التوجه خبثاء الهوى ، وما ألحق فصيل الضرر بالثورة مثلما ألحقه مسوخ حزب النور الباهتة بها.
وأفرزت الثورة مجلس شوري شعبي التوجه والهوى ، وأنتجت الثورة رئيسًا شعبي التوجه والهوى لا هم له إلا مصلحة شعبه ورعاية مصالحة رعاية كاملة كما أقسم علي ذلك أمام الجميع ، بحق وليس تزييفًا.
ثم أنتجت دستورًا جاء بأغلبية شعبية ساحقة وتم مناقشة مواده مادة مادة أمام الجموع التي التفت حول الشاشات لمشاهدة أحداث لم يروها من قبل ولم يتعودوا أصلًا علي المشاركة فيها أو الحديث عنها .
وازداد الشعور عند جموع الناس بالحرية ، وأصبح ذوي السلطان والوجاهة يشعرون بحجمهم الطبيعي الضئيل والذي كانوا يفخمونه أمام أفراد الشعب الذي خرج من نفق الاستعباد والقهر وعبادة ذوي السلطان ، إلي ساحات الحرية.
أيقظت ثورة يناير في النفوس ذلك المارد الذي كان يتوق للحرية ؛ من طول جثوم العسكر وزبانيته والفسدة والمرتزقة عليه.
وفي الوقت الذي كان العمل يدور فيه على قدم وساق لنهضة الأوطان ، وإنتاج كل هذه المؤسسات باختيار وإرادة الشعب ، كان هناك من يرمي الثورة والثوار ومنتوجات الثورة بكل نقيصة ويضعهم تحت القصف والاستهداف طوال الوقت ، فمن الاتهام بحكم المرشد إلي أخونة المؤسسات والدولة ، إلي الاستبداد الديني ، إلي اتهام الرئيس نفسه بالبذخ والتهور في الإنفاق وحبه للبط وانفاق أموال الدولة علي شهوة حبه للبط هذه.
بل وضعوا الرئيس ومؤسسات الدولة تحت القصف الإعلامي البذيء ، واجتهدوا في تشويه كل ما هو جميل.
ووضعوا أيديهم في أيدي العسكر ، وتحت بياداتهم واتفقوا علي سيناريوهات قذرة لإفشال التجربة الديمقراطية الحقيقية التي أنتجتها الثورة.
بل وساهموا بأموالهم وأولادهم في سبيل ذلك ، وامتطوا صهوة حصان الشجاعة في كل المواقف ليرموا الثورة والثوار بالباطل.
وكانوا هم ركائب العسكر في انقلاب يوليو ، رغبًا ورهبًا ، صنعوا لجانًا تجوب البلاد لبث استمارات تمرد ، أنفقوا الأموال علي ملصقات وبوسترات مشينة للرئيس الإخواني الذي باع سيناء لحماس كمكافأة لها علي قبولها لتخابره معها ، وباع الأهرامات للإمارات ، وحلايب وشلاتين للسودان ، فاجتهدوا جميعًا وتحالفت قواهم للانقلاب علية قبل أن ينتهي من بيع قصر القبه وقصر الاتحادية.
وبرزت أسماء في كل هذه المحطات كان لها قصب السبق في تشويه عام الحريات المطلقة عام حكم الرئيس مرسي وطعنه والإجهاز عليه بالطوب والحجارة وبحمادة المسحول.
ومرت الأيام وبدا لهم من العسكر ما لم يكونوا يحتسبون وعلموا أنهم لم يكونوا إلا محض ركائب ، وأحذية يرتديها العسكر وفق هواه ووفق الحدث الذي يتطلب فيه هذا الحذاء ، فمرة يخرج أحد الممثلين ليدعم ويساند نكسة يونيه 2013 ومرة أحد الكتاب المشهورين ، ومره أحد الساسة الحاذقين ، ومرة ومرة ومرة... المهم أن العسكر لم يتركوا ركوبة منهم إلا وامتطوا ظهرها ، ولا حذاءً منهم إلا خاضوا به في مستنقع الخيانة.
سبوا وشتموا ولفقوا وزوروا... قالوا من القول أفحشه ومن الفعل أقبحه وكانوا يعتقدون أن الإخوان سيندثرون اندثارً ولن يتبقي منهم إلا مثلما تبقي في المتاحف من هياكل الديناصورات ، فأرادوا أن يساهموا في إحداث هذا الانقراض.
وبعد ثبات الإخوان وصمودهم ، طوال هذه الفترة واللذان سيستمران حتي كسر الانقلاب ، وبان للعامة والخاصة أنهم هم ومن يؤيدهم الكتلة الصلبة للثورة والأمل الوحيد في خلاص الأوطان من براثن العسكر .
تغيرت أفكار الناس ، وكادت بعض الإيديولوجيات تتغير ، وبدأ غير المؤدلجين ينخرطوا في صفوف الثورة والعمل الثوري ولو علي صفحاتهم في العالم الأزرق الافتراضي وفقط .
ثم تاب من تاب واعتذر من اعتذر من تلكم الطغمة الظالمة التي كانت في محور الأحداث وفي عصب الانقلاب وفي مقدمة صفوفه.
لكن علي من تاب واعتذر أن يعرف أنه مَثَلُه كمَثل من أخبر بهم النبي حذيفة بن اليمان وأنهم المنافقين ، الذين كلما مات واحدا في المدينة وطلبوا من ابن الخطاب أن يصلي عليه ؛ سأل عمرّ حذيفة أهو ممن أخبرك بهم رسول الله ، فإن قال حذيفة نعم انصرف عمر ولم يصل عليه ، ولم يتهمه أحد من الصحابة بأنه يمزق الوحدة ويشق الصف.
من عاد تائبا وكان من رموزهم القميئة ، فلا يتقدم صفوف الثوار ولا يتحدث بلسانهم ، فأي وجاهة لديه ليتقدم بها ، وأي قيم وأي مبادئ نرجوها منه ونطلب منه أن يخرج علي الشاشات الرافضة للانقلاب ليبثها في جموع من هم أشرف منه ، من عاد تائبًا فمرحبًا به ولكن لا يتقدم الصفوف مهما كان..ونقول له ولكل من هم مثله..
معذرة نقطة ومن أول الصف.
أضف تعليقك