جاءت وفاة المرشد السابق مهدي عاكف لتكشف عن تعاطف واسع مع هذا الرجل على كافة المستويات سواء كونه مريضا بالسجون أو أنه رجل تسعيني أو أنه رجل وطني قاوم الاحتلال أو كونه رفض أي توسل للإفراج عنه بمقولته الشهيرة "لم أفعلها في شبابي أفأطلبها في شيبتي؟"، كل هذه الأمور جعلت الرجل محط إعجاب وإكبار من ناحية وتضامن وتعاطف من ناحية أخرى وربما يفسر هذا التظاهرة التي شهدتها وفاة الرجل على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل ربما فاجأ البعض.
تعاطف من كافة التيارات
ولكن اللافت في هذه التظاهرة أنها شهدت تعاطفا ملحوظا من قيادات مختلفة فكريا وأيديولوجيا مع جماعة الإخوان المسلمين التي كان الرجل مرشدها في يوم ما، ولو رصدنا هذه الحملات سنجدها جاءت من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مثل خالد علي وحمدين صباحي وحازم عبد العظيم وأيمن نور وعبد المنعم أبو الفتوح وهشام فؤاد وحركة 6 أبريل وغيرهم، وإن دل هذا فإنما يدل على أن وفاة هذا الرجل عبرت عن حالة توافقية إنسانية رائعة تخطت كل الخلافات السياسية والفكرية، وهذا شيء جميل ويجب البناء عليه.
حقائق يجب ألا تغيب
وأنا أرى أنه على الجميع أن يدرك حقيقتين بمناسبة وفاة الرجل وهي أن العمر مهما طال لابد من دخول القبر، وبالتالي لا داعي للتشبث بالمواقف المخالفة للآخرين والإصرار عليها وأنه يجب إعادة النظر في مثل هذه الأمور التي تجلب الخصومة وتتسبب في الفرقة وأن التاريخ يذكر دائما من قاد للتقارب وتذويب الخلافات ولا يذكر من قاد للفرقة والتشرذم.
الحقيقة الأخرى أن كافة التيارات الثورية لديها الكثير الذي يجمعها وأولها موقف السلطة الحالية المعادية للجميع وتستهدف كل معارض ولا تفرق بين الإسلامي أو اليساري أو الليبرالي.
الشيء الآخر أن هناك ثورة يناير التي تجمع هذه القوى الثورية أيضا هناك أرض الوطن التي يتم التنازل عنها وبيعها ولا يوجد تيار ثوري واحد قبل بهذا الأمر. كل ما سبق يجعل هذه القوى تعيد النظر في ضرورة التوافق وبأسرع وقت ممكن خاصة إذا كانت وفاة عاكف قد جمعتهم على المستوى الإنساني، فهذا معناه أنه يمكن التجمع على الوطني والثوري وهذا ما يجب تفعيله في أقرب وقت.
أضف تعليقك