يبدو أن أفلام الخيال العلمي التي أخرجها الجنرالات المتقاعدين، وشياطين وعفاريت ريهام سعيد، وأفلام الرعب والقتل والاغتصاب، وتخاريف الصحافة الصفراء، من أن قائد الانقلاب ولد ساجداً، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم زاره فى المنام عندما كان طفلاً، وأن الشيخ الحصري، تنبأ له بأنه سيستكمل مسيرة محمد الفاتح، وطارق بن زياد، وسيف الدين قطز، وصلاح الدين الأيوبي، وسيكون تحرير الأقصى على يديه!
والشعب المقهور الذي أضناه البحث عن لقمة العيش، لم يعد يأكل من هذه التخاريف، فكان لا بد من نزول الشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، بفاصل من الفتاوى الشاذة، لعلها تساهم في إلهاء الشعب وتصرف الأنظار عن فشل النظام الانقلابي والسقوط الاقتصادي المدوي، فظهرت فتاوى المشعوذين من سدنة وكهنة النظام الانقلابي، من أمثال آمنة نصير، وسعاد صالح، وصبري عبد الرءوف، ومفتاح محمد فضل الشهير بـ"أبو يحيى" وصبري فؤاد ليقوموا بمهمتهم في التضليل والخداع وتزييف الحقائق، لكن بقناع الدين لترسيخ حكم العسكر، فرأينا من يقول بجواز معاشرة الزوجة المتوفاة، بما يعرف بـمعاشرة الوداع، ومن يقول بتصوير العلاقات الجنسية بين الزوجين، بشرط أن يكون ذلك بهدف الاستمتاع فقط وعدم مشاهدة غيرهما ذلك. لأنه بدل ما يشوف حد أجنبي يشوف زوجته أو نفسه، إيه المشكلة؟ ولا في أي مشكلة! وإن الجنس الفموي مباح، لكن بشرط عدم إنزال المني في الفم، لأن المني طاهر لأنه خارج من جسم الإنسان. وأن الجنس الفموي يكون عند الضرورة ولا تحريم إلا بنص، لكنه لا يجب ممارسته بشكل متكرر. وأن تحريم استحمام الزوجين معا في الحمام "كلام فارغ. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة كانا يغتسلان مع بعضهما البعض في إناء واحد من دون أن يرى أحدهما الآخر، وأنه يجوز للزوجين إقامة العلاقة في حمّام المنزل أو حمام السباحة، وأنه يجوز الزواج بالفتاة الصغيرة التي لم تبلغ الحيض ولم يتم تحديد سن معين لذلك، لا يوجد فى الشريعة سن محدد، ويجوز فى أي سن حتى لو يوم واحد! وصبري فؤاد الذي قال على المنبر : من أن رجلا دعا على قائد الانقلاب فشل لسانه، فجاءه قائد الانقلاب في المنام واحتضنه فقرر الدعاء له!
وأخيراً كانت ثالثة الأثافي، وأحدث الفتاوى الشاذة، ما صرحت به "سعاد صالح" بأن كتب الفقه منذ زمن مليئة بأقوال الفقهاء، بجواز معاشرة الرجل للبهائم، وأن بعض الفقهاء أجازوا للرجل معاشرة البهائم من أجل قضاء شهوته الجنسية، وذلك على أساس أن البهائم لا تكليف لها، ويحق للرجل في حالة الضرورة أن يعاشر البهائم، على حسب أقوال الفقهاء، إن بعض الفقهاء أباحوا مُعاشرة الرجل للبهائم والحيوانات جنسيًا مثل «الحمار والمعيز» وغيرها، باعتبارها ليس لديها عقل.
وهذا الشذوذ الفكري يوجب حبس قائله، كما قرر علماؤنا بضرورة حبس المفتى الماجن، لأن هذا القول ليس له أثارة من علم، وأن هناك إجماعا من الفقهاء على تحريم هذا الأمر، وحرمته كحرمة الزنا، بل إنه يندرج تحت قول الله تعالى ” ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن”. وذهب جمهور العلماء (أبو حنيفة ومالك الشافعي) في رأي إلى أن من قام بهذا الفعل فإنه يعزر، ويستوي في هذا الأمر الرجال والنساء. وذلك لأن إتيان البهائم كبيرة من كبائر الذنوب ومعصية من أقبح المعاصي، فقد قال الله عز وجل: وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ {الأنعام:151}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه، ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من غَيّر تخوم الأرض، ملعون من كمه أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة، ملعون من عمل بعمل قوم لوط. رواه أحمد. وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.
والراجح أنه لا حد على من أتى بهيمة، لكنه يعزر تعزيراً يردعه، وذلك لما رواه الترمذي وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: من أتى بهيمة فلا حد عليه. قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم. وأخرج أحمد وغيره من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة. صححه الشيخ الألباني رحمه الله. والعلة من قتل البهيمة كما جاء فى في تحفة الأحوذي: قيل:َ لِئَلَّا يَتَوَلَّدَ مِنْهَا حَيَوَانٌ عَلَى صُورَةِ إِنْسَانٍ، وَقِيلَ: كَرَاهَةَ أَنْ يَلْحَقَ صَاحِبُهَا الْخِزْيُ فِي الدُّنْيَا لِإِبْقَائِهَا ج5 ص16. ولأن الطبع السليم يأباه، وأنه لا يميل إلى هذه الأشياء إلا السفهاء وأصحاب القلوب المنتكسة، ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى لم يأمر الناس بتغطية فروج البهائم لأنه لا يوجد عاقل يميل إلى هذه الأشياء!
لكن الشذوذ الفكري الذي يسيطر على هذه العصابة بزعم تطوير الخطاب الديني تارة، أو الإسلام الوسطي تارة أخرى، فتخرج هذه الفتاوى الشاذة التي تخالف المعروف والمألوف لدى الناس، ولا يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل يتبعه الانزلاق والانحطاط والانحراف الخلقي، ما يؤدى فى النهاية لتدمير المجتمع، كما هو واقع اليوم..
والله المعافي.
أضف تعليقك