ظل فرعون يقتل أبناء بنى إسرائيل الذكور من قبل ميلاد سيدنا موسى بأعوام إلى أن كبر وخرج من مصر وذهب إلى مدين وعاد وخرج على فرعون .
ما يزيد عن أربعين سنة يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم ويسومهم العذاب،لم يستطيعوا الإعتراض ولا الثورة ولا حتى الهروب من البلد.
ولكن لما بعث سيدنا موسى نبياً وكان يريد قيادتهم الى العزة،ومع أنهم لم يبذلوا جهداً فى مواجهة فرعون ولم يطلب منهم سيدنا موسى تضحيات زيادة .
لكنهم قابلوه بالرد القبيح وظهرت أخلاق العبيد المستعجلين الذين يريدون انتصاراً كاملاً فوراً دون بذل أى جهد (قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا . قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم فى الأرض فينظر كيف تعملون )
ثم رأوا الآيات التسعة ورأوا الحيه تبتلع الحبال والعصى ،ورأو انشقاق البحر وإغراق الطاغيه الذى عذبهم وقتل أبنائهم .
ولكن بالفعل بعد نجاتهم وإهلاك عدوهم تحقق كلام سيدنا موسى ،ظهرت مرة أخرى أخلاق العبيد وحنوا إلى العبودية والذل .
فدفعوا من أموالهم وذهبهم وحليهم ليصنعوا وهما وأسطورة جديدة بأيديهم وكادوا يقتلون سيدنا هارون حينما نهاهم وعبدوا العجل بمجرد خروجهم من البحر .
ومرة ثالثة ظهرت أخلاق العبيد بعد عودة سيدنا موسى حين استخدم معهم الشدة فأحرق العجل وألقاه فى البحر واستخدم معهم الشدة والقوة فلم ينبس أحدهم ببنت شفة مع أنهم كادوا يقتلون أخيه من قبل حين عاملهم بالحسنى واللين . وتلك طبيعة الحبناء دائما .
ولكن لا شدة ولا لين أفلحت فى تغيير طبيعة معاندين مكذبين تمكن حب الدنيا من قلوبهم وتربوا على الذل والعبودية .
فلقد رأى سيدنا موسى من العبيد وأخلاقهم ما جعله يشكو لربه (رب انى لا املك الا نفسى واخى فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين)
ولم تنتهى قصتهم مع أخلاق العبيد حتى مات ذلك الجيل الذى تربى على الذل والخنوع بعد أربعين عاما من التيه فلم يحدث الإنتصار إلا بعد أن لم يبقى منهم إلا من كان عمره عند الخروج أقل من عشرين عاما .
لا تتعجب لو رأيت العبيد يحنون إلى أسيادهم ويفوضونهم فى قتلهم وقتل أبناءهم ويأتون بطاغية جديد بدلاً من الذى ذهب .
سيظل العبيد عبيداً ، سيظل من تعودوا على الذل ورضوا به يحنون الى الذل .
سيظلون عبيدا ولو احتلوا أعلى المناصب .
أما الأحرار فلا يرضون بالحرية بديلاً حتى لو كانت ارواحهم الثمن .
أتحدث عن العبيد وأفعالهم وهم فى حالتنا فئة من المجتمع ظهرت بعد الثورة حاربت الإصلاح بكل قوة ووقفت فى وجهه فى صورة إضرابات فئوية وأعمال بلطجة وتفويض لعودة الفساد ، لكنها تبقى نسبة قليلة فى مجتمع أغلبه من الأحرار واختار الاحرار لكن لا زال يتسلط ويتسلطن فيه العبيد .
فمتى يتخلص الأحرار من العبيد ؟؟
أضف تعليقك