أصبح المواطن المصري بلا ثمن في ظل حكم العسكر، حيث انتابت الشارع المصري موجه من الغضب، عقِب الإفراج عن السائح الإيطالي الذي قتل المهندس المصري طارق الحناوي، عقب قرار نيابة الانقلاب مساء أمس الثلاثاء بتسليمة جواز سفره، استعدادًا لرحيله، بعد دفع 100 ألف جنيه مصري فقط كفالة.
الدم المصري رخيص
شهدت مرسى علم بداية أغسطس الماضى قيام السائح الإيطالي بالتعدى بالضرب على المهندس المصري، بعد أن أخبره خفير القرية السياحية التى يعمل بها الحناوي تليفونيًا أن سائحًا إيطاليًا وطفلتيه يرفضون مغادرة المارينا الخشبية لنزول البحر وحدثت مشادة تليفونية بين المهندس والسائح وعقب انتقاله للمارينا قام السائح بالتعدى عليه بالضرب على وجهه وصدره وتركه ينزف إلى أن مات.
وفقا لتصريحات هدير الحناوي، ابنة المهندس القتيل، التي كانت قد ناشدت النائب العام تكليف نيابة البحر الأحمر بالاستئناف على قرار قاضي المعارضات بمحكمة الغردقة الخاص بإخلاء سبيل المتهم الإيطالي.
ووجهت نجلة المهندس الحناوي رسالة عبر حسابها الشخصي على "فيس بوك"، تعلن عن غضبها من البلد التي أضاعت حق والدها، واتهمت سلطات الانقلاب بأنها ضحت بوالدها، مقابل التهدئة في ملف الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي تم قتله في مصر.
وقالت في الفيديو، إنها شاهدت جثة والدها بعد التشريح، وفي ثلاجة الموتى، وتألمت كثيرًا، لكن رجال النيابة قالوا لها إن «حقها لن يضيع، وأن السياسة لن تتدخل في القضية»، على حد قولهم.
وتابعت: «غالبا سافر في طائرة خاصة، رجع لبيته وأولاده، هيشوفهم وهم بيكبروا، بس أنا والدي مش هشوفه تاني».
وعلقت نجلة «الحناوي»على تلك التطورات وهي تبكي، قائلة: «الحكومة عملت ما يرضي ضميرها، شكرًا جدا لبلدي اللي حافظت على حق والدي، شكرا لبلدي اللي حسستني أني مصرية، شكرا للسيسي، شكرا لأنك لعبت باسم والدي»، في إشارة إلى ما يتم تداوله عن مقايضة قاتل «الحناوي» بقضية طالب الدكتوراة الإيطالي «جوليو ريجيني».
صفقة لغلق ملف "ريجيني"
عقب واقعة قتل المهندس المصري، وفي منتصف أغسطس المنصرم، أعلن وزير الخارجية الإيطالي، أنجلينو ألفانو، إنه سيُعيد سفير بلاده إلى القاهرة، بعد أكثر من عام على استدعائه بسبب مقتل الباحث جوليو ريجيني، وهو ما أكد على وجود مفاوضات بين حكومة الانقلاب وإيطاليا حول الإفراج عن السائح الإيطالي مقابل عودة العلاقات المصرية - الإيطالية.
واختفى ريجيني، الذي كان عمره 28 عاماً، من شوارع القاهرة في يناير 2016، وعُثر على جثته بجانب طريق سريع قرب القاهرة في الثالث من فبراير وعليها آثار تعذيب شديد، واستدعت إيطاليا سفيرها في أبريل 2016.
وتعاون القضاء في روما والقاهرة على مدى العام الماضي ولكن لم يتم توجيه اتهام لأحد بقتل ريجيني.
وكانت مصادر قالت لرويترز العام الماضي إن ريجيني الذي كان يجري أبحاثًا بشأن النقابات العمالية المستقلة من أجل رسالة دكتوراه يعدها في جامعة كمبريدج أثار شكوك حكومة الانقلاب قبل اختفائه.
وقالت مصادر في أجهزة الأمن والمخابرات لرويترز إن ريجيني اعتقل في القاهرة في 25 يناير 2016 وتم وضعه في الحجز وتعرض للتعذيب الشديد حتى الموت، وهو ماتنفيه سلطات الانقلاب.
وفي مارس 2016 أعلنت داخلية الانقلاب عن قتل تشكيل عصابي مكون من خمسة أفراد قالت إنها اكتشفت حيازته جواز سفر ومتعلقات الطالب الإيطالي المقتول جوليو ريجيني ، ثم أعلنت بعدها بيوم أن المجموعة التي تم قتلها ليس لها علاقة بمقتل ذلك الطالب.
ونفت نيابة الانقلاب تورُّط التشكيل العصابي الذي تم تصفيته يوم 25 مارس 2016 في حادثة مقتل ريجيني، وذلك بعد ساعات من إعلان داخلية الانقلاب عن تصفية 5 أفراد من تلك العصابة.
تحقيقات نيابة القاهرة الجديدة في مصر قالت إن أحد المجني عليهم من قبل هذا التشكيل كان مواطنًا إيطالي الجنسية، ولكنه لم يكن جوليو ريجيني، وقالت إن المتهمين استولوا منه على 10 آلاف دولار في وقت سابق أثناء ممارستهم عمليات النصب.
وظهرت عدة ثغرات في رواية شرطة الانقلاب تشكك في مصداقيتها، مثل لماذا احتفظت العصابة بمتعلقات ريجيني الشخصية بينما لم تحتفظ بمتعلقات غيره.
أضف تعليقك