اتهم وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الخميس، الدول المقاطعة لبلاده بالمخاطرة بمجلس التعاون الخليجي، عبر "انتهاك المبادئ الأساسية للمجلس، والانتقال مباشرة إلى التهجم على بلد عضو، بدلا من اللجوء إلى آليات فض النزاعات".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بمقر البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، ردا على سؤال بشأن تداعيات الأزمة الخليجية على مجلس التعاون.
وقال الوزير القطري، "مجلس التعاون الخليجي كيان مهم، وركنه الأساسي أمن الخليج.. والدوحة التزمت بمبادئ المجلس، لكن هذه البلدان (دول المقاطعة) قامت بخطواتها الأخيرة باسمها الشخصي، ولا تمثل مجلس التعاون".
وتعصف بالخليج والمنطقة العربية أزمة، بدأت في 5 يونيو/ حزيران الماضي، إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتقول إنها تواجه حملة "افتراءات" و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني.
وأضاف بن عبد الرحمن آل ثاني: "هذه الدول خاطرت بمجلس التعاون من خلال انتهاك المبادئ الأساسية للمجلس، والانتقال مباشرة إلى التهجم على بلد عضو، بدلا من اللجوء إلى آليات فض النزاعات، وهي الطريقة المستخدمة في العالم لمعالجة أي نزاع أو سوء تفاهم".
وتابع: "لدينا ثقة في مجلس التعاون كمنظمة.. لكن لا نعرف ما إذا كانت تلك الثقة ستستمر مستقبلا.. هناك سلسلة من المبادئ يجب تسليط الضوء عليها، يجب أن يكون المجلس بيئة تعاونية، وليس بيئة إملاءات من قبل دول على أخرى".
وتفرض الدول العربية الأربع على قطر إجراءات تعتبرها "مقاطعة"، فيما تراها الدوحة "حصارا" ينتهك القوانين الدولية.
وبشأن الاتهامات الموجهة إلى الدوحة، قال بن عبد الحمان آل ثاني، "بالنسبة لاتهام هذه الدول (الأربع) لقطر بالتدخل في شؤونها، فإن تلك التهم لم تثبت.. قطر لا تقبل بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولا تقبل من أي دولة التدخل في شأنها الداخلي".
ومضى قائلا، إن "هذه الدول (الأربع) هي التي تتدخل في شؤون قطر الداخلية من خلال الدعوة إلى تغيير النظام (الحاكم)، ودعم حركات تنتهج العنف".
واعتبر أن "مشكلة تلك الدول مع قطر هي أنها لا تود لأي جهة أن يكون لها رأي آخر، وبالتالي تتهم كل من له رأي مخالف بأنه داعم للإرهاب. وترى كل الخصوم داعمين للإرهاب، وبذلك تنظر إلى قطر على أنها داعمة للإرهاب".
وأضاف وزير الخارجية القطري أن دول الغرب لم تتجاوب مع اتهام تلك الدول لنا، "فقطر دولة فاعلة في مكافحة الإرهاب".
ومشيرا إلى قوائم الإرهاب التي أعدتها الدول المقاطعة للدوحة، شدد عبد الرحمن آل ثاني، على أن قطر لا تعترف بأي قائمة للإرهاب تعدها دول، والقوائم الوحيدة هي تلك التي تكون صادرة عن منظمة الأمم المتحدة، "ولسنا معنيين بأي اتهام قائم على تقييمات خاصة لدول بهدف إرضاء أطراف خارجية (لم يحددها)".
ولم يتسن على الفور الحصول عى تعليقات من الدول الأربع المقاطعة لقطر بشأن تصريحات وزير الخارجية القطري.
ودعا الوزير القطري، الدول الأوروبية والعالم إلى منع دول المقاطعة، من مواصلة انتهاكاتها للمواثيق الدولية.
وقال إن مشكلة الدول الأربعة هي أنها لا تريد لأي دولة أن يكون لها استقلال في آرائها ومواقفها.
واتهم الوزير القطري الدول الأربعة برفض الوساطة الكويتية، وطالبها بالرد على رسائله الأخيرة، والقيام بخطوات واضحة لحل الأزمة من خلال الوسيطين الكويتي والأمريكي وخارطة الطريق..
وبالنسبة لعودة السفير القطري إلى طهران، قال بن عبد الرحمان آل ثاني، إن إيران دولة جارة لكل بلدان دول الخليج ولا يمكن تغيير الجغرافيا، ولسنا في حاجة للدخول معها في نزاع جديد.
ولفت إلى أن لقطر "مخاوف من تدخلات إيران في الصراع الإقليمي، ولكن لا بد أن نردم هذه الفجوة بالحوار البناء لأمن وسلامة الجهتين".
وأشار إلى أن "الإمارات تستحوذ على 96% من التبادل التجاري مع إيران، في حين تحل قطر في المركز الخامس تليها البحرين".
وأوضح "كان علينا تأمين مصادر للإمداد بعد إغلاق المنفذ البري الوحيد مع السعودية، والحصار على الموانئ البحرية من قبل الإماراتيين، دون أي انتهاك للمواثيق الدولية".
وأضاف أنه على دول الحصار أن تحل الأزمات الموجودة في سوريا واليمن عوضا عن استحداث أزمة مع دولة مستقرة (قطر).
وعن حج القطريين، قال إن "السعودية لم تسهل خطوات حج القطريين وحاولنا التواصل معهم لكنها لم تستجب"، وحملها مسؤولية سلامة المواطنين القطريين في الحج.
وبخصوص تأثير الأزمة الخليجية على المعارضة السورية، أكد أن سياسة قطر في سوريا لم تتغير، ومازالت تدعو إلى إحقاق العدالة للشعب السوري، وانتقال السلطة واحترام اتفاق جنيف، وضرورة محاكمة جميع من ارتكب جرائم سواء كان (بشار) "الأسد" (رئيس النظام السوري) أو غيره.
أضف تعليقك