تمر علينا اليوم 29 أغسطس من العام 2017، ذكرى إستشهاد الإمام والعالم الجليل "سيد قطب"، الذي أعدمه الفاشي جمال عبد الناصر، في عام 1966، بعد تاريخ حافل من الكفاح ضد الظلم والطغيان، والإنتاج الأدبى والفكرى.
نشأته
ولد سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي، فى 9 أكتوبر عام 1906 بقرية "موشا" بمحافظة أسيوط، وأتم حفظ القرآن الكريم خلال 3 سنوات، في عمر الحادية عشر، ثم تدرج فى التعليم ليحصل على شهادة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم عام 1933.
إنضمامه للإخوان في 1954
كانت بعثة الشيخ سيد قطب إلى أمريكا نقطة تحول مهمة فى حياته، وسببا فى انتمائه إلى جماعة الإخوان المسليمن، حيث أثارت فرحة الأمريكيين باستشهاد الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان فضوله للتعرف على تلك الجماعة عند عودته لبلاده.. وقد كان.
لم تجدِ إغراءات عبد الناصر مع سيد قطب نفعا فى محاولة إثنائه عن الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين فى مقابل هيئة التحرير التى أسسها هو ليستقيل "قطب" من الأخيرة، ويقرر الانتماء إلى الإخوان، فيتولى مسئولية قسم نشر الدعوة ويخوض مع الإخوان معاناتهم التى بدات عام 1954 بعد مسرحية حادث المنشية، حيث اتُهم ضمن قرابة الف من الاخوان بمحاولة اغتيال عبد الناصر.
مفخرة العلماء في سجون العسكر
حُكم على "قطب "بالسجن 15 عاما ذاق خلالها صنوفا من العذاب التى يتفنن العسكر فى إبداعه ليخرج بعفو صحفى عام 1964 بعد تدخل الرئيس العراقى عبد السلام عارف للإفراج عنه، لكن سرعان ما تجددت الأزمة مره أخرى عندما قبض على شقيقه "محمد قطب" فبعث سيد قطب برسالة احتجاج إلى المباحث العامة فقبض عليه هو الآخر فى 9 أغسطس عام 1965، وقدم مع كثير من الإخوان للمحاكمة وحكم عليه وعلى 7 آخرين بالإعدام.
لم تجدِ إغراءات عبد الناصر مع سيد قطب نفعا فى محاولة إثنائه عن الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين فى مقابل هيئة التحرير التى أسسها هو ليستقيل "قطب" من الأخيرة، ويقرر الانتماء إلى الإخوان، فيتولى مسئولية قسم نشر الدعوة ويخوض مع الإخوان معاناتهم التى بدات عام 1954 بعد مسرحية حادث المنشية، حيث اتُهم ضمن قرابة الف من الاخوان بمحاولة اغتيال عبد الناصر.
صمود تاريخي أمام إغراءات العسكر فى مقابل العفو عنه، وإلغاء حكم الإعدام الصادر بحقه قال: "إن السبابة التي ترتفع لهامات السماء موحدة بالله عز وجل لتأبى أن تكتب برقية تأييدٍ لطاغية ولنظامٍ مخالفٍ لمنهج الله الذي شرعه لعباده".
فى يوم تنفيذ الإعدام تواصلت إغراءات العسكر لـ" قطب "حيث طالبوه بعد وضعه على كرسي المشنقة أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة، ويتم إصدار عفو عنه، فقالها بشكل قاطع "لن أعتذر عن العمل مع الله".
قال عنه المفكرون المعاصرون إن "سيد قطب" تعرض للظلم، ولم يأخذ حقه كأديب وناقد أدبي من الطراز الأول، وهو الذي فُتحت له أهم المجلات الأدبية في عصره، وأبرز جمال اللغة العربية، كما أبرز إعجاز القرآن وعظمة آياته. وله شعر جميل أخذ طابعا وطنيا وإسلاميا وإنسانيا ولامس هموم الناس والمجتمع؛ وكتب في الوصف والحنين والتأمل والرثاء والتمرد والثورة وفلسطين..
من الأقوال المأثورة لقطب عقب الخروج من سجنه عام 1964
-
إن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودًا طويلة في التربية والإعداد، وإنها لا تجيء عن طريق إحداث انقلاب".
-
إن الهلع لا يرد القضاء ، وإن الفزع لا يحفظ حياة ، وإن الحياة بيد الله هبة منه بلا جهد من اﻷحياء .. إذن فلا نامت أعين الجبناء!
-
قد يبطئ النصر لأن الباطل الذى تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماماً . فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصاراً من المخدوعين فيه ، لم يقنعوا بعد بفساده وضرورة زواله ، فتظل له جذور فى نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة . فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عارياً للناس ، ويذهب غير مأسوف عليه من ذى بقية!
-
"قد يسمح الاستعمار بقيام حكم اسلامي زائف، في بقاع جاهلة من الأرض متأخرة، وفي ظل حكم ديكتاتوريات ظالمة مستغلة، كي يكون نموذج سيئًا منفرًا من حكم الإسلام، بل من ذات الإسلام!"
-
إن هناك عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية . يضعون لها المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى ؛ ثم يقولون لها : اختاري !!! اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد الإنسان في عالم المادة ، وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن منهج الله !!! وهذا خداع لئيم خبيث . فوضع المسألة ليس هكذا أبدا .. إن المنهج الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني . إنما هو منشئ لهذا الإبداع وموجه له الوجهة الصحيحة .. ذاك كي ينهض الإنسان بمقام الخلافة في الأرض
-
مؤلفاته
-
كان فترة السجن والابتلاء فى حياة الشيخ سيد قطب فترة إثراء فكرى وأدبى رغم ما تعرض له من تعذيب و معاناة أنهكت جسده الضعيف فأصيب بنزيف رئوي شديد وذبحة صدرية، فضلا عن أمراض في الكلى والمعدة، حيث أكمل "قطب" أهم كتبه وهو تفسيره الشهير "في ظلال القرآن" الذى يعد من أهم كتب التفسير فى العالم الإسلامى، وكتابه "معالم في الطريق" و"المستقبل لهذا الدين"، التى اعتاد مفتى العسكر الحالى شوقى علام على سرقة مقالاته منها دون أى حرج.
أضف تعليقك