- إن لم تكونوا من المرابطين فكونوا معهم
أصبح المرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وحدهم، يواجهون الاحتلال والإرهاب الصهيوني؛ الذي تحالفه الإدارة الأمريكية، ويعاونه أو يسكت عنه العالم الشرقي أو الغربي على حد سواء، وشعوب العالم العربي والإسلامي في غفلة عن الإرهاب الصهيوني وتحالفاته، منكفئة على تضميد جراحاتها من قهر حكامها أو اقتتالهم الطائفي أو العرقي؛ الذي فرَّق الأمة شيعًا، يذيق بعضها بأس بعض..
حكام جبارون على شعوبهم أذلَّة بين يدي أعدائهم وأعداء أمتهم، ولم يكن للمرابطين من سلاح إلا إيمانهم، ووحدة كلمتهم، في مواجهة إرهاب جيش الاحتلال وتحصيناته وتقنياته بأعتى وسائل القمع وأخس سبل الخداع، فرفض المقدسيون – بعزة - كل ما أراد الاحتلال من خراب الأقصى أو إذلال المصلين، وكان رباطهم واعتصامهم حيث مُنعوا، وأقاموا الفرائض الخمس والجمعة في وقتها، واستجاب لهم أهل فلسطين المحتلة في 48 أو 67.
تعددت صلوات الجمعة خارج المساجد حول الأقصى وبعيدًا عنه، وتناقل العالم هذا المشهد الذي يُظهر إرهاب الاحتلال؛ الذي يمنع المصلين المسالمين من إقامة شعائرهم, ولحق بالمرابطين في أرض فلسطين مرابطون في كل أنحاء العالم.
واضطر النظام العالمي إلى عقد جلسة لمجلس الأمن بقصد احتواء الأزمة والتستُّر على الإرهاب الصهيوني الذي يكرِّس الهيمنة الأمريكية على النظام العالمي، وإعادة توزيع ثروات الشعوب والأمم على هذا النظام العالمي الجائر؛ الذي أعلى مطامعه ومصالحه المادية البحتة على كل القيم الإنسانية، واضطرت السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية، الممثلة في جامعة الدول العربية، إلى إصدار البيانات أو طلب عقد الجلسات قبل رباط الجمعة لإعادة الأوضاع إلى ما قبل منع الصلاة، وإسكات الأذان ليعودوا هم إلى إبرام صفقة الذل والخيانة لله ولرسوله وللأقصى الأسير وللأمة الإسلامية وللإنسانية جمعاء.
جزى الله الحرائر والشيوخ والشباب والصبية المرابطين خير الجزاء عن أمتهم، وجزى الله خيرًا علماءهم؛ الذين تقدموا الصفوف بصدورهم العارية، يواجهون رصاص الاحتلال وتحالفه العالمي، فبثباتهم وتضحياتهم يُقبل شعوب العالم الإسلامي على نصرة الأقصى الأسير.
ولن ينسى العالم الإسلامي المواقف الوطنية لإخواننا المسيحيين وكنيستهم في فلسطين؛ في الدفاع عن وطنهم، وسيكون ذلك حجة على التطرف الصليبي؛ الذي يدعم الإرهاب الصهيوني ويتحالف معه.
كذا لن تنسى شعوب العالم الإسلامي مواقف المنصفين في الشرق والغرب أولي بقية ينهون عن الفساد في الأرض، تُرَدّ عليهم إن شاء الله بأحسن منها، حين يأذن الله بنصرة وإقامة العدل في أرضه.
سيبقى المسجد الأقصى والقدس الشريف بؤرة الصراع بين الإرهاب الصهيوني وتحالفه العالمي، وبين جيل النصر المنشود لتحرير الأقصى.. أولئك "الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح" في أكناف بيت المقدس، والمرابطون في قراهم ومدنهم في أنحاء العالم الإسلامي، يقاومون الظلم، ويصدعون بالحق، ولا ينزلقون للعنف في مواجهة النظم الجائرة الظالمة المستسلمة للإرهاب الصهيوني وحلفائه.. جيل وصفه الله تعالى بقوله "يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".
فلتسارع الأمة إلى فضل ربها، ولتستجبْ لأمره (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)".
د.محمود عزت
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام
الإثنين 8 ذو القعدة 1438ﻫـ = 31 يوليو2017م
أضف تعليقك