• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أثناء حصار الاقصى, لم نسمع أن حاكما من حكام العرب تكلم أو حتى اعترض على إغلاق المسجد المبارك، وتركيب بوابات إلكترونية لتفتيش الداخلين، بل بالعكس فإن الإعلام المتصهين كان ضد الفلسطينيين على طول الخط؛ فقد وصف مدير صحيفة «هام» السعودية المحلية بالأحساء، حصار الأقصى بـالكذبة، وقال إن الهدف منها الترويج الإعلامي وفك الضغط عن حصار قطر.

 

 ولكن حينما رفض المقدسيون دخول المسجد من خلال البوابات الإلكترونية، بناءً على توجيهات القيادات والمرجعيات الدينية في القدس، ما أدى لفشل الحصار, ومرغ أنف نتن ياهو في الوحل، كما عبرت عن ذلك الصحف الصهيونية التي انتقدت تصرفات نتن ياهو حيال حصار الأقصى، واضطر الصهاينة لرفع البوابات والحواجز، وتم فتح المسجد، تسابق العملاء على سرقة إنجاز وصمود المرابطين، بأنهم هم من ساهم في فتح أبواب الأقصى!

 

ليعلم هؤلاء, وإعلامهم المتصهين، أن المسجد الأقصى فُتِح بصمود المرابطين والمرابطات والمقدسيين، وليس بفضل الحكام المتخاذلين والمطبعين مع الصهاينة.

 

وحينما أعلنت سلطات الاحتلال الصهيونيّ التراجعَ عن الإجراءات التي اتخذتها حول المسجد الأقصى بدأت الحملات الإعلامية الكاذبة، بهدف سرقة نصر المقدسيين ونسبته إلى سلمان تارة وإلى عبدالله تارة أخرى وإلى عباس تارة ثالثة!

 

إنّ سلمان لم ينطق بكلمة واحدة لنصرة الأقصى، حيث يقضي عطلته الصيفية بالمغرب، ومع هذا سارعت السعودية إلى الإعلان بأن القرار الصهيوني تم بعد اتصالات أجراها الملك سلمان مع قادة العالم، وقد تكللت هذه الجهود بالنجاح!

 

وجاء في بيان من الديوان الملكي: إن الملك سلمان أجرى خلال الأيام الماضية الاتصالات اللازمة بالعديد من زعماء دول العالم، لإلغاء القيود المفروضة على الدخول للمسجد الاقصى، تكللت بالنجاح اليوم، وبالشكل الذي يُسهم ـ إن شاء الله ـ في إعادة الاستقرار والطمأنينة للمصلين، والحفاظ على كرامتهم وأمنهم!

 

وقال أحد مستشاري الديوان الملكي: “لسلمان الحزم, الأفعال, ولغيره الأقوال”!, وبالتزامن مع بث الوكالة السعودية هذا البيان، بدأت الصحف في نشر بيان بعنوان واحد مدفوع الأجر: “جهود خادم الحرمين والاتصالات مع زعماء العالم تنجح بفتح الأقصى”!

 

 كما أن هيئة كبار العلماء قالت: حفظ الله خادم الحرمين الشريفين ذخرًا لأمته الإسلامية ومقدسات المسلمين، وجعل جهوده المباركة ذخرًا له عند ربه تعالى.

 

وأنا لا أتكلف عناء الرد على المستشار الملكي وإعلامه المتصهين، ولكن نقول لهيئة كبار العلماء: أليس الملك سلمان ـ بحسب  ما كشفته «وثائق بنما» العام الماضي ـ هو من مول حملة رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو في عام 2015، بمبلغ ثمانين مليون دولار، من خلال وسيط سوري إسباني؟!

 

فاعلموا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، كما أن قول الزور من أكبر الكبائر.

 

أما جامعة (أبو الغيط)؛ الجامعة العربية سابقًا, فقد اكتفت بإدانة الممارسات الصهيونية في القدس والمسجد الأقصى، وحذرت من خطورة الأمر، والذهاب إلى إشعال فتيل أزمة، ودعت إلى اجتماع طارئ للرد على التصعيد الصهيوني.

 

الرد على الحصار الصهيوني للأقصى يكون بعقد اجتماع طارئ لعبد الله بن زايد وشركاه من المطبعين والمنبطحين .. هكذا يكون الرد!

 

ومن أعجب ما قيل عن حصار الأقصى تصريحات  أحمد أبو الغيط، أمين الجامعة العربية التي قال فيها: ” إن القدس خط أحمر”، وحذر الصهاينة من “اللعب بالنار”، وإدخال المنطقة لـ “منحنى بالغ الخطورة”!

 

هذا هو أبو الغيط صاحب التصريح الشهير بحق الفلسطينيين والذى قال فيه عام 2008 وخلال التوتر الشديد الذي نشب عند معبر رفح بين الفلسطينيين وقوات الأمن المصرية، عقب القصف الصهيوني العنيف للقطاع  ومحاولة الآلاف الفرار من القصف عبر مصر: “مصر ستقطع رجل أي فلسطيني يتخطى حدودها”, واليوم يعتبر المسجد الأقصى خطًّا أحمر!

 

أما الملك عبد الله فسعى لإنهاء الأزمة مع الصهاينة بعد مقتل أردنيين, وخروج طاقم السفارة الإسرائيلي بمن فيهم القاتل, ورغم غضب الشارع الأردني بسبب العلاقة التي تربط الصهاينة بالعائلة المالكة في عمّان, وكما قال معلقون صهاينة: حالما لم تساعد الدولة العبرية الملك الأردنيَّ فإن حكمه سيسقط، وتحل محله عناصر إسلامية متطرفة ستتمركز على حدودنا.

 

بعد كل هذا طالب الملك خلال اجتماع مع كبار المسؤولين الأردنيين, نتنياهو “بالالتزام بمسؤولياته واتخاذ إجراءات قانونية تضمن محاكمة القاتل وتحقيق العدالة بدلاً من التعامل مع هذه الجريمة بأسلوب الاستعراض السياسي بغية تحقيق مكاسب سياسية شخصية”.

 

والطريف أن مديرية الأمن العام في الأردن، أعلنت أن تحقيقاتها الأولية بيّنت أن “الحادثة وقعت على خلفية جنائية، إثر خلاف بين أردني يعمل نجاراً، والحارس الأمني الإسرائيلي؛ بسبب تأخر الأول في تسليم غرفة نوم اشتراها الثاني منه، في الموعد المحدد، وتطور الأمر إلى مشادة كلامية، واشتباك بينهما”.

 

وهل من يرتكب حادثاً جنائياً لا يعاقَب؟

 

ورغم المطالبات الشعبية والبرلمانية، بعدم تسليم الصهيوني القاتل لإسرائيل، ومحاكمته على جريمته، فقد عاد إلى بيته واستقبله نتن ياهو استقبال الفاتحين.

 

فأين دور عبدالله في إعادة فتح المسجد الأقصى سوى طلبه بعقد اجتماع طارئ لجامعة “أبو الغيط” بعد تسعة أيام من الانتهاكات بحق الفلسطينيين؟!

 

أما كل ما فعله عباس فهو أنه اتصل بنتن ياهو محذراً من “تداعيات” إغلاق المسجد الأقصى، بعد واقعة تبادل إطلاق النار بين المرابطين بالمسجد وعناصر من الشرطة الصهيونية. وماذا تنتظرون من عباس الذى يحصل على إذن سفر من السلطات الصهيونية قبل أن يتحرك؟

 

وأما نتن ياهو, وعلى طريقة حكام العرب العاربة والمستعربة، وبعد فشله في حصار المسجد الأقصى، فقد صب جام غضبه على قناة الجزيرة، وهدد بإغلاق مكتبها في القدس، واتهم القناة بالتحريض على العنف خلال تغطيتها قضية المسجد الأقصى. وهذا بنظري شرف للجزيرة أن يهاجمها نتنياهو ومن على شاكلته من صهاينة العرب.

 

 

أضف تعليقك