شيع آلاف الأردنيين جثمان الفتى «محمد الجواودة» الذي قتل، الأحد الماضي، برصاص ضابط أمن صهيوني يعمل في السفارة الإسرائيلية بعمان.
وأطلق المشاركون في الجنازة هتافات طالبت بالقصاص من قاتل «الجواودة» والكشف عن نتائج التحقيق، كما طالب أردنيون غاضبون حكومة بلادهم بإغلاق سفارة «الكيان الصهيوني» وطرد سفيرها من البلاد.
وأدى المصلون صلاة الجنازة على «الجواودة» في ساحة بمنطقة دوار الشرق الأوسط في عمان، ليوارى بعدها الثرى في مقبرة أم الحيران.
وأثناء توجههم مشيا على الأقدام إلى المقبرة، التي تبعد بنحو كيلومتر عن الساحة التي شهدت صلاة الجنازة، علت أصوات المشيعين بهتافات منددة بـ«إسرائيل»، تطالب بإغلاق سفارتها في عمان وطرد سفيرها، رافعين صور «الجواودة»، والعلمين الأردني والفلسطيني.
وهتف بعضهم بعبارات من قبيل «لا سفارة إسرائيلية.. على الأرض الأردنية»، و«لا سفارة ولا سفير.. والرابية (منطقة وجود السفارة بعمان) بدها تحرير».
كما هتفوا للقدس والمسجد الأقصى الذي تعرض في الأيام الأخيرة لانتهاكات إسرائيلية، مرددين «عالقدس رايحين.. شهداء بالملايين»، و«بالروح بالدم.. نفديك يا أقصى».
من جهته، صرح والد الأردني «محمد الجواودة الدوايمة» (16 عاما)، بأنه يعتبر ابنه فداء للمسجد الأقصى شريطة إزالة البوابات الإلكترونية ورفع الأذى عن المصلين.
وأشار «الجواودة» إلى أنه التقى وزير الداخلية «غالب الزعبي»، أول أمس الاثنين، في مقر الوزارة، وقال: «أكدت له في نهاية اللقاء عن تنازلي عن كافة حقوقي في قضية استشهاد ابني في السفارة الإسرائيلية بعمان، لقاء أي تسوية سياسية مع الأردن، منها إزالة البوابات الإلكترونية عن مداخل المسجد الأقصى، أو استبدال القاتل الإسرائيلي بـ16 أسيرا أردنيا معتقلين في سجون الاحتلال».
وعبر «الجواودة» عن شعوره بالاستفزاز الشديد بعد مشاهدة فيديو لقاء يجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» مع قاتل ابنه، وقال: «لم تظهر على القاتل أي آثار عنف تشير لتعرضه لطعن».
وطالب «الجواودة» الأجهزة الأمنية والحكومة بإطلاعه على تفاصيل التحقيق.
وكان رجل الأمن الإسرائيلي القاتل تلقى مكالمة هاتفية من «نتنياهو»، ونشر رئيس الحكومة الإسرائيلية تسجيلا صوتيا للمكالمة، حيث أكد لرجل الأمن أنه وفى بوعده وأعاده إلى بلاده، في حين أكد القاتل أنه شعر أن دولة بأكملها تقف من خلفه.
وكانت «إسرائيل» رفضت السماح للسلطات الأردنية بالتحقيق مع رجل الأمن الإسرائيلي، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن رجل الأمن الإسرائيلي الذي قتل الأردنيين يحظى بحصانة من التحقيق والاعتقال حسب وثيقة فيينا.
وتزامن عودة طاقم السفارة إلى «إسرائيل» مع إعلان الأمن العام الأردني انتهاء التحقيقات في الحادث الذي وقع بمبنى السفارة في عمان وأسفر عن مقتل الفتى «محمد الجواودة»، والطبيب «بشار حمارنة» مالك العقار الذي يقيم فيه رجل الأمن الإسرائيلي الذي أطلق النار عليهما.
أضف تعليقك