سلط موقع "أن أر دى" الألماني، الضوء على الأوضاع في مصر بعد هجوم "الغردقة"، الذي راح ضحيته سائحتان ألمانيتان، حيث قال: "إن حالة من الضياع والحيرة تسيطر على الأجواء العامة في مصر"، متوقعًا انتكاسة جديدة لقطاع السياحة في مصر في الفترة المقبلة.
وأضاف الموقع، في تقريره، أن حادث "الغردقة" يعد مؤشرا على تغير تنظيم "داعش" خططه الإرهابية في مصر، فبعد استهدافه قوات الأمن والأقليات الدينية، اتجه بقوة إلى ضرب الأجانب، وهذا لعلم التنظيم أهمية السياحة بالنسبة لمصر، حيث تعد أهم ركائز الاقتصاد المصري، لذا فهجوم "الغردقة" بداية لضربات أخرى، الهدف منها زعزعة استقرار البلاد والوصول إلى كرسي "الحكم" .
وفي السياق ذاته، عبر عمدة بينس، ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كلاوس سيمان، عن حزنه وغضبه الشديد إزاء ما حدث للسائحتين الألمانيتين في الغردقة، حيث قال عبر تويتر: "غضب، وحزن وذهول، هذا ما أشعر به حاليًا" وقدم عميق تعازيه لأسر وأصدقاء الضحايا.
كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن "الحادث صدمة لنا للأسف، تاركًا حالة من الغضب في الداخل الألماني، وبرغم كل ما قيل من الجهات الرسمية وغير الرسمية، ألا أن الحقيقة هي أن حادث الغردقة موجه ضد الأجانب تحديدًا، بينما العاملون في السفارة الألمانية والطلاب المتواجدين في القاهرة، فنحن على اتصال دائم مع السلطات المصرية لتأمينهم".
ومن جهة أخرى، كشف الموقع عن تفاصيل الساعات الأخيرة لمنفذ الهجوم، موضحًا أنه وصل صباح يوم الجمعة بالحافلة إلى الغردقة، وقد اشترى سلاح الجريمة من هناك، داعيًا أنه ذهب إلى الغردقة للعثور على فرصة عمل جيدة، كما انه شاهد قل وقوع الجريمة مباشرة يتحدث باللغة الألمانية مع اثنين من النساء للخروج من الغرفة ثم قام فيما بعد بطعنهم بالسكين على الشاطئ الخاص للمنتجع، قبل أن يتم القبض عليه، وفقًا لشهود العيان في منتجع " "صني ديز البلاسيو" .
في حين أكد المتهم البالغ من العمر 28 عامًا، في التحقيقات، أنه لا ينتمي إلى أي مجموعات إرهابية أو سياسية، وأنه جاء من شمال الدلتا للغردقة بحثًا عن العمل، في حين أفادت مصادر أمنية بأنه المشتبه به قد عاش لمدة سبعة أشهر في المملكة العربية السعودية، ولم ينزل البلاد سوى من فترة قريبة.
وتكبدت مصر خسائر فادحة في القطاع السياحي منذ قيام ثورة يناير 2011، حيث حقق قطاع السياحة ذروة إيراداته خلال 2010 بنحو 12.5 مليار دولار، إلا أنها تراجعت خلال 2011 إلى 8.9 مليارات دولار، ثم عاودت الصعود إلى 10 مليارات دولار في 2012، قبل أن تتهاوى إلى 5.9 مليارات دولار في 2013 ونحو 7.3 مليارات في 2014 و6.1 مليارات في 2015، ونحو 3.4 مليارات دولار في 2016.
وكانت ذروة الانخفاض في الدخل السياحي، خلال السنوات الثلاث الأخيرة منذ انقلاب الثالث من يوليو، التي سجلت خسائر تقدر بنحو 22.6 مليار دولار بنسبة 62.4% من إجمالي خسائر السنوات الست الماضية.
واختتم الموقع تقريره، معلقًا أن الحادث الأخير من شأنه التأثير بشكل سلبي على السياحة في مصر، لافتًا إلى أن صمت حكومة الانقلاب إلى الآن لن يصب في صالح أحد، حيث ينبغي إعلان الحقائق الكاملة في اقرب وقت؛ لأن التعتيم لن يساعد في المحافظة على الوضع القائم، خاصة مع انفتاح العالم وانتشار الأخبار.
أضف تعليقك