تمر اليوم الذكرى الرابعة لمذبحة "الحرس الجمهوري" والتي عرفت "بمذبحة الساجدين" من أنصار الرئيس الشرعي المنتخب د. محمد مرسي وراح ضحيتها عشرات المتظاهرين، على يد القتلة من ضباط الجيش والشرطة أمام نادي ضباط الحرس الجمهوري.
ليبقى ما حدث بمجزرة الحرس الجمهوري، نقطة فاصلة في تاريخ مصر، فقد ظهرت حقائق حاول الكثير أن يخفيها عقودا طويلة؛ ولكن رصاصات الحرس الجمهوري كان صوتها أعلي من الجميع وأعلنت أن ما يسمي جيش مصر لم يعد أبدا جيشها.
أحداث المذبحة
وتعود الأحداث لفجر يوم الخامس من يوليو لعام 2013، البداية كانت مع قيام الآلاف من أنصار الرئيس الشرعي محمد مرسي فى الزحف نحو مبنى دار الحرس الجمهوري بمدينة نصر للمطالبة بالإفراج عن الرئيس الذي كان وقتها محتجزًا داخل النادي، وعودته للحكم وظلت تلك التظاهرات سلمية طيلة 4 أيام لم يحدث فيها أي شكل من أشكال العنف .
فجر اليوم الخامس وبالتحديد يوم 8 يوليو فوجئ المتظاهرون بهجوم من قبل قوات الأمن وبمشاركة قوات الحرس الجمهوري، حسبما أظهرت مقاطع مصورةـ وشهود العيان ، ولم يشفع للضحايا حينها أنهم يؤدون صلاة الفجر فكانت الرصاصات فاصلًا بينهم وبين الحياة الدنيا.
وكانت بداية التحرك مع وصول معلومات آنذاك لأنصار مرسي داخل اعتصام رابعة بأن الرئيس مرسى محتجز داخل دار الحرس الجمهوري من قبل قوات الجيش، الأمر الذي دفع المنصة وبالتحديد يوم 3 يوليو فى مطالبة أعداد كبيرة من المعتصمين فى الزحف نحو دار الحرس الجمهوري.
ورغب جيش الانقلاب فى نقل الرئيس مرسى لمكان آخر، فقرر التخلص من جموع المتظاهرين ليبدأ يوم 6 يوليو فى مخاطبتهم، بنقل الاعتصام لحيوية المنطقة وخطورتها، لكن أنصار شرعية الرئيس مرسي لم يتراجعوا عن موقفهم، وإزاء هذا الإصرار، تحرك الجيش لاستخدام القوة، وفض الاعتصام باستخدام قوات الأمن المركزي، واختيرت ساعة الفض مع حلول فجر يوم الثامن من يوليو لتستمر عدة ساعات وسط إطلاق الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش والرصاص الحى ليسقط بسببها قرابة 80 ضحية وحوالى 435 مصابًا .
واستمر انطلاق الرصاص الحي تجاه المتظاهرين لساعات سقط خلالها العشرات من الشهداء من مؤيدي شرعية الرئيس محمد مرسي، ووردت معلومات بمقتل 42 شخصًا و322 مصابًا من مؤيدي مرسي، بالإضافة إلى مقتل جندي و40 جريحًا.
وتعرض المئات للاعتقال وتم توجيه لهم تهم التجمهر والبلطجة والتعدي على أفراد جيش الانقلاب بالإضافة إلى الاختفاء القسري لعدد من المتظاهرين ومنهم أحد الطلاب ويدعى عمرو إبراهيم عبدالمنعم، الطالب بأكاديمية طيبة بالمعادي للهندسة، والذي أفاد والده أنه تم قد تم اختطافه من قبل قوات الأمن عقب أحداث الحرس الجمهوري، حيث تواردت أنباء عن تواجده في سجن وادي النطرون، ومن ثم نقله بعدها إلى سجن العازولي العسكري في الإسماعيلية، وسط إنكار قوات الأمن لمكان احتجازه.
شهداء المذبحة
سقط فى المذبحة قرابة 80 ضحية بينهم 5 أطفال وكان أبرز من سقطوا فى تلك الأحداث الدكتور ياسر طه عضو هيئة التدريس بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة، وعدى حاتم طالب بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة، وعلاء أمين طالب بكلية الطب جامعة الأزهر بأسيوط، وخالد سعيد طالب بكلية هندسه جامعة الأزهر بالقاهرة، كما سقط المصور أحمد عاصم لم يكونوا هؤلاء هم الضحايا فقط بل كانت هناك عشرات أخرى سقطت فى تلك الأحداث.
وأكد حقوقيون أن ملف مجزرة الحرس الجمهورى موثق من الألف إلى الياء عبر صور وفيديوهات ووثائق ومستندات ولكن لم يتم فتح أى تحقيق فى الحادث حتى الآن، مؤكدين أنهم سينتظرون سقوط الانقلاب لفتح الملفات بحسب قولهم.
ولا ينسى المصريون كل المجازر التى ارتكبت منذ 30 يونيو كالحرس الجمهوري، وفض اعتصامى رابعة والنهضة، وأحداث رمسيس وأحداث ذكرى ثورة 25 يناير، والتي تم توثيقها بالصور الفيديوهات والوثائق والمستندات ولكنها تنتظر ثورة جديدة لبدأ التحقيق فيها.
أضف تعليقك