• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي عام 2013 ضد الرئيس الشرعي المنتخب د. محمد مرسي، يحرص السيسي على تمثيل دور الطيب الرحيم بالبسطاء، في محاولة منه لإضفاء الشرعية على وصوله للحكم على جثث ودماء المصريين.

وكانت آخر تمثيليات السيسي التي بالغ إعلام الانقلاب في الاحتفاء بها، هو توجه دعوة شخصية من السيسي لـ28 مواطنًا من محافظات مختلفة وحي الأسمرات، لتناول الإفطار معه في استراحته الخاصة، وذلك ضمن مبادرة أطلق عليها إعلام الانقلاب "عزومة الرئيس".

ولم تتوقف وسائل إعلام الانقلاب في المبالغة في وصف السيسي المتواضع الذي يتناول إفطاره مع المواطنين البسطاء، دون الالتفات إلى أن مثل هذه المشاهد التمثيلية لم تع مرغوبة أو مصدقة من جانب الشعب المصري.

وتوالت التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي من "العزومة"، حيث أثار مشهد وضع  عدد من التكييفات الصحراوية خلف السيسي حالة من السخرية، خاصة أنهم في مكان كبير مفتوح لا يحتاج لمثل هذه الأمور . 

ليست التمثيلية الأولى 

لم تكن عزومة السيسي لمواطنين هي التمثيلية الأولى التي حاول السيسي من خلالها استدرار عطف المصريين، ففي يوليو 2014، تم ترتيب مشهد كان الهدف منه استدرار أموال المصريين وليس عطفهم فقط، حيث استقبل قائد الانقلاب الحاجة زينب صاحبة الـ90 عامًا، التى تبرعت بقرطها الذهبى لصندوق "تحيا مصر"، بقصر الاتحادية.

وصورت كاميرات إعلام الانقلاب المشهد، حيث تحدثت الحاجة زينب مؤكدة أنها كانت تتمنى ما هو أكثر من ذلك لتتبرع به، وأشاد وقتها السيسى بما أطلق عليه " الروح الإنسانية المثالية التى تتحلى بها الأم زينب، كما لقبها أثناء اللقاء، مؤكدًا لها أن ما تبرعت به هو أغلى من كنوز الدنيا لدى مصر والمصريين، مشيرًا إلى أن الحاجة زينب هى المثال والمعدن الأصيل للشعب المصرى، الذى يناصر بلاده وقت الشدة"، وغير ذلك من جمل إنشائية بالغ في إطلاقها أمام الكاميرات.

فطار غيط العنب

وفي أغسطس 2016 تناول قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى، طعام الإفطار مع أحد الأسر البسيطة بغيط العنب، وصورته وسائل الإعلام الموالية للانقلاب حوار دار بينهم، فى حضور وزير دفاع الانقلاب. 

وكشف نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي أن إفطار رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، بحضور وزير الدفاع صبحي صدقي، مع أسرة بسيطة، في افتتاح تطوير منطقة "غيط العنب" بالإسكندرية، الاثنين، الذي تحدث عنه الإعلام المصري بتوسع، ونشر صوره، يكلف الأسرة المصرية ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف جنيه شهريا، كمتوسط، وهو ما لا تستطيعه أغلبية المصريين ذات الدخول المتوسطة.

وتتبع النشطاء الصور التي نشرتها مؤسسة الرئاسة على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، وقدروا أن التكلفة التقديرية للوجبة، بحسب المكونات التي ظهرت فيها، وصلت إلى نحو سبعين جنيها لعدد سبعة أشخاص، من بينهم رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وثلاث نساء وطفلتان.

واشتملت مكونات وجبة الإفطار "البسيطة"، على حد وصف الإعلام الموالي للانقلاب، على حزمتين من الجرجير، ونصف كيلو جبن أبيض، وربع كيلو جبن رومي، وبيض مقلي بالطماطم "شكشوكة"، وبيض مسلوق، وزيتون مخلي، وخبز بلدي، وطعمية بالسمسم، وثلاثة أطباق من الفول البلدي المدمس، وطماطم، وخيار، وباذنجان مقلي، وحلاة طحينية، وزجاجتين من المياه المعدنية، بحسب الصور.

وقال النشطاء إن الأسرة المكونة من سبعة أشخاص إذا قامت بتناول هذه الكميات نفسها، التي ظهرت في إفطار السيسي، فسوف يتراوح إفطار الأسرة الواحدة بين ستين ومئة جنيه، وبالتالي سوف يتجاوز ألفي جنيه شهريا لوجبة الإفطار فقط، موضحين أنه -وفقًا للأسعار المتداولة بالأسواق- تبلغ تكلفة إفطار السيسي هذا المبلغ.

وسردوا التفاصيل كما يلي: ربع كيلو جبن رومي 15 إلى بـ20 جنيها، و3 أطباق فول بـ5 جنيهات، وربع كيلو جبن أبيض بـ10 جنيهات، وربع كيلو زيتون أسود كالاماتا بقيمة بين 5 إلى 17 جنيها ونصف الجنيه، و10 أرغفة خبز مدعم بـ5 جنيهات، و10 أقراص طعمية بالسمسم بـ5 جنيهات، و10 بيضات بـ11 جنيها، وخيار وجرجير وطماطم بنحو 5 جنيهات، وشكشوكة بيض مقلي بالطماطم بتكلفة 8 جنيهات، وباذنجان مقلي بقيمة 3 جنيهات، وعشرة جنيهات ثمن زجاجتي مياه معدنية شركة صافي (المملوكة للجيش)، وبجمع هذه التكلفة تصل إلى 100 جنيه.

 

 

أضف تعليقك