حزب النور (البرهامي) الذي اقترف كل الموبقات والخطايا، بذريعة فقه الموازنات ومراعاة المصالح والمفاسد والمآلات، واختيار أخف الضررين، وباقي مفردات قاموس الخداع والخيانة، والذي هتف كبيرهم يوما قائلاً: إن شرعية الرئيس مرسي خط أحمر، ومع ذلك شارك حزبه في الانقلاب على الرئيس وشرعيته، وظهر (مُرّتُهم) ـ جلال مرة ـ في الصفوف الخلفية أثناء تلاوة بيان الانقلاب، وكما شارك بعد ذلك في وضع دستور الدم، وأيد كل ما جاء فيه، وتخلى عن كل ما أثاره عن مواد الهوية والشريعة الإسلامية، التي صدّع بها رؤوسنا عند صياغة دستور الثورة عام 2013، ومع ذلك خرج علينا أحد أفاكيهم ليقول لنا: نحن حافظنا على الهوية الإسلامية فى الدستور.
كما أن حزب النور أيد انتخاب الطاغية، لأنه الإمام المتغلب، الذي تجب طاعته، ولا يصح الخروج عليه، بل وصل الأمر بأحد أفاكي الحزب إلى القول بأن زعيم عصابة الانقلاب يسير على منهج الأنبياء والرسل، كما شارك الحزب فى مهزلة انتخاب برلمان العسكر، ظنا منهم بأنهم سيكونون البديل لجماعة الإخوان المسلمين، ولكن بعد فضيحتهم، خرج زعيمهم ليستخدم شماعة الإخوان مبررا فشله، على طريقة الإعلام الانقلابي قائلا: إن إعلام الإخوان موجه ضدنا توجيهًا هائلاً أمام الشباب المتدين عمومًا من خلال قنواتهم الفضائية، مع الاستمرار في دعوة الشباب إلى الانصراف عن الانتخابات!!
وأخيرا كان موقف حزب النور المخزي في تأييد اتفاقية بيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، بزعم أن موقف الحزب المؤيد لبيع الجزيرتين جاء بعد الإطلاع على المستندات والوثائق !! موقف حزب النور هذا ذكرني بالدعابة التي تقول أن حزب النور اقترف كل الموبقات، من أن رجلا قال لزوجته يوماً، نريد أن نجري اختبارا لابننا للاطمئنان على مستقبله، وماذا سيكون عمله، فاتفق الزوج مع زوجته على وضع مصحف ومائة دولار وقارورة خمر على طاولة، وينظرا كيف سيتصرف حيال هذه الأشياء الموضوعة على الطاولة، فإذا أخذ المصحف فسوف يكون صالحاً، ولو أخذ المائة دولار سيكون رجل أعمال، ولو أخذ قارورة الخمر فإنه سيكون فاسداً، وعندما جاء ابنهما نظر إلى الأشياء الموجود على الطاولة، فأخذ المصحف ووضعه تحت إبطه، ووضع المائة دولار فى جيبه، وفتح قارورة الخمر فتذوقها فأعجبته فحملها معه ودخل حجرته، وهنا قالت الزوجة لزوجها بلهفة: ماذا سيكون ابننا؟ الزوج لطم على وجهه، وصاح في وجه زوجته، هذا ما كنت أخشاه، الزوجة ماذا فى الأمر؟ الزوج: ابنك هيكون تبع حزب النور يا هانم!! فقد أعلن حزب النور تمسكه بسعودية الجزيرتين "تيران وصنافير" تمشياً مع توجهات النظام الانقلابي، وإعلامه وجنرالاته، أعلن الحزب رفضه لأي تصريحات تصدر من نوابه، فقد قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب: أن كلام الدكتور أحمد العرجاوي نائب الحزب، بشأن أن جزيرتي "تيران وصنافير" مصريتان، يعبر فقط عن وجهة نظره الشخصية، ولا يمثل رؤية حزب النور أو توجهه!!
وفي خطبة عصماء في البرلمان قال: لا يمكن أن تبنى الأوطان على تفريط في جزء منها، كما لا يمكن أن تقوم على اغتصاب حقوق الغير، إذا ثبت ذلك، وكما نقول إن الأرض عرض، فرد الحقوق لأصحابها فرض إذا ثبت ذلك، وإن الحزب وافق على الاتفاقية بعد الإطلاع على المستندات والوثائق، ولا نملك نحن ولا السلطة التنفيذية ولا الشعب التنازل عن جزر من إقليم الدولة، كما لا نقبل في ذات الوقت اغتصاب حقوق الدول العربية الشقيقة، وكانت اللجنة القانونية للحزب أصدرت بيانا أيدت فيه التنازل عن الجزر للسعودية وأكدت أن ذلك يعد من أعمال السيادة التي يتاح فيها للرئيس التصرف!!
وهنا نتساءل: كيف كان سيكون موقف حزب النور لو كان مَن باع الجزيرتين هو الرئيس مرسي؟ وهل كان الحزب سيعتبر ذلك مِن أعمال السيادة أم أنه كان سيعتبرها أخونة للجزر؟ وما مصير حكم القضاء الشامخ بإبطال اتفاقية بيع الجزيرتين، بحكم بات ونهائي؟ وهل لو كان ذلك زمن الرئيس مرسي كانت ستكون هي والعدم سواء كما زعم عبد العال؟؟ لأنها كانت ستعتبر تدخلا فى أحكام القضاء، وأنه لا يجوز التعقيب على أحكام القضاء؟
وعلى ما يبدو أن تبريرات حزب النور لتأييد اتفاقية بيع الجزيرتين للسعودية لا تختلف كثيرا عن خطاب "عمار علي حسن" الذي وصفه بالأسئلة الحرجة لقائد عصابة الانقلاب، مع العلم أنه من الذين فضلوا حكم البيادة، لتقويض التجربة الديمقراطية لأنها جاءت بالإسلاميين، وكيف كان هؤلاء يخاطبون الرئيس المنتخب بأحط الألفاظ، مع قدْر كبير من السباب والشتائم، لأن الرئيس محمد مرسي لم يكسر قلماً ولم يعتقل صحفياً، ولم يحجر على رأي مهما تجاوز حدود الأدب واللياقة، واليوم يخرج علينا ليدعي بطولة سياسية كاذبة، مع العلم أن سيده راض عن دوره مع زمرة الفاسدين الذين أدوا دورهم فى التحريض على الرئيس المنتخب، وجماعة الإخوان !!
أضف تعليقك