لم يكن شهر رمضان المبارك سببًا في إيقاف حملات الاعتقالات المسعورة التي تقوم بها سلطات الانقلاب ضد أناء محافظة الشرقية الأحرار، بل على العكس اتسعت دائرة الاعتقالات وزادت وتيرتها خلال الشهر الكريم.
كما تزايدت الانتهاكات ضد المعتقلين في سجون الانقلاب، لتشمل الحرمان من طعام الإفطار والزيارات لمقابلة الأهل والتعذيب في أوقات الصوم وغيرها من وسائل العسكر المعهودة لكسر صمود الأحرار.
اعتقالات بمعظم المراكز
وتأكيدًا على ازدياد وتيرة الاعتقالات خلال شهر رمضان، شنت قوات أمن الانقلاب حملة مكبرة داخل قرى مركز الزقازيق، وأسفرت عن اعتقال أحمد سعيد الطالب بالصف الثاني الثانوي، والمقيم بقرية غزالة التابعة لمركز الزقازيق.
ويعاني أحمد سعيد من بعض الأمراض، وأثناء أخذ "المحلول"، اقتحمت داخلية الانقلاب المنزل وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة.
ويوم الخميس الماضي، قامت سلطات الانقلاب باعتقال طالب وموظف مع نجليه من قرية غزالة بمركز الزقازيق، وتم اقتيادهم إلى جهة غير معلومة بدون وجه حق.
وقال شهود عيان من الأهالي: إن حملة لمليشيات أمن الانقلاب داهموا عددًا من القرى، واقتحموا بيوت الأهالى وحطموا أثاثها، وقاموا باعتقال كلا من محمد صابر عبدالعظيم طالب بكلية حقوق ومقين بهرية، وسيد عبالعال موظف بهيئة البريد وولديه عبدالله السيد عبدالعال، وأحمد السيد عبدالعال من منزلهم.
كما اعتقلت قوات أمن الانقلاب، المهندس عصام عبد القادر، مدير شركة للبرمجيات بالزقازيق من داخل مقر شركته، إضافة إلى عدد من العاملين بالشركة دون سند من القانون، وتم اقتادتهم لجهة غير معلومة حتى الآن.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الانقلاب اقتحمت مقر الشركة بالقرب من موقف المنصورة بالزقازيق، أمس قبيل الإفطار، وصادرت جميع الأجهزة واختطفت الموجودين بمقر الشركة، وبينهم مديرها و6 آخرين منهم الشاب محمد أحمد محمد السيد الطالب بجامعة الزقازيق والمفرج عنه مؤخرًا من سجون الانقلاب بعد اعتقال للمرة الثانية دون سند من القانون على خلفية اتهامات ملفقه تم تبرئته منها.
واعتقلت قوات أمن الانقلاب أحد شباب مدينة القرين واقتادته لجهة غير معلومة دون سند من القانون، في إطار حملات الاعتقال التعسفي التي لم تتوقف.
وأوضحت أسرة صالح أحمد محمد "19 عامًا"، حاصل على دبلوم صنايع أن قوة تابعة لأمن الانقلاب داهمت منزلهم الكائن بمنطقة الفيران بمدينة القرين فجر الجمعة، وروعت الأطفال والنساء وقامت باختطاف نجلهم.
وفي 5 يونيو الجاري، قامت قوات أمن الانقلاب باعتقال المحامي زكريا عبد العزيز أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المعتقلين بمدينة القرين واقتادته لجهة غير معلومة.
كما قامت سلطات الانقلاب باختطاف الطالب سعيد أحمد محمد الديداموني - 17 عامًا- ثانيه ثانوي - من قريه هربيط بمركز أبوكبير؛ حيث تم اعتقاله من مدينة الصالحية واقتياده لمكان غير معلوم، وقد حمّلت أسرته داخلية الانقلاب المسئولية الكاملة عن سلامته، مطالبة بالإفصاح عن مكان احتجازه وسرعة الإفراج عنه.
وفي بلبيس اعتقلت ميليشيات العسكر، أحمد عطية الجوسقى، المقيم ببلبيس، أثناء عودته من عمله في القاهرة، وما زال تحت قيد الاختفاء القسري، بدون سند قانونى.
وتواصل قوات الانقلاب بالعاشر من رمضان حملتها المسعورة ضد الثوار، حيث قامت باعتقال اثنين من المدينة، الثلاثاء الماضي أثناء الإفطار، وتم إخفاؤهما قسريًا ولم يستدل على مكانهما حتى الآن.
وأسفرت الحملة عن اعتقال الشيخ أحمد علي والد الشهيد علي أحمد علي من المجاورة 31 ، بالاضافة إلى اعتقال الشاب أحمد العميد أثناء تصوير وتوثيق جريمة داخلية الانقلاب، ضد المعتقل.
انتهاكات ضد المعتقلين
من جهة أخرى لاتتوقف سلطات الانقلاب عن انتهاكاتها لكل الأعراف والقوانين ضد المعتقلين، حيث دخل المعتقلون بقسم أول مدينة الزقازيق بالشرقية في إضراب عن الطعام، رفضًا للانتهاكات والجرائم التي ترتكبها إدارة السجن ضدهم، والتي تتصاعد دون استجابة لشكواهم من سوء الأوضاع والمعاملة.
وذكر عدد من أهالي المعتقلين أن سوء المعاملة أصبح السمة المميزة للسجن؛ حيث يتم منع دخول الدواء والعلاج لأصحاب الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى عدم صلاحية السجن كمكان للاحتجاز؛ هو أهم الأسباب التي دفعت المعتقلين للدخول في الإضراب عن الطعام.
وناشد الأهالي منظمات حقوق الإنسان توثيق هذه الجرائم واتخاذ الإجراءات التي من شأنها رفع الظلم الواقع على ذويهم، وتوفير معايير سلامة وصحة الإنسان، مؤكدين أنهم سوف يطرقون كل الأبواب لفضح تلك الممارسات؛ حتى حصولهم على حقوقهم وضمان سلامتهم.
قالت أسرة المعتقل عبد الرحمن أسامة العقيد "29 سنة"لقرية السماعنة التابعة لمركز فاقوس، إن نجلها معتقل منذ 2014 وتم تلفيق قضية له حكم عليه فيها بالسجن 3 سنوات بتاريخ 9 أبريل الماضي، وبحساب فترة الحبس الاحتياطي فهو قد أنهى فترة محكوميته.
وأضافت الأسرة، في بيان لها، أن نجلها انتقل لقسم التجمع الأول لإتمام إجراءات الخروج بتاريخ 13 أبريل هو وبقية المعتقلين معه في نفس القضية، ولكن المفاجأة أن جميع من معه تم خروجهم إلا هو.
وأوضحت أسرته أن والدته ذهبت لزيارته في القسم يوم الثلاثاء 6 يونيو الجاري، ولكنهم أنكروا وجوده.
وحمَّلت أسرته داخلية الانقلاب المسئولية الكاملة عن حياته مطالبة المنظمات الحقوقية المحلية والعالمية للتدخل لمعرفة مصير نجلها والإفراج عنه.
أضف تعليقك