وصف الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك ما قامت به كل من السعودية والإمارات والبحرين من حصار ومقاطعة قطر بأنه عمل طفولي وممارسة كوميدية ساخرة بامتياز.
جاء ذلك في مقال له بصحيفة إندبندنت البريطانية، قال فيه إن الأزمة الراهنة بالخليج، تثبت أمرين؛ أولهما استمرار الدول العربية في التعامل بشكل طفولي، وثانيهما انهيار الوحدة الإسلامية. ووصف فيسك القطيعة التي فرضتها السعودية وحلفاؤها المقربون على قطر، تحت ذريعة مواجهة "التطرف"، بممارسة كوميدية تشبه الأعمال الكوميدية لشكسبير.
وفن فيسك اتهامات السعودية لقطر بالإرهاب، لافتا إلى أنه لو كان بعض المواطنين القطريين موجودين بصفوف تنظيم "داعش"، فإن المواطنين السعوديين يقاتلون أيضًا في صفوف التنظيم.
وأضاف: وبالنسبة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، يشير فيسك، إلى أنه لم يكن يوجد على متن الطائرات التي نفذت الهجمات أي مواطن قطري، وأن أغلب من نفذوها كانوا يحملون الجنسية السعودية، وأن زعيم تنظيم "القاعدة" السابق، أسامة بن لادن، لم يكن مواطنًا قطريًا بل كان سعوديًا. ومن المفارقات المضحكة التي استحضرها فيسك في حملة الحصار التي تقودها السعودية، قال إن اليمن قررت غلق مجالها الجوي مع قطر، وهو ما يستدعي التساؤل حول طريقة تنفيذ ذلك، علمًا بأن اليمن لا تمتلك طائرة واحدة في الخدمة لربط مجالها الجوي، ناهيك عن القيام بإغلاقه.
وتساءل: كل مقاطعة المالديف لقطر مرتبطة بوعود سعودية بتقديم قرض يمتد لخمس سنوات بقيمة 300 مليون دولار للمالديف، واقتراح استثمارات سعودية أخرى بالبلاد، مشيرًا إلى أأن عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين انضموا للقتال بصفوف تنظيم "داعش" بسوريا والعراق قدموا من المالديف.
وأوضح الكاتب البريطاني الشهير السبب الحقيقي للحصار - من وجهة نظره - بأنه وجود مخاوف بالخليج بشأن طموحات قطر الإقليمية، لا سيما لجهة تمويل إعادة إعمار سوريا؛ ما قد يجعلها تحت السيطرة الاقتصادية القطرية، وهذا سيمكن قطر من توسيع نفوذها بسوريا، التي ترغب عدد من شركات النفط بأن تصبح أراضيها ممرًا لخط أنابيب نفط من الخليج إلى أوروبا مرورًا بتركيا، أو من ميناء اللاذقية.
أضف تعليقك