تزامن يوم 13 رمضان مع وقوع أحداث تاريخية كان على رأسها وصول الخليفة عمر بن الخطاب إلى بيت المقدس عام 15 هجرية، وإقامة أول صلاة جمعة بجامع الجيوش بجبل المقطم عام 484 هجرية، و وفاة محمد علي باشا عام 1256 هجرية، ووفاة صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة في مصر عام 1381 هجرية.
ويقول وسيم عفيفي الباحث في التراث، إنه في مثل هذا اليوم من العام 15 هجرية دخل عمر بن الخطاب القدس، وحينما دخل بحث عن كعب الأحبار الذي كان يهوديًّا ثم أسلم، وسأله عن مكان الصخرة أي المسجد الأقصى.
فتح عمر بيت المقدس وتحقق موضع الصخرة وأمر بإزالة ما عليها من أتربة حتى قيل: إنه كنسها بردائه، وفعل ذلك معه الصحابة والتابعون، ودخلوا جميعا إلى الساحة وصلى عمر في محراب داود ركعتين تحية المسجد، ثم انقضى الليل، وجاء الفجر، فأَذَّنَ المؤذن لصلاة الفجر، وهي أول مرة يُؤَذَّن فيها في القدس الشريف.
صلَّى عمر بن الخطاب بالناس، وصلى الركعة الأولى بسورة (ص) وسجد فيها سجدة داود، وصلى في الركعة الثانية بسورة الإسراء، وبعد الصلاة عادوا لتنظيف بقية أنحاء المسجد، ثم قرر المسلمون بناء المسجد الأقصى، لأنه كان مجرد سور، بداخله مساحة واسعة فقط.
في 13 رمضان عام 484 هجرية أقيمت أول صلاة جمعة في مسجد زاوية الجيوشى، وهو أول المساجد التي بنيت بالحجر بالقاهرة، وتعود أهميته المعمارية لمئذنته التي تعتبر أقدم المآذن الفاطمية القائمة بمصر، كما يحتوي على قدر كبير من الزخارف الرائعة، ويطل على القاهرة من أعلى قمة جبل المقطم.
يحمل المسجد رقم 304 في أعداد الآثار الإسلامية، بناه بدر الجمالي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر سنة 478هـ (1085م) على حافة جبل المقطم خلف القلعة، ويرجع تسميته إلى أمير الجيوش بدر الجمالي هو أبو النجم بدر الجمالي، كان مملوكا أرمني الأصل اشتراه جمال الدولة بن عماد ولذلك عرف بالجمالي، ترقى في الخدمة حتى تولى إمارة دمشق سنة 455 هـجرية.
محمد علي
في مثل هذا اليوم من العام 1256 هجرية توفي محمد علي باشا حاكم مصر .
محمد علي من مواليد 1 مارس عام 1769 بمدينة قولة، كان والده إبراهيم أغا من أسرة ذات أصل ألباني، وقد صاهر والده أسرة شوربجي محافظ قولة، وعين لذلك رئيسًا للحرس الخاص بحراسة الطرق.
توفيت والدة محمد علي وهو في السادسة من عمره، ومات كل إخوته في حياة أبيه، كان له سبعة عشر أخًا توفوا في حياة والدهم.
لم ينل أي قسط من التعليم، وشرع في تعلم القراءة والكتابة وهو في الخامسة والأربعين من عمره، عمل في تجارة الدخان، ولما بلغ محمد علي سن الـ 10 من عمره، أشركه معه في تجارة الدخان، كما أنه خلف والده في رئاسة الجنود غير النظاميين.
هجرته زوجته أمينة بسبب مذبحة القلعة، حيث أدانت المجزرة التي ارتكبها في المماليك وامتنعت عنه طول حياتها.
تعرض محمد علي في أواخر حياته التي شارفت على الثمانين للمرض وأصيب بضعف في قواه العقلية وضعف ذاكرته، ولم يعد في استطاعته الاضطلاع بأعباء الحكم، وفي عام 1848 نشرت الوقائع المصرية في العدد رقم 113 الصادر في الخامس من جمادى الثاني أنه نظراً لمرض محمد علي فقد تشكل مجلس فوق العادة تحت رئاسة إبراهيم باشا لتسيير دفة أعمال الحكومة، واجتمع الديوان في 24 من شوال بحضور العلماء والمشايخ وأشراف البلد، وقرر تعيين إبراهيم باشا والياً على مصر في أبريل عام 1847.
في مثل هذا اليوم من العام 1381 هجرية توفي صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة في مصر.
ولد صلاح مصطفى سالم في سبتمبر عام 1920، في مدينة سنكات الواقعة شرقي السودان، وشهد فيها طفولته الأولى، وتلقى الدروس الأولى في العلم من كتاتيبها، عاد والده إلى القاهرة، ليتلقى مع شقيقه جمال تعليمهما الابتدائي في مدارسها، فحصل صلاح على البكالوريا، وتخرج في الكلية الحربية عام 1940، وهو ابن الثامنة عشرة، وتخرج في كلية أركان الحرب في 1948 ليشارك مع الفدائيين تحت قيادة أحمد عبد العزيز
اشتهر بعادة غريبة، فكان لا يخلع نظارته السوداء حتى في الاجتماعات الرسمية.
حارب في فلسطين، وهناك تعرف على جمال عبدالناصر أثناء حصار كتيبته في الفالوجة، وانضم إلى الضباط الأحرار، وكان عضوًا في اللجنة التنفيذية لـمجلس قيادة الثورة، وعندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 كان متواجدًا في العريش، مكلفًا بالسيطرة على القوات المتواجدة هناك.
تولى وزارة الإرشاد القومي في الفترة من 18 يونيو 1953 إلى 7 أكتوبر 1958.
راهن على اختيار السودان الارتباط بمصر، وسافر إليها عام 1954 ليكون أول مسؤول مصري يصل إلى جنوب السودان ويقلدهم في عاداتهم التي كان أشهرها الرقص شبه عار، ومع ذلك لم ينجح في مهمته، حيث اختار السودانيون الاستقلال والانفصال عن مصر. ولهذا قدم استقالته في 31 أغسطس 1955 من منصب وزير الإرشاد القومي "الإعلام"، وبعد فترة قصيرة عاد ثانية إلى منصبه الوزاري.
عانى في أيامه الأخيرة من الفشل الكلوي، وكانت مصر آنذاك لم تعرف أجهزة الغسيل الكلوي، فاضطر إلى السفر إلى الخارج لإجراء الغسيل، وتم استيراد أول جهاز للغسيل في مصر من أجله.
وافته المنية في 18 فبراير 1962 عن عمر ناهز الـ42 سنة متأثرًا بمرضه، ليكون أول عضو يموت من بين أعضاء مجلس قيادة الثورة.
أقيمت له جنازة مهيبة تقدمها جمال عبد الناصر، بدأت من جامع شركس بجوار وزارة الأوقاف وصولًا إلى ميدان إبراهيم باشا.
أضف تعليقك