نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا ذكرت فيه جملة من النصائح المقدمة من قبل أخصائيين في الإقلاع عن التدخين، لكل من تغلب على هذه الآفة ويرغب في تجنب العودة إليها من جديد.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها إن الأخصائيين قدموا نصائحهم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي من دون تدخين، أمس الأربعاء، وشددوا على ضرورة تجنب الوقوع في "فخاخ" قد تعجل بعودة المنقطع عن التدخين إلى السيجارة من جديد.
وشددت الصحيفة على أهمية الحفاظ على الشعور بالثقة في النفس، وتجنب الرضوخ لتخيلات من قبيل "لن أستطيع مواصلة مسيرة الانقطاع عن التدخين"، أو "يجب أن أزور طبيبا ليساعدني". وفي هذه الحالة، ينبغي للشخص ألا يثق في حدسه ويخرج هذه الهواجس من فكره.
وفي الموضوع نفسه، أشارت المختصة في الإقلاع عن التدخين، بريجيت ميتاديو، إلى أنه "في حال أراد المدخن الانقطاع بصفة مباشرة أو بصفة تدريجية عن التدخين، فإن الأمران سيان.. وليس هناك قاعدة في القيام بذلك".
وأفادت الصحيفة أن التوقف عن التدخين يعد بمثابة التحدي الصعب الذي يجب على أي مدخن المرور به، وبالطبع يحتاج الشخص إلى الدعم لاجتياز هذا التحدي بنجاح. وفي هذا الإطار، ذكرت بريجيت ميتاديو أنه "من المهم جدا عدم الإنصات لما يقوله المدخنون الذين فشلوا في الانقطاع والتخلص من هذه الآفة".
وأضافت الأخصائية أن "الشهر الأول يعد أصعب مرحلة في بداية المسيرة نحو الانقطاع الكلي عن التدخين، لأن الشخص سينتقل من حالة المدخن المدمن إلى حالة المنقطع تماما عن التدخين. وخلال هذه العملية، سيغمره الإحساس بوجود عنصر ناقص في حياته، ربما يجعله يتردد قبل أن يدفعه إلى العودة إلى التدخين من جديد". وأوردت المختصة أنه " في حالة تجاوز الشهر الأول بنجاح، فإنها تضمن نجاح مواصلة مسيرة الانقطاع عن التدخين بنسبة 85 بالمائة".
ونقلت الصحيفة على لسان رئيس المكتب الفرنسي للصحة والرفاهية في العمل، جوزيف أوسمان، أن "الخطأ الفادح الذي يرتكبه الكثيرون، إيمانهم بأن المنقطع عن التدخين قد تخلص نهائيا من إحساسه بالحاجة إلى النيكوتين بمجرد انقطاعه عن هذه الآفة. لذلك، وجب على كل من تجول في خاطره هذه الفكرة أن يوقن بأن المدخن إذا توقف عن التدخين يعتبر منقطعا، وانقطاعه لا يعني أنه فقد صفة المدخن السابق".
وفي الإطار نفسه، ذكر جوزيف أوسمان المعوقات الثلاث التي من شأنها أن تعرقل نجاح مسيرة الانقطاع عن التدخين. ويتمثل أول عائق في مقدار حاجة جسد المدخن إلى مادة النيكوتين، والثاني في اعتياد المدخن على ممارسة التدخين بصفة يومية. أما العائق الثالث، فيتمثل في الشهوة العاطفية إلى التدخين. وبالتالي، وجب على المنقطع عن التدخين أن يحسن التعامل مع هذه العوائق الثلاثة ليقطع نهائيا مع تدخين السجائر.
وأكدت الصحيفة، بناء على ما نصح به الأخصائيون، على أهمية اتباع حمية غذائية خاصة بعد الانقطاع مباشرة عن التدخين. وفي هذا السياق، أشارت بريجيت ميتاديو إلى أنه "يجب أن يتزامن الانقطاع عن التدخين مع تجديد الحمية الغذائية. وللتوضيح أكثر، يمكن للمنقطع عن التدخين أن يواظب على تناول خبز قمح بدل الخبز الأبيض. كما نصح بعدم استهلاك كميات كبيرة من الجبن، والتركيز أكثر على البروتينات".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأخصائيين لم يتفقوا على نقطة هامة، والمتمثلة في بقاء المنقطع عن التدخين في منزله لأكثر وقت ممكن، وتجنب الخروج دائما، كي لا يفتح الباب أمام عودة محتملة إلى حضن السيجارة. ففي حين هناك من الأخصائيين من شدد على ضرورة الحد من التنزه والخروج كثيرا من المنزل، أقر جوزيف أوسمان بعكس ذلك، حيث قال: "لن نفرض على المنقطع عن التدخين الانعزال عن عالمه الخارجي، بل بإمكانه الخروج مع الحرص على ارتياد أماكن يحجر فيها التدخين على غرار، دور المسرح والسينما، والمتاحف".
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن هناك العديد من الأشخاص الذين توقفوا عن التدخين لأشهر ولسنوات، لكن ذلك لم يمنعهم من تدخين سيجارة أو اثنتين في بعض المناسبات كالسهرات الليلية. فهل فشلت المحاولة رغم مرور كل هذه الفترة؟ في إجابة عن هذا التساؤل، فسر الأخصائي جوزيف أوسمان هذه الظاهرة قائلا: "في الحقيقة، ليس المدخن هو من يقرر بل دماغه، حيث تبدأ مستقبلات النيكوتين في الدماغ بالتلاشي خلال الشهر الأول من الانقطاع عن التدخين، لكن بمجرد تدخين سيجارة واحدة بعد فترة طويلة من الانقطاع، تعود شهية المستقبلات للنيكوتين من جديد".
أضف تعليقك