• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانية واحدة

فجر أحمد عارف الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين والمعتقل حاليًا، مفاجأة أمام قضاة العسكر، حين قال أنه ومرافقيه يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب داخل سجن العقرب، ليس لذنب اقترفوه ولكن لأنهم يرفضون التنازل عن مساندتهم للشرعية التي سجنوا من أجلها.

وقال عارف لهيئة المحكمة، خلال نظر هزلية "فض اعتصام رابعة" يوم السبت الماضي : " : "المحكمة تأمر في نهاية كل جلسة باستمرار حبس المتهمين وليس باستمرار تعذيب المتهمين، قبل 2 مايو كانت أيام التعذيب الوسطي المعتدل أما بعده فكان الإرهاب والتطرف".

وتابع عارف طبقًا لما نقله أهالي المعتقلين بأن "إدارة السجن تلقي علينا القنابل الكيماوية وتجردنا من متعلقاتنا وتقوم بتجويعنا وإدخال الكلاب البوليسية علينا وما زال التعذيب مستمرًا حتى الآن".

وأضاف: "يتم تعذيبنا في العقرب ولديّ أدلة وآثار على التعذيب، أطلب بتفريغ كاميرات سجن العقرب يوم 2- 5 من السابعة إلى الحادية عشر حيث دخلت دفعات كبيرة من الأمن بكلاب تركتها تنهشنا ورشونا بالمواد الكيماوية، ويتم سحب كل الطعام والشراب والأدوية، أكرم لي أن أموت هنا في سبيل الله".

كما كشف عارف عن أن المعارضين  يتم التضييق عليهم في السجن لأنهم يرفضون "المساومة السياسية الرخيصة".

وقال في فيديو مسرب إن "ما حدث من تعذيب ومضايقات وتجويع لنا لأننا رفضنا المساومة السياسية الرخيصة ورفضنا إصدار بيان مطلوب منا"، وأضاف "هذا لن يحدث أبدا".

وفي الصورة التي التقطت لعارف خلال نظر هزلية "فض اعتصام رابعة"، ظهر شديد النحول شاحب الوجه، ويبدو عليه الهزال والتعب الشديدان.

ليست شهادة واحدة

لم تكن شهادة عارف على مساومات العسكر من خلال تعذيب قيادات الإخوان هي الشهادة الوحيدة، حيث قال عضو مجلس الشعب الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحربة والعدالة، خلال جلسة محاكمته اليوم، فى هزلية "فض اعتصام رابعة" : " بخلاف أن سجون مصر بها وديعة غير المحبوسين في هذه القضية من الأبرياء ويحدث ضدهم تعذيب بالغ وانتهاكات بالغة، وأطالب أن ينقل إشراف السجون إلى وزارة العدل، وللأمن مسؤولية التأمين فقط، وأنا لا أشتكي من قلة الطعام الحادثة بالفعل، ولكن أطلب من أهلي وسائل بدائية منها صابونة وفرشة أسنان". 

وفي مارس الماضي كشف نائب رئيس حزب الوسط، عصام سلطان، المعتقل حاليًا، عن وجود مساومات معه لتأييد النظام العسكري بمصر مع التلويح بإعدامه في حال الرفض.

ووجه سلطان رسالته من معتقله بسجن العقرب إلى رئيس محكمة جنايات القاهرة، خلال جلسة محاكمته في 21 مارس الجاري، حيث يحاكم في هزلية فض اعتصام رابعة العدوية.

وقال سلطان في رسالته : "على إثر رفضي المشاركة في مشهد الانقلاب مساء يوم 3 يوليو 2013 بمقر وزارة الدفاع، أصدر الجنرال قائد الانقلاب العسكري قراره باعتقالي يوم 4 يوليو 2013 وبدأت عملية مساومة لإلغاء القرار مقابل تأييدي للانقلاب فرفضت، وبعد أيام تم القبض عليّ بتاريخ 29 يوليو 2013، وتجددت المساومات وتجدد رفضي بل وإصراري على رفض الانقلاب".

وأوضح أنه "منذ إيداعي سجن العقرب، بما فيه من انتهاك لكافة الحقوق الآدمية من تعذيب ومنع الطعام والشراب والدواء والكتب والزيارة وغير ذلك، والمساومات لا تتوقف، ورفضي يستمر في تأييد الانقلاب العسكري، وكلما أوشكت مدد الحبس الاحتياطي على الانتهاء يصدر الجنرال قائد الانقلاب التعليمات بقضية أخرى".

وبين سلطان أنه تمت إضافة اتهامات جديدة له، فقال: "صدرت تعليماته بحبسي سنة بتهمة "السلام عليكم" وإلقاء السلام على جنود الأمن المركزي، لعلي أؤيد الانقلاب، فازددت إصرارًا على رفضي، ثم صدرت تعليماته بحبسي سنة أخرى بتهمة ضرب لواء شرطة، لأؤيد الانقلاب فازددت عزمًا على رفضي كذلك".

وأضاف: "صدرت تعليمات مؤخرًا بوضع اسمي ضمن المتهمين في قضية فض اعتصام رابعة العدوية الذي جرت وقائعه يوم 14  أغسطس 2013، أي بعد صدور تعليماته الأولى بالقبض عليّ بأربعين يومًا وبعد القبض الفعلي علي بستة عشر يوما!"، مشيرًا إلى "سلسلة جديدة من المساومات لتأييدي الانقلاب، فيتم حرماني من جميع حقوقي أمامكم من استلام قرار الإحالة وأوراق القضية والالتقاء بالمحامين وغير ذلك لإجباري على تأييد الانقلاب وإلا سوف يحكم بإعدامي!"، وفق قوله.

وأكد سلطان في ختام رسالته موقفه الرافض للانقلاب، فقال: "السيد المستشار: إما أن تعيد إلي حقوقي كاملة بمحاكمة صحيحة وضمانات مكفولة حسب نص الدستور والقانون والمواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر، وإما أن تنفذ تعليمات قائد الانقلاب، وفي هذه الحالة فلا داعي لعرض الأحراز أو سماع الشهود أو غير ذلك، والأفضل أن تحكم بإعدامي مثل قضاة كثر حكموا بإعدام 528 مصريا من أول جلسة محاكمة وبدون أية إجراءات. أما أنا فإن إجابتي واضحة جدا وهي: لن أؤيد الانقلاب العسكري ومرحبا بالبدلة الحمراء"، كما داء في رسالة القيادي في حزب الوسط.

تعذيب لا يتوقف

منذ مارس الماضي تصاعدت الانتهاكات في سجن العقرب حيث كشف الأهالي وجود تعنت في علاج المعتقلين وتكديرهم ومعاقبتهم بشكل متواصل، مع ممارسة سياسة التجويع بتقديم أطعمة متعفنة وفاسدة للمعتقلين ومنع أي أطعمة من الأهالي، ثم ختمتها سلطات الانقلاب حاليًا بالإغلاق التام ومنع أي زيارات أو ترحيلات أو علاج أو عرض على النيابة طبق للأهالي.

فيما كشفت سناء عبدالجواد، زوجة الدكتور محمد البلتاجي، عن أن الانتهاكات الوحشية من جانب العسكر بحق قيادات ثورة يناير والإسلاميين بسجن العقرب، الغرض منها الضغط على قيادات العمل الإسلامي لكتابة تنازلات تدعم قائد الانقلاب والحكم العسكري للتخفيف عنهم.. ولكنهم يقابلون ذلك بصمود أسطوري.

وكتبت عبدالجواد -عبر صفحتها على فيس بوك- "أيترك المعتقلون يتخطفهم الموت والمرض والجوع ولا نفعل شيئا؟ وهل سنظل نحيي صمودهم وثباتهم إلى أن نفقدهم ونترحم عليهم"، مضيفة: "حملات التجويع ومنع الزيارة والأدوية وحتى منع الهواء، وانتشار الحشرات في الزنازين وعدم الخروج من الزنازين لأكثر من شهر، كلال الضغوط تمارس عليهم لإجبارهم على تقديم تنازلات مكتوبة بخط اليد".

وتابعت "في يوم جلسة مجزرة رابعة نتحدث عن مجزرة جديدة من مجازر العسكر والداخلية.. هذه المرة المجزرة داخل سجن العقرب يوم 2 مايو، حيث دخلوا عليهم بالكلاب البوليسية والرصاص الحي وإلقاء مواد كيماوية داخل الزنازين.. ولهذا يمنعون الزيارة حتى لا يعلم أحد بما يحدث لهم في الداخل.. قتل ممنهج يمارسونه عليهم، وكما قال د.عصام العريان إنهم يستخدمونهم كرهينة".

الإخوان: لن نتنازل عن الشرعية

في اول رد فعل من الجماعة حول تصريحات عارف، قال الدكتور طلعت فهمي، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، إن مساومات وضغوط سلطات الانقلاب على قيادات الإخوان المعتقلين لتأييد عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري باءت بالفشل.

وأضاف فهمي -في مداخلة هاتفية لبرنامج "الشرق اليوم" على قناة الشرق- أن "القاصي والداني يلحظ بعد الانقلاب العسكري أن الإخوان المسلمين في قلب الثورة وأنهم طوال 4 سنوات لم يداهنوا ولم يتخلوا عن ثورتهم أو ثوابتهم فيما يظن الانقلابيون أنهم إذا كسروا المعتقلين قضوا على الإخوان وأخمدوا الثورة لكن هيهات"، موضحا أن الإمام الشهيد سيد قطب رد على مثل هؤلاء بقوله إن أصبع التوحيد التي تشهد لله بالوحدانية تأبى أن تكتب كلمة تأييد لظالم أو فاسق، مؤكدًا أن الإخوان لن تتنازل أو تفرط في مكتسبات الشعب.

وأشار فهمي إلى أن الظالمين منذ فرعون يتوهمون أنهم إذا سيطروا على أجساد المعتقلين فبإمكانهم مصادرة إرادتهم وكسر صمودهم، مضيفا أن مثل تلك التصرفات تؤكد أن الانقلاب بات مهزوما بعد أن فشل في كل الجولات السابقة مع الثوار، مشددا على ضرورة تلاحم كل القوى الثورية للوقوف خلف المعتقلين ومساندة الثورة حتى تتبوأ مصر مكانتها إن شاء الله.

 

 

 

أضف تعليقك