• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

وكأنها ماسورة سدود انفتحت فى دول حوض النيل بمجرد توقيع السيسى ورفع يديه مع الرئيس الأثيوبي والسودانى مهللين محتفلين ببوار أراضى مصر وقتل المصريين عطشا .

لم تكمن خطورة توقيع السيسى على اتفاقية عنتيبى وتنازله ضمنا عن الإتفاقات التاريخية القديمة فى بناء سد النهضة وحده إنما الخطورة الشاملة أيضا فى أحقية كل من هب ودب من دول الحوض فى إقامة سد على النيل أو أحد روافده فى أى مكان دون اشتراط موافقة دولة المصب كما هو الحال فى كل الاتفاقيات السابقة وفى كل اتفاقيات الأنهار فى العالم .

فالأمر هنا لا يحتمل أن تفكر دول المنابع بمصالحها . فلم تفكر تركيا بحجز مياه دجلة والفرات التى تنبع من هضابها لتموت سوريا والعراق عطشا . مهما كانت مصالح تركيا فى الأمر ومهما وصلت درجة الخلافات بين الأنظمة . ولم تعترض الهند جريان نهر الغانج الذى ينتهى فى بنجلاديش رغم الحروب الكثيرة بينهما .

ولم تفكر سوريا فى حجز مياه دجلة والفرات المارة بأراضيها عن العراق . ولم تفكر أى دولة أخرى فى حجز النهر النابع من آلاف السنين من أراضيها والواصل لدولة أخرى . فهذا هو الموت والقتل والحرب بعينه .

ولكن أثيوبيا فعلتها والسيسى وافق ووقع معليا مصلحته المباشرة فى الاعتراف بشرعيته من عدة دول على مصلحة كل رجال مصر ونساءها وأطفالها بل وطيورها وحيواناتها .

وبناء على توقيع السيسى قامت إثيوبيا بتدشين 3 سدود جديدة داخل اراضيها فى المسافة قبل سد النهضة لتحجز المياه بشكل متدرج يتيح لها تخزين أكبر كمية من المياه دون خطر الانهيار .

وقامت السودان ببناء سدين جديدين على النيل الأزرق وتعلية سد الروصيرص ليستوعب ما كان يفيض منها ويمر الى مصر تلقائيا .

وقامت أوغندا ببناء سد داخل أراضيها لأول مرة لتوليد الكهرباء ولتذهب مصر إلى الجحيم .

الأمر أخطر مما نتصور وأخطر على مصر من القنابل الذرية .

كارثة بحجم بوار 5 مليون فدان من الأراضى القديمة وجميع الأراضى المستصلحة حديثا . وتصرف لن يزيد عن 14 مليار متر مكعب بدلا من 80 مليار متر كانت تمر وهى كمية لا تكفى مياه الشرب فقط . بالإضافة لتصحر الدلتا مع مرور الوقت وابتلاع البحر لمدينتى رأس البر وعزبة البرج ومدينة رشيد على الجهة الأخرى بشكل كامل .

.

تلك المصيبة التى يستتبعها انخفاض مناسيب مياه النيل بشكل يجعلها أقل من جميع فتحات الترع الرئيسية وفتحات الترع الفرعية . مما يستحيل معه وصول المياه إلى الأراضى الزراعية إن وجدت مياه من الأساس ولا يحلها دفع مئات المليارات لخفض مناسيب كل أفمام ومآخذ الترع الرئيسية والترع الفرعية وقيعان الترع المقامة من أيام الانجليز .

كارثة يعلمها الجميع ويعلم توقيتات بدئها والى ماذا تؤدى . ولن يكون بالإمكان حرب 8 دول أفريقية مجتمعة هى باقى دول حوض النيل حتى لو ترك جيشنا صناعات الكفتة والمكرونة وإدارة صالات الأفراح واتجه الى القتال .

وقريبا لن يكون أمام المصريين إلا أحد ثلاثة حلول . إما الهجرة الجماعية كما هاجر أهل اليمن وتشتتوا فى كل الدنيا عند انهيار سد مأرب وهذا ليس متاحا الآن فلم تكن أيامها حدود ولا تأشيرات .

وإما الاستسلام للموت عطشا وجوعا .

وإما الخيار الأخير المتاح . اعتراف الجميع أن ما حدث فى مصر انقلابا وأن السيسى لا يمثل الشعب المصرى . وحينها ستكون عودة مرسى هى الخيار الوحيد للجميع .

 

أضف تعليقك