لا أدري لماذا يتصور البعض أن مقومات الثورة الآن ونجاحها أقل منها فى نهاية أيام حسني مبارك ؟؟!!
هل حالة الإنسداد وفقد الأمل الآن أقل منها أيام مبارك ؟؟!.
لقد كنا نسير فى الشوارع للدعاية فى انتخابات 2010 لمجلس الشعب والناس يضحكون منا ومن كمية سذاجتنا . وكيف نظن أن نظام مبارك وحبيب العادلى وأمن دولته ومن بعده جمال مبارك ورجاله فى كل مكان يمكن أن يسقطوا . وكيف بنا ونحن المتعلمين أصحاب العقول لا ندرى أننا نحرث فى الماء وأن الأمر مهيئ ليس فقط لجمال مبارك وإنما لابنه من بعده وأنه ذهب لأمريكا وقدم أوراق اعتماده هناك فضلا عن تمكنه ورجاله هنا.
كان الناس يقولون لنا ذلك فى وجوهنا أحيانا أو يضحكون لنا ضحكتهم الصفراء ويعدوننا بانتخاب مرشحنا ثم نسمع ضحكاتهم فى ظهورنا قبل أن نبتعد .
ثم بعدها رأينا كيف أن جمال مبارك وأحمد عز أعلنوها ساخرين فى مؤتمرهم وكيف كان نجاحهم ساحقا بالعلامة الكاملة.
وهل كمية الخوف الآن أقل منها فى أيام مبارك ؟؟!
حيث كانت قمة تمكن حبيب العادلى وأمن الدولة حيث لم يكن الناس يتحدثون مع بعضهم فى السياسة وخاصة عن مبارك إلا همسا فكيف بنا الآن وقد أصبحت السياسة وفشل السيسى حديث الجميع فى كل قطار ومترو وشارع وبيت وناد.
وهل تمكن السيسي الآن أكبر من تمكن مبارك أيامها حيث كان لا يجرؤ أحد من الناس ولا يستطيع أن يتحدث جهارا عن صحة مبارك العليلة ولا عن أمراضه وكيف كان الناس يعتبرون ابراهيم عيسى بطلا لمحرد نشره حديثا عن أن مبارك يمرض كما يمرض الناس.
فكيف بنا الآن والسيسى يخرج من هاشتاج الى هاشتاج حتى انكسرت هيبته ومكانته فى نفوس وعقول وألسنة الكبير والصغير فلا يتكلم الا ليضحك عليه الناس من معارضيه لمؤيديه.
هل الأسعار وصعوبة العيش الآن أقل منها أيام مبارك وقد خرج الناس لبيع أجسادهم وتشرد المصريون فى كل بلاد الدنيا وأصبح قاع البحر بديلا عن العيش فى وطن لا يجد الرجل فيه قوت عياله ؟!
هل الفساد الذى ثار عليه الناس أيام مبارك أقل منه الآن وقد أصبح كل شئ الآن علنيا بلا خجل ولا مداراة حتى العمالة لإسرائيل وبيع الأرض مقابل المواقف السياسية والمعونات وحتى طال الفساد بيع النيل الذى منه طعام الناس وشرابهم ؟؟!
هل المعارضة فى أيام مبارك أفضل منها الآن وقد كانوا مجموعة من المهرجين وشرازم أحزاب تتبع مبارك ومخابراته وحتى أن أحمد الصباحى كان مرشحا ضد مبارك وصرح أنه سينتخب مبارك ؟
ربما تظنون أنكم أقل عددا !!
لقدا كنا فى ميدان رابعة أربعة أضعاف أعدادنا فى ميدان التحرير هؤلاء كلهم يصلحون أن يقودوا ثورة جديدة بعد أن أصبح أطفالنا وشبابنا ورجالنا جميعهم شيوخا مجربين صقلتهم التجربة والأحداث . وحتى وإن كان الكثيرين منهم الآن فى الأسر والمطاردة إلا أن الذين لا زالوا بفضل الله كثيرين يضاف اليهم عشرات الملايين من شرفاء البلد علموا وتعلموا أين الحق وأين الباطل بعد أن وضحت الرؤية التى كانت مختلطة عليهم .
صدقونى . الإنفجار قادم والثورة تدق الأبواب وكلما تأخرت قليلا فليس ذلك من دواعى اليأس وإنما لتنضج أكثر وتطيب ثمرتها لكل الناس .
أضف تعليقك