ولكن العسكر بعد الإنقلاب فى مصر كما هو فى سوريا كما هو فى الجزائر من قبل كان مهيئا بناسه ومخابراته وشرطته وأمن دولته وإعلامه ورصيده الضخم من البلطجية ليلعب دوره القذر فى تحويل البلد الى مستنقع كبير من الميليشيات المسلحة .
ناس منهم بلحية وناس بدون لحية وناس من عموم الناس وناس شرطة وناس جماعات إسلامية مخترقة ليوففوا الناس فى الشوارع ويقتلوهم على الهوية وينتقون المسبحيين ويكون المسيحيين أيضا ميليشيات بحجة الدفاع عن أنفسهم .
وتصبح مصر فعلا تحارب الإرهاب فى كل شارع ويبلغ الناس عن الإخوان أو يقتلوهم بأنفسهم .
هذا ما كان يراهن عليه السيسى ورأيناه فى أول أيام الإنقلاب . وما كان ولا زال يدعو الناس اليه ويتمنى حدوثه . وما أصبح يسابق الزمن لأجله ويهدم البيوت كما يفعل اليهود لأجله .
وساعتها كل فشل مبرر وكل تراجع اقتصادى مبرر بل وملتصق بالإخوان . ليس التصاقا معروفا للجميع أنه مجرد هرتلة وعته وعبط كما هو الآن ولكن التصاقا يقينيا فى قلوب وعقول كل الناس .
ذلك كان ربما يكلف الإخوان إما تلاشيا واندثارا تاما تاما لهم ولأولادهم وعائلاتهم الصغيرة . أو تحولهم لمجموعات وشراذم لا يعرف بعضهم بعضا يضربون ويضربون فى وسط اختلاط الحابل بالنابل .
وساعتها لن يكون هناك حتى حاضنة شعبية ومدن كلها متعاطفة كما هو الحال فى سوريا فوضع الاخوان فى مصر أشبه بالجزائر التى لا توجد فيها طوائف . الاخوان فى وسط خصومهم وخصومهم منهم جيرانا وأبناء عم وليس كسوريا التى يعتبر فيها بشار وأغلب جيشه من طائفة أقلية علوية وباقى البلد ومدن بكاملها حاضنة شعبية للمجاهدين .
على جانب آخر ربما يقول قائل ما دام الامر كذلك فلم لم ننسحب من الميادين ونترك المعركة ما دمنا لسنا على قدر المواجهة ؟؟!
والحقيقة أننا لو فعلنا ذلك دون إنكار وهتاف فى وجه المجرم المنقلب وتسمية إنقلابه إنقلابا وتعريته أمام الدنيا وعدم الإعتراف به . كنا ساعتها بالفعل لا نكون على قدر شعارنا الجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا ونكون فارين من الميدان عند أول مواجهه .
وساعتها ربما كنا فقدنا شبابا ورجالا أضعاف ما فقدناه الآن كفروا بالعمل الإخوانى وفقدوا الثقة فى كل شيئ ولم نسلم من المزايدين والمتهمين لنا بالتخلى عن مبادئنا وشعبنا ولأفسد الانقلاب البلد وهو مستريح لا يجد من ينكر عليه كما هو الآن ولعيرتنا الأجيال بموقفنا المتخاذل .
ويقينى وأملى فى الله الآن أننا عكس ما يظن الكثيرون كنا الفعل ولم نكن رد الفعل وأرغمنا خصمنا على اللعب بطريقتتا وليس بطريقته ولا أدل على ذلك من موقفه الذى يزداد ضعفا كل يوم .
ويقينى إن شاء الله أن الانفحار قادم والثورة الحقيقية قادمة ولكنها ثورة مع فارق كبير عن الثورة الماضية .لن تكون ثورة الجيش والشعب إيد واحدة وإنما ثورة الشعب الذى اكتوى بنار الجيش وعرف الجيش على حقيقته .
ولن تكون ثورة نكنس الميدان بعدها من مخلفات وأكياس الزبالة وإنما نكنس مصر كلها بعدها من الناس الزبالة ،وإن غدا لناظره قريب .
أضف تعليقك