من الواضح أن تعهد البناء الوحيد الذي تم إنجازه في مصر منذ الانقلاب العسكري قبل عامين هو التوسع في بناء السجون وإنشاء معتقلات جديدة، مقارنة بالتعهدات السابقة الخاصة ببناء آلاف الوحدات السكنية التي تبخرت وذهبت أدراج الرياح في بلد يشكو أزمة سكانية، يرافقها تكدس المعتقلين في السجون.
ويعاني المعتقلون من أبناء الشرقية أوضاعًا مأساوية في سجون الانقلاب، حيث تستخدم سلطات الانقلاب كل الوسائل الممكنة، لقهر وقمع أبناء المحافظة الأحرار، لأنهم لا يخفتون صوتهم في التعبير عن رفضهم للانقلاب العسكري الغاشم.
التنكيل بالشراقوة مستمر
تستمر عمليات التنكيل بمعتقلي الشرقية، حيث أعلن الطالب المعتقل في سجن الزقازيق العمومي "أنس موسى" إضرابه عن الطعام، بسبب تعنت سلطات الانقلاب ضده في العلاج ووضعه في زنزانه انفرادية.
ويعاني أنس -البالغ من العمر 24 عاما، والطالب بكلية هندسه ميكانيكا - من إصابة بطلق ناري أسفل عينه خلال تظاهرات 6 أكتوبر 2013، أدى إلى فقدانه إحدى عينيه، حيث قامت قوات أمن باعتقاله دون استكمال علاجه يوم 11 مارس 2014، حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب خاصة في أماكن إصابته، قبل أن يتم الحكم عليه بالحبس لمدة 5 سنوات يوم 25 نوفمبر 2015.
كما تشكو أسرة المعتقل محمد صابر عراقي، أحد أبناء مدينة القنايات، من تغريبه من سجن الزقازيق العمومي إلي سجن جمصة شديد الحراسة ووضعه في مكان يدعي الدواعي بالحبس الانفرادي ويعيش في مكان قذر وملئ بالحشرات والقاذورات مع ارتفاع درجة الحرارة مع انعدام سبل التهوية وعدم وجود ملابس معه مما كان له أبلغ الأثر علي صحتهم النفسية والجسدية.
وأكدت زوجته أنها ذهبت لزيارته أمس فأبلغوها أنه ممنوع من الزيارة حتى يوم 4 رمضان القادم دون إبداء أسباب، محملة داخلية الانقلاب المسئولية الكاملة عن حياته، موجهة نداء استغاثة لجميع منظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية لإنقاذ ذويهم مما يتعرض له من انتهاكات مخالفة لكل الأعراف الإنسانية .
يذكر أن محمد صابر عراقي، حاصل علي بكالوريوس تربية رياضية من مدينة القنايات بمحافظة الشرقية، وهو متزوج ولديه طفلان، ومعتقل في 15 يوليو 2014 ويحاكم في ثلاث قضايا عسكرية بتهم ملفقة وقد حكم عليه في قضية منهم بـ7 سنوات.
وفي العاشر من رمضان، زادت معاناة المعتقلين في قسم أول العاشر من رمضان، منذ تولي مأمور جديد للقسم، والذي قام بحرمان المعتقلين من أبسط حقوقهم.
وكان يسمح من قبل بإدخال الطعام للمعتقلين يوميًا فيما كانت الزيارة يومي السبت و الثلاثاء فقط.
ومع قدوم المأمور الجديد تم منع إدخال الأطعمة تماما إلا في يومي الزيارة فقط؛ ما يضطرهم لشراء الطعام باقي الأسبوع ويجعلهم عرضة لاستغلال المخبرين و العساكر بالإضافة إلي النفقات الكبيرة التي يحتاجونها لشراء الأطعمة و المشروبات.
كما قام المأمور الجديد بوضع المعتقلين السياسيين مع الجنائيين في مكان واحد وسط تعنت إدارة القسم في التعامل معهم، هذا إلى جانب رفض المأمور نقلهم إلى قوات الأمن إمعانًا في التعنت معهم والتضييق عليهم وسوء معاملتهم.
عانى إبراهيم الشحات محمد، ٥٢ سنة، إداري بالأزهر الشريف،من قرية زهر شرب منيا القمح من غضاريف بالرقبة والظهر والأرجل بالإضافة الي مشكلة بعضلة القلب، داخل سجن الزقازيق العمومي عنبر (ج).
بالاضافة إلى أنه محبوس احتياطيًا علي ذمة ثلاث قضايا اثنان جنائي ببلبيس ويحاكم حضوريًا بهما وآخري عسكري يحاكم بها غيابًا ويذكر أن الاستاذ إبراهيم اعتقل منذ 3/12/2014 بعد ان تم اختطافه من القاهرة عند زيارة أقاربه واختفي لمدة ١٠٠ يوم ما بين لاظوغلي وسجن العزولي ثم ظهر بانفرادي بقوات الأمن بالزقازيق، ورحل إلى سجن جمصة ثم أعيد الي سجن الزقازيق العمومي وزيارته لا تتعدي الخمس دقائق بدون سلام بتعليمات من أمن الدولة ومصلحة السجون وفي الأونة الأخيرة تم إيداعه بعنبر ج بتعليمات من أمن الدولة ومنع التعامل معه نهائيًا أو التواصل مع المعتقلين ومنعه من التريض ناهيك عن تعرضه للايذائات الأخيرة التي تعرض لها معتقلوا العمومي وخاصة عنبر ج والملقب بعقرب الزقازيق وتناشد أسرته منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني بسرعة التحرك لانقاذ الاستاذ إبراهيم والمعتقلين بالزقازيق لتردي الأوضاع هناك ومحملين داخلية الانقلاب ومصلحة السجون مسؤلية سلامته هو والمعتقلين بالسجن.
فيما لا تتوقف صرخات الاستغاثة التي يطلقها المعتقلون بسجن الزقازيق العمومي، إلى كافة المنظمات الحقوقية الدولية منها والمحلية للتدخل العاجل لوقف الانتهاكات التي تمارسها إدارة السجن بحق ما يزيد عن 500 معتقل سياسى.
وتزيد سلطات الانقلاب من تعنتها وتصعيد انتهاكاتها ضد معتقلي الزقازيق، بما وصفه العديد من الحقوقيين بعمليات قتل بالبطيء لمواطنين عرفوا في مجتمعهم بالشرف و الكرامة و الأخلاق، وتم اعتقالهم لرفضهم الظلم وتعبيرهم عن آرائهم، بما يخالف كل المواثيق المحلية والدولية، فضلًا عن الأعراف المجتمعية التي لا ترضى بتلك الانتهاكات التي لا يقبلها أي ضمير انساني.
وتزداد الأوضاع سوءًا في سجن الزقازيق العمومي يومًا بعد الآخر؛ فقد تم منع دخول أي طعام في الزيارات التى تم تقليص وقتها من 10 دقائق لأقل من 7 دقائق، فضلًا عن أنها من خلف الأسلاك فى مشهد لا يخلو من الانتهاكات. وكذلك تم منع دخول الدواء لأصحاب الأمراض المزمنة فى ظل الإهمال الطبى المتعمد، ما يزيد من معاناة المعتقلين وآلامهم فى مشهد يبرز عظم الجرم وبشاعته فى محاولات يائسة لكسر صمود وثبات الأحرار داخل مقر احتجازهم بسجن الزقازيق العمومى، والذى لا يتعدى كونه مقبرة للقتل البطيء والممنهج على نهج قتلهم للدكتور فريد إسماعيل بنفس الطريقة.
فضلًا عن تعمد إدارة سجن الزقازيق تأخير الطلاب عن موعد بدء لجان امتحاناتهم، ناهيك عن تعنتها فى دخول الكتب والمذكرات الدراسية لهم، حيث يضم السجن أكثر من ٢٠٠ طالب، لا يتمكنون من المذاكرة، فلا تهوية أو تريض أو إضاءة، فضلًا عن المياه الملوثة ضمن مسلسل جرائم العسكر بحق طلاب وشباب مصر الأحرار.
أضف تعليقك