الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،،،
أما بعد..
فقد كثر الكلام عن ليلة النصف من شعبان، وفي كل عام يكثر الكلام ويعاد، والناس فيها ما بين متبع ومبتدع، وآخر يخلط بين هذا وذاك، وباختصار أضع هنا فضائل هذه الليلة مبينا ما يجوز فيها من عمل وما لا يجوز....
أولا: ما جاء في فضل ليلة النصف من شعبان:
وردت أحاديث في ليلة النصف من شعبان، ومن اهم ما جاء فيها:
1. عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَطْلُعُ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْهِلُ الْكَافِرِينَ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدْعُوهُ» رواه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 223)، وقال الألباني في صحيح الترغيب: صحيح لغيره).
2. عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ" رواه ابن ماجه (1390) وحسنه الألباني والأرناؤوط.
3. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَطَّلِعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلَّا لِاثْنَيْنِ: مُشَاحِنٍ، وَقَاتِلِ نَفْسٍ " رواه أحمد (6641 ) وقال محققو المسند: حديث صحيح بشواهده.
4. عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَطْلُعُ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه ابن حبان (5665) وقال الأرناؤوط: حديث صحيح بشواهده.
ثانيا: صيام النصف من شعبان:
1. الصيام في شعبان بل الإكثار فيه هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ ".
2. إفراد النصف من شعبان فلم يصح فيه شيء أبدا.
3. لكنه يجوز للمرء أن يصوم يوم النصف إن كان له عادة صيام، كأن وافق هذا اليوم يوم لاثنين أو يوم الخميس، أو كان صيامه لهذا اليوم ضمن الأيام الثلاثة البيض، روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: «صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ»، وعند النسائي والترمذي عن أبي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا صُمْتَ شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ، فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ» (حسنه الألباني).
ثالثا: قيام ليلة النصف من شعبان:
لم يرد في تخصيص ليلة النصف من شعبان بقيام شيء يصح، بل كل ما ورد أحاديث يغلب عليها الوضع والكذب، لكنه لا يمنع من قيامها ما كان المرء يقوم وحده في مسجد أو بيت، ولا بأس إن كانت صلاته في جماعة خاصة كأهل بيته، أو رفقة من أصحابه، لا أن تكون لها دعوة عامة، وقد جاء هذا عن السلف، قال ابن تيمية: إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف فهو أحسن. وأما الاجتماع في المساجد على صلاة مقدرة. كالاجتماع على مائة ركعة بقراءة ألف: {قل هو الله أحد} دائما. فهذا بدعة لم يستحبها أحد من الأئمة. مجموع الفتاوى (23/ 131).
رابعا: ما يسمى بصلاة بالرغائب:
الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وهي ثنتى عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحتان ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب وإحياء علوم الدين ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة. المجموع شرح المهذب (4/ 56)
وأخيرا: فمن رأى غيره يأتي بطاعات في هذه الليلة مما يراه هو بدعة فينبغي أن يكون إنكاره على غيره بالمعروف، وأن يتجنب النهي المنكر في نهيه، وفي الصحيح عند مسلم عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ.
أضف تعليقك