• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

تشرق الشمس، يتوقف المنبه بعدما رنّ طويلا، ثم تفتح عينيك وأنت تشعر بالإرهاق وغير قادر على التركيز، ما زلت نصف نائم وتحاول إدراك ما يحدث حولك. ثم تتذكر أنك قد شعرت في الليلة الماضية أنك تحتاج إلى التغيير وعليه قد قررت أن تستيقظ مبكرا وتركض بعض الأميال قبل الذهاب إلى العمل. ولكن السرير دافئ ومريح جدا، ثم تغلق عينيك قليلا وأنت تعلم أن عليك اتخاذ القرار، بإمكانك اتخاذ الطريق الأسهل وهو إطفاء المنبه والرجوع إلى النوم أو سلك الطريق الصعب وهو أن تلبس حذاء الجري وتتجه إلى الباب.


الاختيار لك .. ماذا ستختار؟

كل يوم، نواجه عددًا لا محدودًا من هذا النوع من القرارات الصغيرة، وفي تلك اللحظات علينا اتخاذ القرار والمفاضلة بين ما هو الأفضل لنا وبين ما هو مريح وآمن، معظم هذه القرارات مفردة لن تكون ذات أثر بالغ. ولكن محصلة هذه القرارات الصغيرة هو ما يحدد مصائرنا.
عندما تسلك الطريق الصعب ستتمكن من تحقيق أهداف أكبر، تصبح أعظم وحتى من الممكن أن تغير العالم. وعلى العكس اتخاذك الطريق السهل سيجعلك تعيش حياة متوسطة وتشعر دائما بأنك قد خذلت نفسك، وبعدها ستنظر إلى حياتك بندم وتتساءل ..”ماذا لو؟”
تخيل للحظة أن هناك زرًّا في عقلك يُمكّنك من تنفيذ مهامك اليومية بفاعلية، أكل الطعام الصحي المفيد لجسمك فقط، وعدم تفويت الرياضة اليومية، كيف ستتغير حياتك؟
وأنت يا صديقي لديك المقدرة لصنع هذا الزر، يخبرنا دكتور “روي بوميستر”، مؤلف كتاب “Willpower: Rediscovering the Greatest Human Strength” عن أن قوة الإرادة ليست من سمات الشخصية، أو مهارة، ولكنها شيء يمكن التعامل معه على أنه عضلة يمكن تقويتها.
كيف؟ عن طريق تطبيق الاستراتيجيات التي سيشاركها الكاتب في هذا المقال. استخدم تلك الطرق دائما، وستصبح لديك قوة إرادة وانضباط ذاتي يُمكّنك من تحقيق أي شيء.

أنت تقف عند مفترق طرق في حياتك أثناء قراءتك لهذا المقال، إما أن تستمر على عاداتك القديمة، وأنت تعلم في قرارة نفسك أنك لا تعيش الحياة التي تتناسب مع ما تستطيع الوصول إليه، أو بإمكانك استخدام الاستراتيجيات الموجودة في هذا المقال كقفزة نحو ما تريد الوصول إليه، والاختيار ملكك.
 

1- مارس تمارين التأمل

تُدرس “كيلي مكجونيكال” صفا في جامعة ستانفورد بعنوان “العلم وراء قوة الإرادة”، وقد صنفت التأمل على أنه الوسيلة رقم واحد لزيادة قوة الإرادة. تقول كيلي: “ممارسة تمارين التأمل بشكل يومي لعدة دقائق يساعد عقلك على تنظيم المشاعر واتخاذ القرارات”.
 

2- مارس الرياضة

كلما تعمقت في البحث عن فوائد الرياضة، كلما تأكدت أن لها مفعولًا سحريًا.
ليس فقط لأنها تزيد لياقتنا وأداءنا العقلي، أو لأنها تحسن المزاج وجودة النوم، أو لأنها تقلل الدهون ومستويات القلق واحتمالات الإصابة بالأمراض، ولكن لأنها أيضا تساعد في تعزيز قوة الإرادة.
قام كل من “أوتن وتشينج” بعمل دراسة عن آثار ممارسة الرياضة، حيث تم إعطاء المشاركين في الدراسة اشتراكًا مجانيًا في النادي الرياضي وبرنامج تدريبي متخصص، لوحظ على المواظبين على ممارسة الرياضة الآتي: انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر، انخفاض في معدل استهلاك الكحول والكافيين، التزام بحمية صحية، زيادة في التحكم بالمشاعر، الالتزام بتنفيذ المهام، تنظيم في إنفاق المال، تحسن في مهارات المذاكرة.
حتى خمس دقائق في اليوم بإمكانها صناعة فرق ولكن ينصح الكاتب بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة في اليوم، ثلاث مرات في الأسبوع.
حاول أن تجد رياضة تحبها واجعلها جزءًا من روتينك اليومي، وإذا كنت لا تحب الرياضة، فهذا لأنك لم تجد الرياضة المناسبة لك حتى الآن، ابحث عن رياضتك المفضلة فالأمر يستحق العناء.

 

3- استغل قوة «المُحاسبة»

تكمن الفكرة وراء وجود شخص يحاسبك، أننا عندما نكون وحدنا، فإنه من السهل اختلاق الأعذار وعدم تنفيذ المهام المفترض تنفيذها.
“أنا مرهق، لا أشعر بأنني قادر على أداء هذه المهمة، هناك الكثير وعلي إنجازه، المهمة صعبة التنفيذ”، إلى آخره من الأعذار.
لنكن واقعيين، 99% من الأعذار التي نختلقها لنبقى في منطقة الراحة وتجنب الوصول إلى أفضل ما يمكننا فعله.
الحل بسيط: ضع أسسًا في حياتك تُبقي معاييرك عالية وتحميك من اختلاق الأعذار.
وهناك عدة طرق لفعل ذلك. سأطرح بعض الأمثلة:
حاول أن تجد شخصًا تحبه وتريد أن تظهر أمامه بأنك شخص يمكن الاعتماد عليه وابدأ بممارسة مهامك معه، شريك يذهب معك إلى النادي الرياضي، زميل في العمل لتنفيذ مهمة ما، أو ستأجر مدربا يتابعك، اشترك أو أنشئ مجموعة تشاركك نفس اهتماماتك لتحقيق هدف ما، أو استخدم موقع Stickk.
أيا كانت الطريقة التي ستستخدمها، فإن أهم شيء هو إقصاء التأجيل وصنع الأعذار، وهذا ما سيجعلك تلتزم بخططك وقيمك العليا.

 

4- ضع لنفسك خططًا ذكية

يقول الكاتب أنه عندما يراسله أحد ويسأله كيف يمكن أن يكون لديه انضباط أكبر وقوة إرادة، فإن السؤال الأول الذي يطرحه، “هل لديك أهداف محددة وواضحة لنفسك ؟”99% من الإجابات لا.
لماذا من المهم أن تكون لديك أهداف محددة؟
لأن تلك الأهداف تعطيك اتجاهًا واضحًا في حياتك وتساعدك على ربط أفعالك اليومية بهدف أعظم.
عندما كنت في the bold Academy، سألت “رايان إليس”، ماهي النصيحة التي توجهها لأي شاب طموح؟
“رايان إليس” ذو الثمانية وعشرين عاما، رائد أعمال وباع أول شركة له بمبلغ 169 مليون دولار، أجاب: “حدد أهدافك بوضوح، اطبعها، وضعها على الحائط في غرفة نومك”.
نصيحة بسيطة بما يكفي، عندما تختار أهدافك، تأكد أنها: محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، ذات أهمية، لديها إطار زمني محدد للتنفيذ.
على سبيل المثال، لا تجعل هدفك “أريد أن أخسر بعض الوزن” أو “أريد أن يكون لي دخل إضافي”.
بدلا من ذلك، اجعلها مثلا “عندما يحل الأول من مارس، أريد أن أكون قد خسرت 10 باوندات”، أو “أريد زيادة دخلي بمقدار 5000 دولار عند حلول يونيو”.
بمجرد فعلك ذلك، التزامك بتحقيق هذه الأهداف سيكون أسهل، وستشعر بالإنجاز وتحقيق الذات.

 

5- حدد أهدافا لا يمكن التراجع عنها

قام “هرنان كورتز”، الغازي الاسباني في عام 1519، باتخاذ قرار غيّر به مجرى التاريخ، وبإمكاننا التعلم منه.
أبحر “هرنان” من إسبانيا إلى أمريكا الجنوبية مع أسطول مكون من 11 سفينة، وعند وصوله إلى هناك أدرك أن قواته عليها أن تقاتل سكان الأرض الأصليين للاستيلاء عليها.
رجاله كانوا متعبين، جائعين وغير مستعدين للقتال بعد رحلة طويلة عبر المحيط. الكثير منهم لم يرد القتال.
“كورتز” كان يعرف أنه يتوجب عليه فعل ذلك. وطلب من جميع الجنود التجمع على الشاطئ، وعندما أصبح هو الوحيد على السفينة أحرق جميع السفن.
لم يعد هناك اختيار آخر، استجمع الجنود قوتهم وشجاعتهم وحاربوا واستولوا على الأرض التي تسمى الآن المكسيك.
تصرف جريء للغاية؟ والآن كيف يمكن تطبيق ذلك عليك؟
لو كان لديك مشروع كبير عليك إكماله، وأنت تعاني لتلتزم بتنفيذه، أحرق سفنك.
حاول أن تصنع موقفا سيمنعك من التراجع عن التنفيذ وسيجبرك على البدء في العمل.
على سبيل المثال، قبل البدء في إعطاء دورة تدريبية كنت قد كُلفت بإعطائها، قمت بإرسال بريد إلكتروني في الأول من سبتمبر أخبر فيه أكثر من 2000 شخص أني سأبدأ بإعطاء التدريب في الثامن من أكتوبر.
في تلك اللحظة لم أكن حتى بدأت في إعداد محتويات التدريب ولا المواد التسويقية، ولكن بما أني الآن قد أحرقت سفني. لم يصبح لدي أي اختيار سوى إنهاء التحضير. واستطعت.
ومنذ ذلك الوقت، قررت استخدام تلك الاستراتيجية في كل مشاريعي الكبيرة، وأقترح عليك أن تفعل المثل، وستذهل بما يمكنك أن تفعله عندما لا يصبح الهروب ضمن اختياراتك.

 

6- أزل كل المغريات والملهيات

كل البشر معرضون للإغراء، هذه هي طبيعتنا، وفي الوقت الحالي نحن محاطون بعدد من المغريات أكثر من أي وقت مضى.
جوجل يسمح لنا بالوصول إلى أي معلومة في ثواني. يوتيوب مليء بفيديوهات ممتعة وشيقة. مركز الإشعارات في فيس بوك يُحدث كل عدة ثواني، هواتفنا الذكية مليئة بالتطبيقات والألعاب.
وبما أننا نعرف ماهي الملهيات، يجب علينا أن نخلق نظاما يبعدنا تماما عنها.
كيف؟
أولا، حدد ماهي الملهيات العامة؟
ثانيا، استخدم أدوات للتقليل منها.
سأذكر هنا بعض الاستراتيجيات التي أستخدمها:
– عن طريق استخدام تطبيق Freedom، وهو تطبيق يسمح لي بحجب خدمة الإنترنت لمدة معينة.
– عن طريق استخدام Stayfocusd، وهو تطبيق خاص بمتصفح كروم والذي يسمح لي بغلق مواقع أختارها، في أوقات محددة أثناء اليوم، أو تحديد مدة التصفح للمواقع التي أحددها.
– ضبط الهاتف الذكي على وضع الطيران أثناء العمل.
– إبقاء طعام صحي فقط في الثلاجة.
بمجرد إزالة المغريات، ستتمكن من توجيه تركيزك لفعل أشياء عظيمة بدلا من تضييع وقتك والتأجيل مرة أخرى.

 

7- ابدأ بالمهمة الصعبة أولا

شيء آخر ذكره “روي بوميستر” في كتابه، وهو أنه لدينا قدر محدد من العزيمة لكل يوم.
إرادتنا تكون في قمتها في بداية اليوم، وتقل مع مرور الوقت خلال اليوم.
وبمعرفتنا ذلك، ينبغي علينا أن نبدأ الصباح بالمهمات الأكثر صعوبة، عندما نكون نشيطين ومرتاحين.
ذكر “تيم فيريس” في كتابه “The 4-Hour Workweek” قانون باريتو (يعرف أيضا بقاعدة 80/20) والذي ينص على أن 20% من الدخل يصنع 80% من الخرج.
كل صباح، حدد وبوضوح ماذا ستكون الـ 20% ليومك، إذا لم تكن متأكدا ماهي 20%، فهي عادة أصعب مهمة عليك تنفيذها خلال اليوم. عندما تحدد ماهي، شمر عن ساعديك وأنهِها.

 

8- استبعد القرارات غير الضرورية

عندما سُئل الرئيس “باراك أوباما” عن الاستراتيجيات التي يستخدمها لزيادة إنتاجيته، أجاب “لا أريد أن أضيع وقتي في اتخاذ قرارات بخصوص ماذا ألبس أو ماذا آكل لأن لدي عدة قرارات أخرى علي أن أتخذها”.
وكما ذكر “بوميستر” في كتابه، فإن كل قرار نتخذه خلال اليوم يستهلك جزءا من طاقة الإرادة المُخزّنة، وبناء على ذلك، نحتاج إلى تقليل عدد القرارات التي نتخذها خلال اليوم لنركز على أكثرها أهمية.
أنا شخصيا آكل نفس الإفطار والغداء يوميا. لا أقضي أكثر من 15 ثانية لتقرير ماذا سألبس اليوم. وحاليا أُقوم بتعليم فريقي اتخاذ قراراتهم بأنفسهم بدون انتظار موافقتي. أثناء اليوم، حاول أن تتنبه أين تعلق في عملية اتخاذ القرارات وحاول استبعاد أو تقليل كل القرارات غير المهمة، واحتفظ بطاقة عقلك لما يهم حقا.

 

9- أوجد عادات وروتينًا تلتزم به

بناء على النقطة السابقة، فإن صنع عادة\طقس هي طريقة جيدة لإزالة خطوة اتخاذ القرارات غير اللازمة.
و بمجرد تحويل أي شيء إلى عادة، ستفعلها لاحقا بدون تفكير أو إرادة .
كل صباح، أبدأ يومي بالرياضة لمدة 60 دقيقة لأصبح في أفضل حالة فكريًا وعاطفيًا وجسديًا.
كل خطوة في ذلك الروتين صممتها بعناية للحصول على أفضل نتيجة، ومع ذلك لا تتطلب مني أي إرادة لأنها أصبحت جزءًا من عاداتي اليومية.
تأمل في كل الأشياء من حولك ثم حدد الأشياء التي يمكن تحويلها إلى روتين ثابت في حياتك، وستحصل على نتائج مضاعفة عبر صنع عادات أفضل بينما تحافظ على قوة إرادتك المخزنة.

 

10- اخدع عقلك بقاعدة الخمس دقائق

عقلنا يمكن أن يكون أعظم حليف أو ألد عدو.

الحيلة تكمن في أن تعي ما يحدث داخل عقلك، نقاط قوته ونقاط ضعفه، لتحصل على أفضل نتيجة.
واحدة من أكبر مشاكل العقل هو أنه يجد صعوبة في بدء أي شيء. ولكن بمجرد البدء في هذا الشيء يصبح من السهل الاستمرار فيه.
إذا كنت تعاني لتبدأ في عمل شيء ما عليك فعله، أو عليك أن تبدأ رياضتك اليومية أو تمارس التأمل، اتفق مع نفسك على الآتي: سأفعلها لمدة خمس دقائق فقط.
رد على بريد إلكتروني واحد، اركض مرة واحدة حول الحي الذي تعيش فيه، تأمل لمدة 5 دقائق.
من خبرتي الشخصية وتجارب الآخرين، 80 إلى 90 في المائة من المرات التي نبدأ فيها بفعل أي شيء، فإننا غالبا ما نستمر في تنفيذ هذا الشيء لنتجاوز الخمس دقائق التي حددناها في البداية.

 

11- كن ملتزما بما تفعله 100%

لو كنت حقا تريد فعل شيء ما، التزم بفعل هذا الشيء 100%.
لو كنت ملتزما ولكن نوعا ما، ستسمع دائما ذلك الصوت في رأسك يخبرك “ربما من الأفضل أن نأخذ اليوم أجازة”. وستستنزف طاقتك لمحاربة هذه الرغبة.
ولكن عندما تقرر أنك ستلتزم بفعل ذلك الشيء 100%، ستصبح اللعبة أسهل، لن يكون عليك التفكير قبل فعلها، ستفعلها فقط.
ختاما

أحد أساتذتي أخبرني يوما “أرواحنا هي أعظم هدية وهبت لنا”.
وهذه الروح البشرية شاركت في أعظم الإنجازات على وجه الأرض، هذه القوه توجد بداخل كل واحد منا، وواجبك أن تستخدمها لنفسك، للآخرين من حولك.
وأنت يا صديقي قد وُهبتَ هدايا تميزك، ومواهب وشغفًا يقودك. وبالتالي تستطيع فعل أشياء لا يستطيع أحد في العالم غيرك فعلها، لتصبح منارة تلهم الآخرين.
ولذلك رجاء خذ ما علّمته إياك اليوم على محمل الجد، ستتغير حياتك، وسيأتي دورك لتغيير العالم.

أضف تعليقك