استشرى الفساد في محافظة الشرقية، كالمرض الخبيث الذي لا يستطيع أحد أن يوقفه، وذلك منذ أن قام العسكر بانقلابهم ضد الرئيس الشرعي محمد مرسي عام 2013.
فيما أصبح المسؤولون هم الفاسدين الذين يستطيعون الاستيلاء على المال العام بمنتهى السهولة، لأنهم لا يخافون الحساب أو العقاب، فسلطات الانقلاب مشغولة بقمع المعارضين وإلقائهم في السجون والمعتقلات.
الفساد سيد الموقف
تتوالى قضايا الفساد في مراكز الشرقية، حيث استولى صاحب بدالة تموينية على ١.٧ طن سكر، و990 عبوة زيت مدعم بمركز فاقوس.
وتبين قيام مالك محل بدالة تموينية بمركز فاقوس بالاستيلاء على أموال الدعم بالتصرف فيها ببيعها في السوق السوداء أعلي من السعر الرسمي، وعدم صرفها للمواطنين.
وفي 7 مارس الجاري، أيضًا استولى صاحب بدالة تموينية بمركز أبوحماد، استولي علي كميات كبيرة من الدعم وقام ببيع 2.224 طن سكر تمويني، و492 عبوة زيت مدعم، فى السوق السوداء.
من جهة أخرى، يشهد مستشفى طب الأسرة بقرية شهداء بحر البقر، التابعة لمركز الحسينية، إهدارا كبيرا في المال العام، فأطباء بالمستشفى غير موجودين، رغم أن المستشفى منفق عليه ملايين ولا يقدم أى خدمة طبيبة، كما أن الأجهزة الطبية أكلها الصدأ بسبب عدم استعمالها.
ويعاني أهالى قرية بحر البقر، من عدم تلقيهم أي رعاية صحية، من مستشفى شهداء بحر البقر بالقرية، والذى تكلف ملايين الجنيهات لكى يخرج للنور، وبعد 9 سنوات من إنشائه تحول من مستشفى تخصصي إلى وحدة طب أسرة لا يتردد عليه أحد، وأشبه بـ"الخرابة".
فيما أجلت محكمة جنايات الزقازيق، برئاسة القاضي صابر غلاب، الثلاثاء الماضي، محاكمة 3 موظفين بالمعاش بشركة "مضارب الأرز" بالشرقية، على خلفية اتهامهم باختلاس 19 مليون جنيها، لجلسة 2 مايو المقبل، لحين ورود تقرير خبراء مصلحة وزارة العدل.
ترجع تفاصيل القضية رقم 681 جنايات كفر صقر لسنة 2015، لاستيلاء كل من "محمد.ع.ع"، 62 سـنةً، مدير مالي بمضرب أرز كفر صقر التابع لشركة مضارب بالشرقية، و"إسماعيل.ع.خ"، 61 سـنةً، مدير إدارة حسابات التسويق، و"إ.ع.خ" 61 سـنةً، رئيس القطاع المالي، لأنفسهم بغير حق وبنية التملك على مبلغ 19 مليونا 73 ألف و890 جنيهًا، من أموال شركة مضارب الأرز، في الفترة من 23 إلى 30 أكتوبر 2010.
وتبين تلاعب المتهمين بكشوف صرف قيمة كميات الأرز الموجودة بالمضرب، بعد إثبات صرف المبلغ بكشوف الاستعاضة المبنية بالأوراق للموردين المتعاملين مع المضرب، بالزيادة عن المستحق لهم على خلاف الحقيقة.
كما تبين قيام موظف بمديرية الإسكان والمرافق بالشرقية، على الاتجار بعقار التامول وتم ضبطه بحوزته 3000 قرص مخدر، وتبين أن الموظف يدعى "م م ع م" 53 سنة، مشرف فنى مبانى بمديرية الإسكان والمرافق بالشرقية، مقيم بأبوكبير، وبحوزته 3000 قرص مخدر بقصد الاتجار.
اللواءات يحكمون الشرقية
يتفشى الفساد في حين يستمر الجيش في إحكام قبضته على كل المناصب في معظم مراكز المحافظة، برعاية قائد العسكر عبد الفتاح السيسي.
حيث أصدر "هشام الشريف" وزير التنمية المحلية في حكومة الانقلاب العسكري، قرارًا بتعيين اللواء "مصطفى سعد عبية" رئيسًا لمدينة هيها.
كما أصدر الشريف قرارًا بتعيين اللواء مخابرات "شريف عبد الغني آمنة" رئيسًا لمركز ومدينة الحسينية خلفًا للواء "يحيى برجل".
ويذكر أن "آمنة" رئيس المدينة الجديد هو أحد أبناء محافظة المنوفية، وتخرج في الكلية الحربية، ومن مواليد 5 أبريل عام 1965.
وتأتي هذه القرارات في إطار عسكرة أغلب المناصب القيادية في الدولة، لاسيما أن محافظة الشرقية يتولاها خالد سعيد وهو أول لواء جيش يتولي المحافظة منذ أكثر من 30 سنة.
أضف تعليقك