تتوالى حالات تسمم الطلاب بالمدارس بعد تناولهم للتغذية المدرسية، جراء تفشي الإهمال والفساد في مصر في ظل حكم العسكر الذي لايهتم سوى بالقمع واعتقال المعارضين والقتل خارج إطار القانون.
وشهدت محافظات المنيا وسوهاج والشرقية والمنوفية والسويس وأسوان، وقائع مشابهة ترتب عليها تسمم عشرات الطلاب دفعة واحدة، حيثُ تعتبر هيّ المرة الأولى التي يكون فيها هذا العدد الضخم، دون معرفة أي تفاصيل عن كيفية حدوث التسمم ووقوعه.
الحوادث تتوالى
وتوالت حوادث التسمم، حيث أصيب 52 طالبا بمدرسة رفقة محمد الابتدائية بمحافظة أسوان، اليوم الأربعاء، باشتباه تسمم نتيجة تناول الوجبة المدرسية، وتم نقلهم إلى مستشفى كوم أمبو المركزى.
وأكد الدكتور إيهاب حنفى، وكيل "صحة الانقلاب" بأسوان، أن الطلاب ظهرت عليهم أعراض غثيان وقيئ، ما استدعى نقلهم إلى مستشفى كوم أمبو المركزى لتلقى العلاج اللازم، مشيراً إلى أنه تم سحب عينات من الطلاب ومن الوجبات المدرسية لتحليلها والتأكد من حالات التسمم.
وأصدرت "صحة الانقلاب" بيانًا قالت فيه، أن مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية بمنطقة كبريت البحارة مركز الجناين بمحافظة السويس، شهدت إصابة 211 تلميذًا بأعراض التسمم الغذائي بعد تناولهم للتغذية المدرسية، وتم نقلهم لكل من مستشفى السويس العام ومستشفى السويس للتأمين الصحي، وذلك بواسطة 24 سيارة إسعاف.
كما أصيب 25 تلميذًا باشتباة تسمم غذائى، عقب تناولهم البسكويت المدرسى بثلاث مراكز بمحافظة بنى سويف، واستقبل مستشفى الفشن المركزى 17 حالة، كما استقبل مستشفى ببا المركزى خمس حالات، ومستشفى أهناسيا ثلاث حالات، وتم إيداعهم تحت الملاحظة.
ويوم الأربعاء الماضي، أصيب أكثر من 485 تلميذا وتلميذة، بمجمع مدارس قرية الصوامعة شرق بمركز أخميم بسوهاج، بحالة تسمم جماعي، عقب تناولهم وجبة التغذية المدرسية، وظهرت على التلاميذ المصابين علامات الإعياء والتعب، وسارعت سيارات الإسعاف بنقلهم إلى المستشفيات المركزية القريبة.
وعقب الحادث تجمهر العشرات من أولياء أمور التلاميذ داخل المستشفيات، وأجمع الطلاب على حدوث إصابتهم عقب تناولهم وجبة التغذية المدرسية، التي تضمنت قطعة حلاوة طحينية وقطعتي جبنة مثلثات ورغيفين من الخبز.
واكتفت وزارة التربية والتعليم كعادتها بإصدار بيان أعلنت فيه أنها تتابع باهتمام حالات "اشتباه التسمم" التي ظهرت في بعض المدارس الابتدائية في إداراتي ساقلته وإخميم.
وفي المنيا أصيبت 11 طالبة في بمدرسة المنيا الثانوية التجارية للبنات، إثر تناولهن وجبة مدرسية، وقبل أسبوعين أصيب 11 طالبا بمدرستي عاقولة الابتدائية، والشيخ شبيكة، بمركز ملوي في المنيا، بتسمم، إثر تناولهم الوجبة المدرسية.
وفي 8 مارس الماضي، أصيب 14 طالبا من مدرسة مجمع نجع سبع الإبتدائية التابعة لإدارة أسيوط التعليمية، بتسمم غذائي عقب خروجهم من المدرسة إثر تناولهم وجبة البسكويت التي يتم توزيعها عليهم بالمدرسة.
وكانت مديرية الصحة بمحافظة المنوفية، قد أعلنت أمس الثلاثاء، ارتفاع عدد الطلاب المصابين بتسمم غذائي داخل مدرسة الخضرة التابعة لمركز الباجور إلى 106، مشيرين إلى أن مستشفى الباجور استقبل 65 حالة منها 59 حالة غادرت المستشفى، بينما استقبل مستشفى سرس الليان المركزي 41 حالة تم احتجاز 13 حالة منها.
وقال أحد الطلاب المصابين، إنه عقب تناوله البسكويت تعرض لحالة من الغثيان أفقدته وعيه وسقط من على السلم الخاص بالمدرسة.
وفي الشرقية أصيب 30 تلميذا بمدرسة العباسة الكبيرة بمركز أبوحماد، فبراير الماضي، بحالة تسمم، عقب تناولهم البسكويت المدرسي.
المسؤولون لا يهتمون
تتوالى الكوارث في حين تنشغل سلطات الانقلاب بإلقاء المعارضين في السجون، فقد أكد محللون أنه من المفترض وجود نظام للترقب بوزارة الصحة، ويكون وظيفته هو أخذ عينات من الأغذية المقدمة للطلاب وتحليلها، مؤكدين أن غياب الرقابة ترتب عليه كوارث عديدة، إضافة إلى غياب الأشراف من المسئولين، مما تسبب في توابع سيئة على حياة وصحة الطلاب.
وكانت وزارة صحة الانقلاب قد أعلنت أنها أخذت عينات من الطلاب الذين تسمموا في سوهاج وخرجت النتيجة بسلامة الأغذية، والسؤال هو كيف تسمم كل هذا العدد الضخم إذا كانت لا توجد مشكلة حقيقية، لتبقى الإجابة الواضحة وهي "الفساد"، الفساد الذي تفشى في المنظومة الإدارية مع غياب الأدوار وإلقاء كل طرف للمسئولية على الطرف الآخر.
وبات الأمر أشبه بالكابوس، خصوصًا أنه أوشك على أن يكون ظاهرة تتجاهلها حكومة الانقلاب تمامًا، رغم أن ذلك الأمر يؤثر تأثيرًا سلبيًا على صحة الطلاب.
أضف تعليقك